تشير المعطيات الوافدة من القاهرة، إلى أن الأزمة المصرية ـ المغربية التي اندلعت أخيراً، ليست في طريقها للحل القريب. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن وزارة الخارجية ستطلب توضيحاً رسمياً من نظيرتها المغربية، عبر السفير المغربي لدى القاهرة محمد العلمي، لواقعة وصف التلفزيون الرسمي المغربي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"قائد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي"، معتبرة ذلك "تغيّراً خطيراً في موقف المغرب، ولا سيما أنها كانت من الدول المرحبة بانتخاب السيسي، وسبق للعاهل المغربي محمد السادس أن أوفد وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، لتمثيله في حفل تنصيب الرئيس المصري".
وأضافت المصادر أن "ما ذكره السفير المغربي بأن هناك شخصاً غير معروف قصد الإضرار بالعلاقة بين البلدين، وما ذكره بعض الدبلوماسيين المغاربة بأن هذا خطأ فردي، مردود عليه بأن هذه الإساءة جاءت في تقرير إخباري على شاشة التلفزة الأولى المغربية، ما يعني مراجعته والتصريح به سلفاً، وليس مجرد تصريح أو جملة عارضة".
ورداً على ما نشرته وكالة "الأناضول" منسوباً لمصادر دبلوماسية مغربية من "أن مصر تدعم جبهة البوليساريو تماشياً مع تقاربها مع الجزائر"، أكدت المصادر المصرية أن "التقارب المصري مع الجزائر طبيعي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين والقضايا المشتركة، وأبرزها الأزمة الليبية، وكذلك العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة على مستوى استيراد مصر الغاز الطبيعي والبوتاجاز من الجزائر".
وأشارت المصادر إلى أنه "قد تكون المغرب فهمت التقارب بين مصر والجزائر بشكل خاطئ، لكن هذا لا يبرر ما جاء في التلفزيون الرسمي المغربي معبّراً عن عدم اعتراف الرباط بالشرعية الحالية في مصر".
وفي سياق متصل، علم "العربي الجديد" أن الحكومة المغربية حصلت على معلومات مؤكدة تفيد بظهور مسمى "الصحراء الغربية" بدلاً من "الصحراء المغربية" في بعض المراسلات الدبلوماسية المصرية، وهو ما يعكس تغيّراً في موقف مصر تجاه أزمة المغرب مع جبهة البوليساريو المدعومة جزائرياً بشكل مباشر، وهو ما تعتبره الرباط خطاً أحمر ممنوع الاقتراب منه على اعتباره مسألة سيادية ذات أهمية قصوى.
واعتبرت الحكومة المغربية ذلك تبنياً مبدئياً لمواقف الحكومة الجزائرية الداعمة لاستقلال الصحراء تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ولا سيما أن مصر كانت من الدول الثابتة في عدم دعمها لاستقلال الصحراء، وكانت تسميها دائماً "الصحراء المغربية" دعماً لمواقف المملكة منها في عهدي الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أرسل، في 5 يوليو/ تموز الماضي، رسالة إلى السيسي أكد فيها "دعم المغرب لمصر ولكل ما يحقق استقرار ورفاهية الشعب المصري، وحرص المغرب على التنسيق والتعاون بين الجانبين، وبناء شراكة جديدة بين البلدين".
ورد السيسي على العاهل المغربي برسالة أخرى أشاد فيها بما وصفه "الطفرة الاقتصادية التي حققها المغرب في العقد الأخير، والحضور الفاعل والانفتاح على الساحتين الأفريقية والدولية، ما يجعل المغرب شريكاً مهماً بالنسبة لمصر يدعم تحركاتها وعلاقاتها مع مختلف القوى الدولية".