استنكرت الجمعية المصرية لرعاية الأحداث استخدام الأطفال في الدعاية الانتخابية للبرلمان في عدد من محافظات الصعيد، خلال الجولة الأولى للانتخابات، التي ستُجرى يومي 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعدما رصدت استغلال أطفال في دوائر محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج والأقصر والفيوم، واعتبرته بمثابة جرائم اعتداء على حقوق الطفل.
وهددت "الجمعية" في تقرير لها برفع عدد من القضايا أمام المحاكم، والتقدم ببلاغ رسمي إلى اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية "كجهة رسمية مشرفة على الانتخابات"، لإبلاغها بخطورة الأمر، واحتمال دخول هؤلاء الأطفال في عدد من الخلافات بين المرشحين في دوائر الصعيد، التي تطغى عليها النزعة القبلية.
وتداول نشطاء على "فيسبوك" صوراً لأطفال دون السن القانونية يشاركون في عدد من الحملات الانتخابية، ويرتدون "تيشرت" عليه رموز الأحزاب وصور مرشحين، ويوزعون بوسترات وأوراقاً لمرشحين مقابل مبالغ مالية، كما أن هناك أطفالاً أقارب للمرشحين، وأطفال شوارع يتم استغلالهم. كما طالب النشطاء المجلس القومي للطفولة والأمومة بالقيام بدوره والعمل على مواجهة تلك الظاهرة.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: اعتقال وتعذيب أطفال مصر "منهجي"
قال محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لرعاية الأحداث: "إن الجمعية قامت برفع عدد من ملاحظاتها إلى اللجنة العليا للانتخابات عن استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية"، متهماً الأحزاب والمرشحين دون تسميتهم بالتصعيد المقلق ضد الأطفال، "حيث يتم استخدامهم في توزيع المنشورات والدعاية ورفع لافتات والمساعدة في تثبيت الملصقات، والمشاركة في اللجان الانتخابية، فضلاً عن تورط عدد منهم بتمزيق الملصقات وبعضهم في العنف اللفظي ضد المرشح المنافس، مما قد يؤدي إلى وقوع خلافات وضحايا وتعريض الأطفال للمخاطر".
وأوصت "الجمعية" اللجنة العليا للانتخابات بمنع تلك الظاهرة بقوة، قبل امتدادها في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في باقي المحافظات الأخرى، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
اقرأ أيضاً: مصر: 70% من اختطاف الأطفال في الريف
وقالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية الساعاتي: "إن استخدام الأطفال في الدعاية الانتخابية ظلم كبير لهم، واعتداء على حقوقهم في العيش بعيداً عن تلك المهاترات"، مؤكدة أن الكثير من الخلافات تقع بين العائلات بسبب الأطفال، وبأن الظاهرة موجودة منذ سنوات في مصر.
وأضافت الساعاتي، لـ"العربي الجديد"، أن هناك نسبة كبيرة من الأطفال تعاني الكثير من المشاكل الصحية، بسبب استغلالهم في ظروف أكبر من طاقاتهم في العمل في الورش وغيرها، فضلاً عما يقوم به أطفال الشوارع من جرائم بسبب الخلافات الأسرية وكثرة المشاكل بين الأسر، خاصة المتزوجين حديثاً، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأطفال يقبعون داخل السجون لجرائم ارتكبوها.
وطالبت بمقاضاة من ينتهكون حقوق الطفل لمنع تكرار استغلال هؤلاء في أي عمل خارج القانون.
اقرأ أيضاً: تقرير حقوقي: ارتفاع وتيرة "انتهاكات الأطفال" واستغلالهم جنسياً بمصر