مصر: سجن نجل مرسي لعام... و12 طفلاً 15 يوماً

02 يوليو 2014
محاكمة عصام سلطان بالخامس من الشهر الحالي(خالد دسوقي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لم يكتفِ القضاء المصري بعدُ، بالأحكام التي أصدرها حتى اليوم بحق المعارضين للنظام منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، فكان على موعد، اليوم الأربعاء، مع سلسلة محاكمات جديدة.

وقضت محكمة مصرية "غيابياً" بسجن النجل الأصغر لمرسي (عبد الله) لمدة عام في قضية "تعاطي مادة مخدرة"، على الرغم من أنه سبق له أن أنكر مع صديقه محمد عماد أمام النيابة في شهر مارس/آذار صلتهما بالمضبوطات وتعاطيهما للمخدرات. وأشارا إلى أنها "مدسوسة" عليهما بعدما علم أفراد نقطة التفتيش التي أوقفتهما أن عبد الله، هو النجل الأصغر لمرسي.

وقالت مصادر قضائية لوكالة "الأناضول" إن "محكمة جنايات بَنْها في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، قضت بحبس عبد الله وصديقه، اللذين لم يحضرا الجلسة، لمدة عام مع الشغل وغرامة مالية تقدر بـ 10 آلاف جنيه (نحو 1400 دولار أميركي)". وحوكم الاثنان غيابياً. كما أن الحكم أوليّ وقابل للطعن.

من جهته، قال محامي عبد الله، محمد صابر، لـ"الأناضول" "سنقوم بالطعن على الحكم، إما بطلب إعادة إجراءات المحاكمة لخلل فيها أو الطعن أمام النقض (درجة تقاضٍ أعلى) وهو الأرجح".

وأشار إلى أن الحكم "واجب التنفيذ بالحبس ويمكنهما الطعن عليه، وهما بالتأكيد سيتم وضعهما تحت الملاحقة الأمنية لتنفيذ الحكم".

وكانت النيابة العامة قد أحالت نجل مرسي وصديقه إلى محكمة جنايات بنها، بعدما زعمت التحقيقات تعاطيهما المواد المخدرة. وثبت ذلك من تحريات المباحث وتقرير المعمل الجنائي وتقرير الأدلة الجنائية، التي أشارت إلى اختلاط التبغ بالحشيش داخل سيجارتين ضُبطتا مع المتهمَّين.

وكانت معاينة النيابة، قد أثبتت بحسب الاتهامات، وجود آثار لمادة الحشيش وبقايا كرتون وسولفان داخل السيارة التي كانا يستقلانها. كما ثبت من تقرير الطب الشرعي وجود آثار المخدرات في عينتيّ الدم الخاصتين بالمتهمَّين، وذلك رغم إعلانٍ سابق للطب الشرعي بخلو عينات الدم من أية آثار لمواد مخدرة.

من جهته، وصف المتحدث باسم أسرة مرسي، أسامة مرسي، الحكم الصادر بحق شقيقه عبد الله بأنه "تصفية حسابات"، مشيراً إلى صمود الأسرة بعد الحكم بقوله "لن ننحني".

وأضاف على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "لسنا أغلى أو أهم من المعتقلين والشهداء"، في إشارة منه إلى قتلى الأحداث التي أعقبت عزل مرسي في يوليو/تموز الماضي، وما لحقها من ملاحقات أمنية لعدد من أنصاره.

كما اعتبر مراقبون حقوقيون وسياسيون أن الحكم محاولة لتشويه صورة أسرة مرسي، ونكاية بالأسرة التي تواجه التحديات والتضييق.

أولى محاكمات رئيس حزب الوسط
في غضون ذلك، حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة في 5 أغسطس/آب المقبل، لبدء أولى جلسات محاكمة نائب رئيس حزب "الوسط" المصري، عصام سلطان، والصحافية في "المصري اليوم"، شيرين ربيع، ورئيس التحرير التنفيذي في الصحيفة، محمد سمير، وذلك في قضية اتهامهم بسبّ وقذف رئيس نادي القضاة، المستشار أحمد الزند، بطريق العلانية والنشر.

وكانت تحقيقات النيابة العامة، قد أشارت إلى أن سلطان أدلى بحديث صحافي لـ"المصري اليوم"، تضمّن عبارات تحمل إساءة لشخص الزند ومساساً بكرامته، واتهامات بعقده مؤتمراً صحفياً في نادي القضاة للدعاية للمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق.

ونسبت النيابة إلى رئيس التحرير، إخلاله بواجبات وظيفته، لكونه مشرفاً على النشر في الصحيفة، واتهمته بالتقاعس عن الإشراف على الحوار محل الاتهام، وعدم مباشرة اختصاصه الوظيفي من حذف وتعديل لما يلزم، مما ترتب عليه النشر بما تضمنه من عبارات سب وقذف.

