مصير جيش الإسلام

08 ابريل 2018
يصرّ جيش الإسلام على البقاء في دوما(زين الرفاعي/فرانس برس)
+ الخط -
بدا جيش الإسلام، منذ بداية عملية التهجير الكبرى التي قامت بها قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي في غوطة دمشق الشرقية، وكأنه يعمل منفرداً على اتفاق يضمن له دوراً عسكرياً وسياسياً ضمن المرحلة المقبلة في سورية، معتمداً على علاقات داعميه مع الروس واستناداً إلى أوراق القوة التي يمتلكها على الأرض من عدد مقاتلين كبير وتنظيم هو الأفضل على مستوى فصائل المعارضة. وبعد نجاح النظام في فصل الغوطة الشرقية إلى ثلاثة قطاعات بحسب مناطق سيطرة كل فصيل، شهد القطاع الشمالي الذي يسيطر عليه جيش الإسلام حالة انتظار لنتائج المفاوضات مع الجانب الروسي، عمد من خلالها جيش الإسلام إلى الاستفراد بالمفاوضات بعد تنحية كل الفعاليات المدنية في مدينة دوما، أكبر مدن القطاع الشمالي. شهدت المنطقة خلال المفاوضات حالة هدوء استمرت نحو عشرة أيام ظهر فيها إصرار النظام على عدم الإبقاء على أي فصيل مسلح للمعارضة في الغوطة ترافق مع موافقة روسية. لكن الهدوء سرعان ما انتهى بعودة القصف الشديد منذ أول من أمس على دوما مع تهديد بإنهاء وضعها بعملية عسكرية، ليجد جيش الاسلام نفسه مخذولاً من كل القوى الدولية التي تدعمه والتي يبدو أنها تركته لمصيره، مثله مثل باقي الفصائل التي أجبرت على التهجير.
نقاط القوة التي يمتلكها جيش الإسلام فجأة تحولت جميعها إلى نقاط ضعف. جيش الإسلام، الذي بإمكانه أنّ يغير موازين القوى في أية منطقة يهجّر إليها، يبدو أن الروس قد قلّصوا خياراته إلى خيارين لا ثالث لهما؛ إما تسليم نفسه وسلاحه للنظام بدون شروط أو التهجير إلى شمال سورية الذي يعد بمثابة انتحار له. أما منطقة القلمون، التي كان يسعى للمفاوضة على الذهاب إليها، كونه يمتلك أسلحة فيها، أصبحت ضمن قائمة المناطق التي يعمل الروس على تأمينها ولم تعد خياراً متاحاً. كما أن خيار الذهاب إلى الجنوب لا يبدو متاحاً حتى الآن. ولم يبقَ أمامه سوى خيار التهجير إلى شمال سورية التي تضم كل الفصائل التي تكن له عداء والتي يأتي على رأسها الفصيلان الكبيران في الشمال "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً)، وحركة أحرار الشام. الأمر الذي حول جيش الإسلام إلى مفاوض يسعى للبقاء في الغوطة بأية شروط يفرضها عليه الروس والنظام.
المساهمون