مصر تتاجر بزيارة أميتاب باتشان على طريقة الأفراح الشعبيّة

01 ابريل 2015
باتشان خلال مراسم منحه الدكتوراه الفخرية (العربي الجديد)
+ الخط -

يقف وزير الثقافة المصري، عبد الواحد النبوي، تائهاً ولسان حاله يقول: "محدّش فاهم حاجة؟"، بينما رئيسة أكاديمية الفنون المصرية، أحلام يونس، لا تصدق أنها تقف إلى جوار النجم الهندي العالمي أميتاب باتشان.

يزور باتشان مصر حالياً، والسلطات في مصر تحاول قدر استطاعتها تدليله والاحتفاء به، ليس لقدره وشهرته ونجوميته، ولكن ليحقق لها دعاية ضائعة حول العالم، بسبب ممارسات سياسية واقتصادية وأمنية مزرية، ناهيك عن التردي الفني والثقافي الذي تزكم رائحته الأنوف.

حري بوزارة الثقافة المصرية أن تستفيد من زيارة النجم الشهير، وحري بها أيضاً أن تكرمه وتحسن ضيافته، لكن الأمر تحوّل إلى ما يشبه "النقوط" في الأعراس الشعبية، كل مؤسسة تتسابق على استضافة النجم الهندي، وكل مؤسسة تخترع له سبباً ليزورها، فتكريم في دار الأوبرا، ومؤتمر صحافي عقدته وزارة السياحة، وجولات في مناطق أثرية وحضارية وثقافية، وتجمعات لنجوم الفن المصريين، وظهور في برامج الفضائيات المسائية، حتى أن نقيب الموسيقيين المصريين، مصطفى كامل، الشهير بلقب "مطرب قشطة يابا"، زاره وحاول استضافته.


كل هذا وأكاديمية الفنون، المؤسسة الفنية الأهم في البلاد، لم تستضفه أو تكرمه، حتى تفتّق ذهن أحد النافذين فيها عن الاختراع المناسب لجلب النجم العالمي، وجلب الأضواء معه إلى الأكاديمية.

"قررت أكاديمية الفنون المصرية منح الدكتوراه الفخرية للنجم الهندي العالمي أميتاب باتشان، صباح الأربعاء الأول من أبريل/ نيسان، بقاعة سيد درويش التابعة للأكاديمية، بحضور وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي، ونافديب سوري سفير الهند بالقاهرة، ورؤساء أكاديمية الفنون السابقين، وعمداء المعاهد الفنية بالأكاديمية"، هكذا قال نص البيان الصادر عن مكتب وزير الثقافة بالقاهرة.

وفي البيان: "أعلنت رئيس أكاديمية الفنون، أحلام يونس، حيثيات منح الفنان الهندي العالمي أميتاب باتشان الدكتوراه الفخرية في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الأكاديمية، وذلك تقديراً لمشواره السينمائي، ومشواره الحافل بالعطاء ودوره الكبير في إثراء الحركة الفنية في السينما الهندية والعالمية، حيث يعد ظاهرة فنية لن تتكرر في تاريخ السينما، واستطاع أن يخرج بالسينما الهندية من الإطار المحلي إلى العالمي".

دعنا من الأخطاء الإملائية الشنيعة التي يعج بها بيان مكتب وزير الثقافة، ودعنا من كتابة اسم الفنان الهندي الكبير بأشكال مختلفة داخل البيان إياه (مرة باتشان ومرات بتشان)، كلها أمور هامشية لا تشغل كثيرين، لكن أن ينقل البيان عن باتشان تصريحات قالها أمس في المؤتمر الصحافي باعتبار أنها قيلت في أعقاب منحه الدكتوراه الفخرية، فهذا استهزاء بالصحافيين الذين تراسلهم وزارة الثقافة المصرية، ومحاولة ما يمكن أن نسميه "استغفالهم".

ثم أن ينسب للنجم الشهير أنه قال: "إن قوة مصر الناعمة والمتمثلة في جهود وزارة الثقافة المختلفة موجودة وواضحة وظاهرة حتى في الهند نفسها"، فإن هذا كذب صريح، لأنه معلوم لغالبية المصريين أن جهود وزارة الثقافة المصرية ليست موجودة ولا واضحة داخل مصر نفسها.


اقرأ أيضاً:
أميتاب باتشان في مصر.. فوضى وإغماء واستياء
أميتاب باتشان في مصر
دلالات
المساهمون