مطاعم نسائية..مصريات يبعن وجبات الإفطار "دليفري"

10 يوليو 2015
نساء يشترين خضروات في مصر (الأناضول)
+ الخط -
نشطت نساء مصريات في السنوات الأخيرة، في إعداد وجبات منزلية خلال شهر رمضان، لا سيما في نطاق العاصمة القاهرة، حيث يجدن الكثير من الزبائن من العاملين في الشركات والمكاتب والمحال التجارية، المنتشرة في قلب العاصمة الباحثين عن وجبات بنكهة منزلية، بعيداً عن مأكولات المطاعم التقليدية.
وخلال السنوات القليلة الأخيرة تحول هذا النشاط إلى ظاهرة، حيث تشترك عدة نساء في إنشاء "مطاعم منزلية"، لإعداد وجبات الإفطار وإيصالها للمشترين، حيثما كانوا عبر أشخاص يتم الاتفاق معهم على خدمات التوصيل.
أمال محمود، التي تقطن في منطقة قريبة من ميدان التحرير وسط القاهرة، تقول لـ"العربي الجديد"، إنها تخرجت من الجامعة في تخصص التجارة قبل نحو 7 سنوات لم تجد خلالها عملاً مناسباً، وفي ظل الضغوط المعيشية، بدأت تفكر في مشروع المطعم المنزلي لتوفير عائدات إضافية، خاصة أن زوجها الذي يعمل موظفاً يتقاضى راتباً زهيداً، ولهما ابن في الثالثة من عمره.
وتضيف "كانت ثورة يناير/كانون الثاني 2011 صاحبة الفضل في هذا العمل، حيث كانت البداية بالنسبة لي ولصديقتي هند التي اتفقت معها على إعداد وجبات بسيطة للمعتصمين في ميدان التحرير وزواره، وتوصيلها عبر شخص من أقربائي كان يعمل لدى شركة وجبات سريعة، مقابل حصة من الأرباح، فضلاً عن البقشيش الذي يحصل عليه من الزبون".
أمال وهند صديقتان منذ المرحلة الثانوية، وأنهيتا الدراسة بكلية التجارة جامعة عين شمس معاً. وقررتا الاستمرار في الفكرة وعدم اقتصارها على ميدان التحرير وتوسيع قاعدة زبائنهما.
تتراوح أسعار الوجبات التى تجهزانها بين 20 جنيهاً إلى 100 جنيه (2.5 و 12.8 دولاراً)، حسب أصناف الطعام التي يطلبها الزبون.
وقالت أمال "طبعنا بطاقات عليها أرقام هواتفنا لطلب الوجبات، فضلاً عن الإعلانات الورقية التي وزعناها على المكاتب الإدارية والشركات بوسط القاهرة، وفي النهاية أنشأنا حساباً على موقع فيسبوك بالأصناف التي نعدها وأسعارها وكذلك إمكانية تجهيز وجبات خاصة حسب الطلب". وتضيف مبتسمة "هند تعرف أني أحب الطهو ووصلت إلى درجة عالية من الدقة فيه، لذا هي تقوم بشراء الخضروات والأرز وباقي المواد الغذائية وأنا أقوم بطهوها".
وتخشى الصديقتان من الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية لاسيما الخضروات واللحوم خلال العام الأخير، ما يرثر على سلباً على إقبال الزبائن على مأكولاتهم.
وتقول هند لـ"العربي الجديد"، إن "أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير خلال رمضان الجاري، بنسب تترواح بين 20% و30%، مما جعلنا مجبرين على رفع الأسعار". وتضيف ميزة الوجبة التي نوفرها للزبون، أنها أقل سعراً عن تلك التي يتناولها فى المطاعم، إضافة إلى أنه يتناولها فى مكتبه أو على القهوة التي يجلس عليها بنكهة منزلية". ولكنها تابعت "على العموم غلاء الأسعار يسري أيضاً على كل المطاعم، لذا فإن المنافسة لا تزال تميل إلى كفتنا".
وارتفع تضخم أسعار المستهلكين في مصر خلال مايو/أيار الماضي إلى 13.5%، مقابل 11% خلال أبريل/نيسان، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، لكن جهات غير رسمية تقدره بأكثر من ذلك بكثير.
وبحسب هند، فإن المبيعات تزداد بعد العشرة أيام الأولى من رمضان، وتصل ذروتها بعد النصف الأول من الشهر، إذ يفضل المصريون إفطار الأيام الأولى من شهر الصوم مع الأسرة والأقارب. وتقول "الأمر لا يقتصر على الشركات والمكاتب الإدارية أو الشباب على المقاهي، وإنما الكثير من ربات البيوت يتصلن بها لتوفير وجبات". وتعترف هند أن زوجها وزوج صديقتها كانا يعارضان الفكرة في البداية إلى أن تم إقناعهما وتم البدء في المشروع.
وتعاني مصر من ارتفاع البطالة، التي وصلت معدلاتها إلى 13.1% من إجمالي 28 مليون فرد قادر على العمل في البلاد .
وتقول هند، إن زوجها يعمل محاسباً في إحدى الشركات ودخله لا يتجاوز 3 آلاف جنيه (383 دولاراً) شهرياً، يسدد ألف جنيه (127.7 دولاراً) إيجار المسكن، ما يستدعي منها مساندته فى نفقات الأسرة.
وتبدو أمال أكثر طموحاً من هند، إذ ترغب فى توسعة نشاط العمل والطلبات خلال العام وليس قصره على شهر واحد "أتمنى أن نعمل طوال العام بصفة مستمرة، وليس كل رمضان فقط أو حسب الطلبات التي تأتي لنا".
وترى أمال أن هناك ميزة كبيرة يوفرها العمل في المنزل، أهمها توفير نفقات إيجار المحل ونفقات أخرى، مما يعطيها قدرة على المنافسة في الأسعار مع المطاعم الكبيرة.
المساهمون