دفع ستة من أفراد أسرة الناشط السياسي المصري الأميركي، محمد سلطان، ثمن الدعوى القضائية التي رفعها من الولايات المتحدة ضد رئيس الوزراء المصري الأسبق، حازم الببلاوي، يختصمه فيها بسبب تعذيبه والتنكيل به في السجون المصرية خلال فترة اعتقاله، في الوقت الذي كان فيه الببلاوي رئيسًا للوزراء.
يشغل الببلاوي حاليًا منصبا رفيعا كمدير تنفيذي لصندوق النقد الدولي، في العاصمة الأميركية واشنطن.
وألقت قوات الأمن المصرية القبض على خمسة من عائلة محمد سلطان، وهم من أبناء عمومته وأزواج أخواته، بعد اقتحام منازلهم وإلقاء القبض عليهم في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، ليظهروا بعد القبض عليهم بيومين في نيابة أمن الدولة على ذمة القضية 649 لسنة 2020 بتهمة "انضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة".
هذا بالإضافة إلى التنكيل بوالده المعتقل صلاح سلطان، الذي تم اختطافه من زنزانته في سجن وادي النطرون وجرى التحقيق معه بشأن نشاط ابنه في واشنطن، ومنذ ذلك التحقيق اختفى ولم يرجع مجددًا إلى زنزانته.
التنكيل بالمعتقل صلاح سلطان، والد محمد سلطان، الذي تم اختطافه من زنزانته في سجن وادي النطرون وجرى التحقيق معه بشأن نشاط ابنه في واشنطن، ومنذ ذلك التحقيق اختفى ولم يرجع مجددًا إلى زنزانته
استهداف السلطات المصرية لعائلة سلطان جاء بعد قيامه برفع دعوى أمام محكمة أميركية ضد الببلاوي، يتهمه فيها مع آخرين بالمسؤولية عما تعرض له من تعذيب وانتهاكات أثناء فترة اعتقاله في مصر بعد أحداث فض ميداني النهضة ورابعة العدوية بتاريخ 14 أغسطس/آب 2013.
وكانت منظمة "هيومن رايتش ووتش" الحقوقية الدولية قد نقلت عن مصادر من أسرة محمد سلطان في مصر أن "أكثر من عشرة أفراد من الشرطة، الذين كان بعضهم يرتدون زيا رسميا وبعضهم يرتدون زيا مدنيا، فتشوا منازلهم في محافظة المنوفية، شمالي العاصمة المصرية القاهرة. وأن الشرطة فحصت جوازات السفر وفتشت الهواتف والحواسيب الشخصية، قبل أن تسأل عن سلطان، وما إذا كان أفراد العائلة على تواصل معه، ولم يتم القبض على أي شخص، كما لم تتم مصادرة أي شيء".
وعلق الناشط محمد سلطان (32 عاما)، على استهداف أقاربه بكتابة تغريدة عبر "تويتر" قال فيها: "هذا عمل عدواني انتقامي وقح ضد أسرتي في مصر، ومحاولة واضحة للغاية لردعي وإسكاتي عن سعيي للعدالة". وأضاف: "أفراد عائلتي، بما في ذلك الأطفال الصغار، كانوا تحت تهديد السلاح خلال المداهمة"، وأردف: "لن أخاف، وأرفض أن أسكت".
5 of my young male cousins & dad were taken hostage by the Egyptian regime 2 weeks ago to intimdate me into dropping my US lawsuit against my torturer (@IMFNews executive).
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltanlife) June 28, 2020
Look at their faces. Know their names. Their future is a game in the hands of Sisi’s regime.#FreeSoltans https://t.co/iotBEZ4rWF
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن إريك لويس، محامي سلطان، قوله في بيان، إن موكله تقدم بدعواه "بموجب قانون حماية ضحايا التعذيب الأميركي، التي تسمح بالنظر في إمكانية مقاضاة الببلاوي الذي يوجد حاليا في واشنطن".
وأطلقت القاهرة سراح سلطان إثر التنازل عن جنسيته المصرية، وسفره إلى الولايات المتحدة، عقب أقل من سنتين من توقيفه في أغسطس/ آب 2013، وبدء محاكمته في القضية المعروفة إعلاميا بـ"غرفة عمليات رابعة".
وعقب التنازل عن جنسيته المصرية، سقطت عن سلطان فترة عقوبة بالسجن تصل إلى 25 عاما في تلك القضية على خلفية اتهامات ينفيها بـ"المشاركة في اعتصام مسلح".
والتنكيل بأسر النشطاء السياسيين المقيمين في الخارج نهج تتبعه السلطات المصرية منذ سنوات، للضغط عليهم ومحاولة إسكاتهم.
وسبق أن حدثت هذه الممارسات الأمنية الفجة مع حازم غنيم، شقيق الناشط السياسي المصري وائل غنيم، الذي ألقي القبض عليه من منزله وتم اقتياده لمقر الأمن الوطني وخضوعه لاستجواب غير قانوني وهو مغمض العينين، بعدها ظهر في النيابة على ذمة القضية رقم 1338 لسنة 2019، بعد استجوابات الأمن الوطني وتحقيقات النيابة، التي دارت في الأساس حول شقيقه ونشأته ونشاطه وعمله وسفره والفيديوهات التي يبثها مؤخرًا.
وكذلك الحال مع الطبيب عمرو أبو خليل، شقيق الإعلامي المصري، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان الذي ألقي القبض عليه من داخل عيادته، للضغط على شقيقه.
وكذلك، الاعتداء على عائلة الإعلامي المصري حسام الشوربجي، بمدينة العريش، بطرد العائلة من المنزل قبل إشعال النيران فيه.
والقبض على مصطفى ماهر، شقيق الناشط السياسي ومؤسس الحركة أحمد ماهر، من منزله قبل المغرب من منطقة التجمع الثالث، شرقي القاهرة.