مطالبات بتحقيق دولي حول استخدام البراميل المتفجرة في الفلوجة

28 مايو 2014
قصف على الفلوجة (صدام المهدي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

دعت منظمات حقوقية عراقية وبرلمانيون إلى فتح تحقيق دولي عاجل، بشأن استمرار استخدام الجيش العراقي للبراميل المتفجرة في قصفه على مدينة الفلوجة، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها، "استخدام الجيش الحكومي القنابل غير الموجهة (البراميل)، على أهداف مدنية داخل المدينة".

وطالبت منظمة "حشد" العراقية في بيان لها بفتح تحقيق شفاف، حول استخدام البراميل المتفجرة في الفلوجة، تشارك فيه بعثة الأمم المتحدة في بغداد وأطياف دولية متخصصة في هذا المجال.

وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ، من التقارير التي تحدثت عن استخدام تلك البراميل في المدينة، وقصف مستشفى الفلوجة لأكثر من مرة، ما تسبب بإصابات في صفوف المرضى والعاملين فيه.

وكانت المنظمة قد أصدرت تقريراً مساء أمس الثلاثاء، أشارت فيه الى أن "الجيش العراقي استخدم براميل متفجرة على مناطق مأهولة بالسكان، وبكثرة في أيام مختلفة بالفترة الماضية، كما استهدف مستشفى المدينة العام، في إطار تصديه للمتمردين الذين يحتلون مدينة الفلوجة، في محافظة الأنبار".

ووصف المتحدث الاعلامي للحكومة العراقية، علي الموسوي، تقرير المنظمة بأنه "غير صحيح".

وأفاد في تصريحات صحافية، اليوم الاربعاء، بأن "قواتنا ترفض استخدام القنابل الضخمة غير الموجهة (البراميل المتفجرة)، ولا تجد حاجة لاستخدام مثل هذه القنابل، وهي تطارد "الإرهابيين" وتضرب أوكارهم في كل مكان".

واتهم ما وصفه بـ"وسائل إعلام منظمات معادية للعراق"، ببث مثل تلك المعلومات الخاطئة.

لكن عضوة البرلمان العراقي، لقاء وردي، طالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق سريع ومهني في الموضوع.

واعتبرت في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "استخدام براميل متفجرة، يفسر بوضوح سبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في الفلوجة، من النساء والأطفال وغيرهم".

وأوضحت أنه "يجب دعم فتح تحقيق وتقديم المتورطين الى القضاء، بغض النظر عن الرتبة أو المنصب الحكومي".

فيما اعتبر مقرر لجنة "النزاهة البرلمانية"، خالد العلواني، تقرير المنظمة، تأكيداً على معلومات سابقة خرجت من داخل المدينة المحاصرة.

وأشار لـ"العربي الجديد"، الى أنه "بات مؤكداً لدينا استخدام تلك البراميل في الفلوجة على الطريقة السورية، وهناك صور وإثباتات حول ذلك"، داعياً "إلى تدويل القضية بعد صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، فمن غير المعقول أن تستمر عمليات إلقاء البراميل ويسقط فيها مدنيون، دون حراك دولي نابع من دافع إنساني بحت".

بينما وصف مدير منظمة "السلام لحقوق الإنسان" العراقية، محمد علي، الوضع في الفلوجة بـ"المزري" نتيجة استخدام تلك البراميل.

وأكد لـ"العربي الجديد"، أن" سكوت العالم عن براميل حلب، يجعلنا لا نستغرب سكوته عن براميل الفلوجة".

وشدّد على أن "لا أحد يمكنه إنكار حقيقة استخدام البراميل، فهناك مبانٍ سُويّت بالأرض تماماً داخل الفلوجة بفعل تلك البراميل، وحلفاء العراق كالولايات المتحدة وبريطانيا يعلمون ذلك لكنهم يغضون الطرف".

وأعلن "أننا باشرنا بجمع أدلة وتوكيل محامين، لتقديم شكوى إلى المحكمة الدولية حول ذلك".

وفي السياق نفسه، قال إمام وخطيب جامع الفرقان وسط الفلوجة، الشيخ عبد الحميد جدوع، لـ"العربي الجديد"، إن "بعض البراميل التي لم تنفجر، لا تزال موجودة في الفلوجة، ويمكن لأي فريق دولي، المجيء لمعاينتها وفتح تحقيق في ذلك، هذا إذا سمحت حكومة، نوري المالكي، بدخولهم".

وأوضح "أن المئات من الأبرياء المدنيين قُتلوا واُصيبوا بفعل تلك البراميل، لكن من حسن الحظ أن بعضها لم تنفجر فبقيت على حالها في الشوارع، والمناطق السكنية شاهد على الجريمة".