مصر: تعليمات للقضاة برفع نسب المشاركة في انتخابات الشيوخ

قالت مصادر قضائية مصرية إن الهيئة الوطنية للانتخابات قررت مد التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ ساعة إضافية، لينتهي في العاشرة (بدلاً من التاسعة) من مساء الأربعاء، في مواجهة حالة ضعف الإقبال من الناخبين، مستطردة بأن "الهيئة استبعدت اقتراحاً يقضي بمد التصويت ليوم ثالث لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات".

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "جميع المحافظات تشهد تراجعاً في التصويت من الناخبين، على الرغم من المحاولات الحثيثة من الهيئة لدفع المواطنين إلى الانتخاب، تارة بتهديدهم بفرض غرامة مالية قدرها 500 جنيه للمتخلفين منهم عن التصويت بغير عذر، وتارة أخرى بغض الطرف عن تجاوزات المرشحين، وأنصارهم، على أبواب اللجان الانتخابية".

وتابعت أن "هناك تعليمات شفهية من الهيئة لرؤساء لجان الانتخاب العامة في المحافظات، نقلوها بدورهم إلى رؤساء اللجان الفرعية من أعضاء الهيئات القضائية المشرفين على العملية الانتخابية، بألا يقل عدد المصوتين في كل لجنة عن نسبة 20 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في اللجنة، مع العلم أن نسبة التصويت الفعلية لن تتجاوز 10 في المائة في أفضل الأحوال"، حسب المصادر.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتلاعب فيها هيئة الانتخابات في مصر بأعداد المصوتين، إذ سبق لها التلاعب في نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية في عام 2019، والانتخابات الرئاسية في عام 2018، إذ بلغت نسبة المشاركة في الأولى 44.33 في المائة، والثانية 41.16 في المائة، على الرغم من توثيق منظمات المجتمع المدني (المستقلة) لحالة ضعف الإقبال في المرتين.

هناك تعليمات شفهية من الهيئة لرؤساء لجان الانتخاب العامة في المحافظات، نقلوها بدورهم إلى رؤساء اللجان الفرعية من أعضاء الهيئات القضائية المشرفين على العملية الانتخابية، بألا يقل عدد المصوتين في كل لجنة عن نسبة 20 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المقيدين في اللجنة

إلى ذلك، واصل المرشحون عن حزب "مستقبل وطن" في انتخابات مجلس الشيوخ وأنصارهم توزيع الرشى الانتخابية على المواطنين، على مسمع ومرأى من قوات الأمن المنوط بها تأمين اللجان، وشملت نقل الناخبين بوسائل مواصلات مملوكة للدولة إلى مقار الانتخاب بالمجان، وتوزيع وجبات ساخنة، إضافة إلى مبالغ مالية تراوح بين 50 و100 جنيه للتصويت لصالح قائمة "من أجل مصر" التي يقودها الحزب.

تقارير عربية

التحديثات الحية

انتخابات "الشيوخ" المصري: تجاوزات بالجملة وتعتيم إعلامي ممنهج

وشهدت غالبية اللجان الانتخابية في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية غياباً واضحاً للناخبين، لليوم الثاني على التوالي، والذين عزفوا عن المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ، بوصفها محسومة لأعضاء قائمة حزب "مستقبل وطن" المدعومة من أجهزة الأمن، وكذلك لمرشحي الأحزاب المؤتلفة مع الحزب في القائمة على المقاعد الفردية.

وتضم قائمة "من أجل مصر" أحد عشر حزباً سياسياً، يحظى حزب "مستقبل وطن" بالنصيب الأوفر من مقاعدها، وتشاركه بنسب محدودة في القائمة أحزاب "الوفد الجديد"، و"حُماة الوطن"، و"مصر الحديثة"، و"الإصلاح والتنمية"، و"التجمع"، و"الشعب الجمهوري"، و"المصري الديمقراطي"، و"الحركة المصرية"، و"الحرية المصري"، و"المؤتمر"، بالإضافة إلى ما يُعرف بـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين".

ويتشكل مجلس الشيوخ من 300 عضو، ثلثهم بالتعيين من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما ينتخب 200 عضو بواقع 100 عضو على نظام القوائم المغلقة، والتي لم يترشح لها سوى قائمة "من أجل مصر"، وهي تحتاج إلى 5 في المائة من مجموع أصوات الناخبين لإعلان فوزها بجميع المقاعد، و100 عضو على النظام الفردي، ويتنافس عليه 787 مرشحاً في 27 دائرة تمثل جميع محافظات الجمهورية.