مطاعم شعبية موبوءة بالعراق تغري الزبائن بأسعارها المخفضة

12 نوفمبر 2018
غياب للنظافة والرقابة معاً (فيسبوك)
+ الخط -


لو صادف مرورك أمام بعض المطاعم الشعبية في العراق، تحيط بك روائح الطعام وأبخرته التي تعلق بملابسك، يضاف إليها روائح الزيوت والرطوبة الجاذبة للذباب الذي يشارك الزبائن في أطباقهم.

ففي قلب العاصمة بغداد، خصوصاً في مرائب سيارات النقل والمناطق الشعبية، تنتشر مطاعم كثيرة جدّا تعمل على مدار 24 ساعة. لكن ما يميّزها أنّها تفتقر لأبسط إجراءات النظافة، فالزيت المحروق يغطّي الأواني والأطباق فيها، كما أنّه يسيح على الأرض، فضلاً عن الرطوبة والذباب الذي يحط على الأطعمة المعروضة طول اليوم. لكنّ الغريب في الأمر أنّك ترى إقبالا كبيرا وزبائن كثرا على تلك المطاعم.

ويقول باسم العقابي، وهو صاحب مطعم في مرأب العلاوي، لـ"العربي الجديد"، "نحن نقوم بإجراءات النظافة، لكنّ العمل على مدار الساعة يرهقنا كثيرا، وقد يحصل إهمال في النظافة بعض الشيء"، مؤكدا أنّ "المنطقة التي نعمل بها فاقدة لإجراءات النظافة عموماً، كما أن الذباب لا تجده في مطعمنا فقط، بل هو منتشر بالمنطقة بأكملها".

ويضيف "لدينا زبائن كثر، من سائقي سيارات الأجرة والمسافرين، الذين اعتادوا مطعمنا ولا يأكلون في غيره"، مشيرا إلى أن "أسعارنا مناسبة قياسا بأسعار السوق، ولا نستغل إقبال الزبائن علينا، لكنّنا استطعنا أن نكسب ثقتهم لذلك تراهم يرتادون مطعمنا".

ويؤكد زبائن تلك المطاعم أنّ الأسعار المخفضة تجذبهم، لاسيما أنّهم من طبقة العمال والكسبة.

ويوضح أبو عمّار، وهو يعمل جابي أجرة داخل موقف للسيارات: "لا أرجع إلى منزلي إلّا في وقت متأخر من الليل، ولا يمكنني أن أبقى بلا طعام إلى أن أرجع للمنزل، كما لا أستطيع تناول الطعام يوميا في مطاعم غالية الأثمان".

ويؤكد أنّ "المطاعم الشعبية تقدم لنا أكلات بسيطة كالشوربة والتمن والمرق، والفلافل، والمقليات، والبيض مع الشاي، بأسعار بسيطة جدا قياسا بغيرها من المطاعم"، مبينا أنّ "الأسعار المخفضة تجذبنا وتدفعنا لتناول الطعام فيها، وغض النظر عن جانب النظافة".

ويشير إلى أن "تلك المطاعم أصبحت مألوفة لنا بكل ما فيها من سلبيات، وكل ما فيها من إهمال صحي، فضعف الحال يجبرنا على ذلك".

وتغيب الرقابة الصحية بالكامل عن هذه المطاعم، التي أصبحت بؤرة للأمراض والأوبئة، في وقت يحمل فيه أطباء وزارة الصحة المسؤولية في ذلك لعدم وجود رقابة على المطاعم، وإهمالها.

ويقول الدكتور حسين الحلفي، وهو عضو نقابة الأطباء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإهمال الرقابي المستمر، والفساد المستشري في وزارة الصحة، فتح الباب واسعا أمام أصحاب المطاعم، ليعملوا بدون رقابة صحية".

ويوضح أنّ "الأجواء في تلك المطاعم هي مرتع للأمراض والميكروبات، فالهواء ملوث، وأدوات الطبخ ملوثة، ومياه الطبخ ملوثة وغير معقمة، والأرض ملوثة، والطعام بعد نضجه يلوث حين يعرض ويحط عليه الذباب"، مشيراً إلى "خطورة تلك المطاعم على صحة المواطنين، الذين ليست لديهم أي ثقافة صحية".

ويشدّد على "أهمية أن تعمل الحكومة والبرلمان على وضع قانون صحي رقابي، يحد من انتشار هذه المطاعم الموبوءة".