ولجأ الجيش المصري، أخيراً، إلى حفر قناة مائية على حدود سيناء مع قطاع غزة بطول يمتد إلى 13 كيلومتراً وعمق يراوح بين 6 إلى 8 أمتار، بحسب رئيس اتحاد قبائل سيناء، إبراهيم المنيعي. ويقول المنيعي في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش بدأ في حفر أنفاق كبيرة تمتد لكيلومترات عدة، على الحدود لإغراقها بالمياه.
ووفقاً للمنيعي، فإنّ هذه القناة الجديدة ستتم تغذيتها بالمياه من آبار عدة للمياه الجوفية، قامت قوات الجيش بحفرها على طول الحدود، في المنطقة العازلة التي أقامها الجيش عقب عملية التهجير لأهالي سيناء. ويشير رئيس اتحاد قبائل سيناء إلى أن القناة سيتم الانتهاء منها خلال أسبوعين على أقصى تقدير، وهو ما يتضح من حجم الإنشاءات وأنابيب المياه الضخمة.
ويلفت المنيعي إلى أنّ القناة بدأ العمل فيها بشكل سري وغير معلن، نظراً لأن المنطقة التي يعمل بها الجيش محظور التواجد فيها، وعليها أسلاك شائكة، وبالتالي هناك صعوبة في معرفة ما يدور داخل هذا الجانب من سيناء. وتساءل "عن جدوى القناة الجديدة لناحية هدم الأنفاق، ولا سيما بعد عملية التهجير للأهالي". وحول ما تردد عن استخدام مياه البحر المالحة في القناة، قال "لو كانوا سيستخدمون مياه البحر فلماذا حفروا الآبار".
وكانت معلومات قد انتشرت تشير إلى أن الجيش المصري يعمل على حفر أحواض لتربية السمك في المنطقة.
اقرأ أيضاً: قصف ودمار واعتقالات في حملة الجيش المصري بسيناء
ويقول النظام الحالي إن الأسلحة والعتاد المستخدم في العمليات ضد الجيش، مهرّب من قطاع غزة إلى المجموعات المسلحة، لكن هذه الادعاءات لم تثبت صحتها يوماً. وكان الجيش المصري قد لجأ إلى هدم الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة ورفح المصرية، خلال عملياته العسكرية ضد المجموعات المسلحة منذ ما يزيد عن عامين، على الرغم من أن الأنفاق بين سيناء وغزة، تستخدم في تخفيف الحصار المفروض من إسرائيل على قطاع غزة، والذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتدفع تحركات النظام في سيناء ليس فقط إلى مواجهة الجماعات المسلحة، ولكنها تساهم في فرض مزيد من القيود على المقاومة ضد الكيان الصهيوني وزيادة معاناة أهالي غزة.
من جهته، يقول الخبير العسكري، يسري قنديل، إن القناة المائية فكرة ليست جديدة تماماً، ولكن طُرحت في سياق محاولة السيطرة على حركة الأنفاق عبر الحدود. ويضيف قنديل لـ"العربي الجديد"، أن القناة "ستحمي مصر مستقبلاً من أي مخاطر، سواء حفر أنفاق أو اقتحام الحدود، وبالتالي هو تحرك استراتيجي بعيد المدى".
وفي سياق دفاعه عن الخطوة، يعتبر قنديل أن "القناة ستكون درعاً حامياً للوطن، وكانت مهمة جداً لمنع تسلل العناصر بين قطاع غزة وسيناء لاستهداف قوات الجيش والشرطة، أو القيام بتدريب عناصر إرهابية في سيناء"، على حد قوله. وتوقع قنديل "أن تسهم هذه الخطوات التي يقوم بها الجيش في شكل متكامل في تقويض الإرهاب تماماً في سيناء قريباً جداً".
في المقابل، يقول خبير أمني إنّ "القناة الجديدة ليس لها أي داعٍ، ولا سيما أنها ستكون عقبة كبيرة في سبيل السيطرة على الحدود تماماً". ويعتبر أن إنشاءها "تصرّف غريب وليس من المنطق عزل سيناء أكثر وأكثر بقناة مائية، ومن باب أولى في الناحية الغربية على الحدود مع ليبيا، عمل قناة مماثلة".
اقرأ أيضاً: المرحلة الثالثة الشتوية من تهجير سيناء تهدّد 1215 منزلاً