دانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" تعنت السلطات المصرية في قمع المعتقلين بسجن "الوادي الجديد"، جنوب غربي مصر، مستنكرة منع الزيارة عن المعتقلين والتعدّي على أسرهم.
ولليوم الخامس على التوالي، استمر إضراب 500 معتقل عن الطعام في سجن "الوادى الجديد" من محافظات أسوان والبحر الأحمر وقنا وسوهاج وأسيوط والفيوم جنوب مصر، بسبب المعاملة السيئة وتعنت إدارة السجن إزاء مطالب السجناء وحقوقهم الإنسانية.
وأضافت "هيومن رايتس مونيتور"، في بيان لها اليوم الثلاثاء، أن قوات أمن سجن "الوادي الجديد" انهالوا ضربا على أسر المعتقلين بالعصيّ والهراوات الخشبية "الشوم"، أمس، لإجبارهم على الرحيل، بعد رفض السماح لهم بزيارة ذويهم الذين أعلنوا الدخول في إضراب عن الطعام.
وأشار البيان إلى إخلاء إدارة السجن الزنازين من كل المتعلقات الخاصة بالمعتقلين، من ملابس وأدوات طعام وغيرها، كما منعت المعتقلين من التريّض، ولم توفر المياه للزنازين، وفرضت على المعتقلين البقاء بدون ملابس وبدون استحمام لفترات تصل إلى عشرة أيام، وأجبرتهم على قضاء الحاجة في الطرقات بدون سواتر، إلى جانب منع إدخال العلاج.
ونقلت عن شهود عيان إصابة معتقلين جراء التعذيب بأمراض خطيرة، منها "ضيق في صمام القلب، وحساسية في الصدر، ومشاكل في الكلى والكبد، بسبب الماء الملوث وأمراض جلدية ومشاكل في العظام نتيجة تكدسهم في الزنزانة التي لا تزيد مساحتها على (4×6م) وبارتفاع 4 أمتار، كما أن جدرانها من الخرسانة المسلحة، وفيها دورة مياه غير مستورة مساحتها (متر × متر) وبها 5 شبابيك مساحة كل منها (60 ×40 سم)، وارتفاعها عن أرض الزنزانة 3 أمتار، فلا تدخلها أشعة الشمس أو الهواء، ويسجن فيها بين 25 إلى 35 معتقلًا، وفق بيان "مونيتور".
وروى أحد أفراد أسرة المعتقل سالم سعيد محمد (47 عاماً)، وهو من معتقلي سجن "الوادي الجديد" أو ما يطلق عليه "بطن الحوت" وهو "فني هندسي بالهيئة العامة لكهرباء الريف"، ويقيم بمحافظة الفيوم، متزوج وأب لخمسة أبناء أكبرهم بالمرحلة الجامعية، وأصغرهم ضحى ذات الخمسة أعوام، أن شقيقه توفي منذ ثمانية أشهر ولم يتم إخباره بوفاته حتى الآن.
وذكرت الأسرة أنه من ضمن الجرائم والانتهاكات تلك التي تسمى "تشريفة دخول السجن"، والتي يشرف عليها مأمور السجن عند استقبالهم، إذ يتم تجريدهم من ملابسهم فيما عدا الملابس الداخلية، وإجبارهم على الحبْو على الأرض لأكثر من 3 كيلومترات، ووضعهم في مواسير الصرف الصحي لأكثر من ثلاثة أيام بلا طعام، وإجبارهم على السباحة في حوض من الطين. ما اعتبرته "مونيتور" بأنه يعرض حياة السجناء للموت، ويخالف اتفاقية مناهضة التعذيب.
وحملت المنظمة السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة المحتجزين داخل مقار الاحتجاز، كما طالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف تلك الانتهاكات التي تتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان، خاصة وثيقة القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، والتي تنص في مادتها العاشرة على "توفر جميع الغرف المعدة لاستخدام المسجونين، لا سيما حجرات النوم ليلاً، وجميع المتطلبات الصحية، مع الحرص على مراعاة الظروف المناخية، خصوصا لجهة حجم الهواء والمساحة الدنيا المخصصة لكل سجين والإضاءة والتدفئة والتهوية".