مصر تسحب خبراءها العسكريين من سورية وواشنطن تطمئنها: الضربة محدودة

12 ابريل 2018
القاهرة ترفض الضربة الأميركية (درو انغرير/ Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" أن القاهرة ترفض الضربة الأميركية المرتقبة على نظام بشار الأسد في سورية، موضحة أن "القاهرة ترى أن تلك الضربة لن تفيد سوى الجماعات المتطرفة، وتُضعف القوات السورية النظامية في مساعيها لانتزاع بقية المساحات التي تسيطر عليها تلك الجماعات".


وكشفت المصادر عن اتصالات دبلوماسية موسعة أجرتها الخارجية المصرية مع مسؤولين أميركيين وأطراف إقليمية، من أجل التدخل السريع لوقف اشتعال المنطقة، وتوضيح تبعات تلك الخطوة، كاشفة أن "ما يمكن أن تتسبب فيه الضربة الأميركية من أضرار قد يفوق بكثير أي هدف إنساني تروّجه أميركا وفرنسا".

وبحسب المصادر، فإن أحد أبعاد الاتصالات الدبلوماسية المصرية هو الاطمئنان بشأن الوجود المصري غير المعلن، لافتة إلى أن القاهرة طالبت بعض الخبراء العسكريين التابعين لها بمغادرة القواعد العسكرية التي يوجدون فيها، إذ ثمة عدد من القيادات العسكرية الميدانية، التي تقوم بمهام تدريبية، ومن ضمنها طيارون تابعون لسلاح الجو المصري.

وشددت في الوقت ذاته أن مصر ليست لها أي قوات أو عناصر قتالية في الوقت الراهن على الأراضي السورية، وأن من يوجدون هناك يقتصر وجودهم على عمليات جمع المعلومات بشأن العناصر المتطرفة، والتدريب لبعض التخصصات العسكرية في قوات النظام السوري.

وشددت المصادر على أن القاهرة، بعد سلسلة طويلة من الاتصالات التي استمرت لنحو 10 ساعات في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نيته توجيه ضربة إلى سورية، باتت أقل قلقاً، قائلة "الأمر لن يكون حرباً واسعة أو ضربة عسكرية شاملة، ولكنها ستقتصر على توجيه ضربات صاروخية لمطارات تقول إنها انطلقت منها الطائرات التي حملت أسلحة كيميائية، بالإضافة إلى مواقع ونقاط واضحة تقول الولايات المتحدة إنها مخازن لأسلحة كيميائية يستخدمها النظام السوري".

وأشارت المصادر إلى أن "ما لدى مصر من تطمينات يشير إلى عدم تحوّل الأمر لحرب واسعة، هو عدم تدخل القوات الروسية الموجودة في سورية، بالرد على الضربة الأميركية، طالما أنها لن تصل إلى مناطق وجود القوات الروسية".

واستطردت: "كالعادة، الأمر أخذ أكثر من حجمه، خاصة أن ترامب يبدو أنه أعلن عن تلك الخطوة بشكل عفوي من دون الرجوع إلى قياداته العسكرية، التي حتماً كانت ستوضح له مدى تعقيد الموقف على الأرض في سورية، وأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة في الوقت الراهن الإقدام على خطوة إفقاد الأسد قوته كافة".


وكان ترامب قد هدّد، أمس الأربعاء، بضربات صاروخية ضد سورية، قائلاً في تغريدة له عبر موقع "تويتر" "روسيا تعهّدت وتوعّدت بإسقاط أي صواريخ أميركية تستهدف سورية، فاستعدي يا روسيا لأن صواريخنا قادمة، وستكون جديدة وجميلة وذكية"، متابعاً "لا يجب أن تتحالفوا مع حيوان (بشار الأسد) يقتل شعبه بالغاز السام، ويستلذّ بذلك".

كذلك عقّب في تغريدة أخرى قائلاً: "علاقاتنا مع روسيا في أسوأ مراحلها، بما فيها الحرب الباردة، ولا داعي لكل ذلك، روسيا تحتاج إلى مساعدتنا اقتصادياً، وهذا قد يكون سهلاً، ولكن يجب وقف سباق التسلح".