من جهتها، قررت نيابة محرم بك في الإسكندرية، سجن 12 طفلاً من المعارضين، 15 يوماً، على ذمة التحقيقات، على خلفية اشتراكهم في إحدى المسيرات والتظاهرات المعارضة، في منطقة محرم بك، وتوجيه عدة اتهامات لهم، منها خرق قانون التظاهر وتعطيل حركة المرور وترديد هتافات ضد الجيش والشرطة والمطالبة بإسقاط النظام الحالي.


محاكمة الظواهري 

في هذه الأثناء، قال خالد نور الدين، محامي القيادي الجهادي محمد الظواهري، إن التهم الموجهة إلى موكله في القضيتين المحبوس على ذمتهما، لا أساس لها من الصحة.
وأضاف نور الدين لـ"العربي الجديد"، أن الظواهري تم ضمه إلى القضية المتهم فيها نبيل المغربي ومحمد السيد حجازي وداوود خيرت، ومجمل المتهمين في هذه القضية 68، وتم إضافة الظواهري للقضية أخيراً.

وأكد محامي الظواهري، أن القضية تتجاوز التحقيقات فيها 5 آلاف ورقة، مشيراً إلى أن التهم الموجهة له هي إنشاء وإدارة جماعة أسِّست على خلاف القانون، والدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقانون بداية من عام 2013 حتى 6 فبراير/شباط 2014.

وأوضح أنه "من بين التهم الحصول على معونات مادية ومالية وأسلحة وذخائر، وصناعة مفرقعات وقنابل دفاعية، والشروع في قتل الضابط أحمد عادل وضباط وأفراد أمن".

وتعجّب نور الدين من كل هذه التهم الموجهة إلى المتهمين، في حين أن الأحراز "بندقيتان ومسدسان". وأشار إلى أن "أغلب المتهمين والقيادات وبينهم الظواهري ليس منسوباً لهم حيازة أسلحة".

ولفت إلى أن التحقيقات مع الظواهري تمت معه في هذه القضية في صفحتين أمام النيابة.
وأشار المحامي إلى أن المتهم نبيل المغربي يعاني من مرض الزهايمر وعدم التحكم في النفس، وهناك واقعة معروفة عنه إذ ألقى زيتاً مغلياً على نفسه من دون إدراك قبل خروجه من السجن.

وكانت محكمة جنايات القاهرة، قد أجلت جلسة اليوم الأربعاء، إلى 3 أغسطس/آب المقبل ثاني جلسات محاكمة 68 متهماً، من بينهم محمد ربيع الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بتهمة تشكيل وإدارة تنظيم إرهابي في مصر.

وجاء قرار التأجيل لتمكين الدفاع من الحصول على صورة عن القضية، وانتقال موظف الشهر العقاري لعمل توكيلات لبعض المتهمين المحبوسين، والتصريح بزيارة المتهمين.

يُضاف إلى ذلك عرض سبعة متهمين على طبيب مستشفى السجن، وعرض متهمين آخرين على الطب الشرعي لبيان تعرضهم للتعذيب من عدمه، وتكليف النيابة للانتقال إلى السجن الذي يقيم فيه المتهمون لبيان حالته وملاءمته. وتضم قائمة المتهمين المحبوسين 50 متهماً، و18 فارّاً.

القبض على محامي الشبكة العربية لحقوق الانسان 

في غضون ذلك، ألقت قوات أمن الإسكندرية القبض على أحد المحامين الحقوقيين في الشبكة العربية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، أثناء زيارته لعدد من اللاجئين السوريين المحتجزين في قسم شرطة المنتزه ثاني، شرق المدينة.

وقال محمد جبر، أحد النشطاء السياسيين، إن عدداً من المحامين الحقوقيين ذهبوا لزيارة لاجئين موقوفين في قسم المنتزه ثاني، لتقديم الدعم القانوني والتعرف على أسباب احتجازهم للدفاع عنهم، إلا أنهم فوجئوا باعتراض ضباط القسم، مما أدى لوقوع مشادات بين الطرفين، تمّ على إثرها القبض على المحامي الحقوقي محمد رمضان.

ولفت جبر إلى أنه تم القبض على رمضان داخل القسم، بعدما رفض الضابط المختص تحرير محضر إثبات واقعة منعه من ممارسة عمله واقتياده بالقوة إلى مكان مجهول.

وقال مصدر أمني في مديرية أمن الإسكندرية، إن القبض على المحامي رمضان، جاء بعدما قام بالاعتداء على أحد الضباط بقسم المنتزه ثاني، وإنه جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية وعرضه على النيابة، بعد احتجازه داخل القسم وتحرير محضر ضده.

المساهمون