مصر: النيابة تأمر بضبط المتهمين بواقعة "الفيرمونت" بعد هروب بعضهم للخارج

25 اغسطس 2020
أوامر بضبط المتهمين بواقعة شهيرة للتحرش الجنسي (Getty)
+ الخط -

أمرت النيابة العامة المصرية، بضبط المتهمين في واحدة من وقائع التحرش الجنسي الشهيرة، وهي واقعة الاعتداء على فتاة بفندق (فيرمونت) عام 2014، ووضعهم على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول؛ لاستجوابهم في ما هو منسوب إليهم، وذلك بعد أن أجرت النيابة العامة تحقيقاتها والتي منها سؤال الضحية وعددٍ من الشهود، وجارٍ استكمال التحقيقات.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أفاد مراقبون بسفر عدد من المتهمين في هذه الواقعة، للخارج، استباقًا لصدور قرار منعهم من السفر.

وفي 5 أغسطس/آب الجاري، أعلنت النيابة العامة المصرية، أن النائب العام المصري المستشار حماده الصاوي، أمر بالتحقيق في شكوى الاعتداء على فتاة جنسيًّا بفندق "فيرمونت نايل سيتي" بالقاهرة. بناءً على بلاغ من المجلس القومي للمرأة -مؤسسة حكومية مصرية-.

وعلى ضوء فضح وقائع التحرش الجنسي في مصر، في الآونة الأخيرة؛ أعاد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتح قضية تحرش واغتصاب شهيرة في مصر بـ"جريمة الفيرمونت" وقعت عام 2014، قام بها مجموعة أصدقاء من أبناء الطبقة العليا في مصر سياسيًا واجتماعيًا، حيث كانوا في سهرة في فندق "فيرمونت" القاهرة"، وقاموا بتخدير فتاة في الفندق، واصطحبوها إلى غرفة، وتناوبوا على اغتصابها، ثم حفروا الأحرف الأولى من أسمائهم على أجزاء حساسة في جسدها، وصوروا الواقعة بالكامل بالفيديو لابتزازها في ما بعد.

وبعدها نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المجموعات الحقوقية والنسوية، أسماء المتهمين في هذه الواقعة تحديدًا "جريمة الفيرمونت"، فتلقت تهديدات أمنية نظرًا لنفوذ المتهمين وآبائهم وأغلقت الصفحات، وعلى رأسها صفحة  "Assault Police"، وتلقت الفتاة ضحية الواقعة، وبعض المدافعين عنها تهديدات بالقتل.

بعدها ظهر حساب آخر على موقع "إنستغرام" باسم "cairo gang rapists" واصل النشر عن تفاصيل القصة. وبعد أيام من نشر تلك القصة وأسماء المتهمين، ظهرت روايات لأخريات تم اغتصابهن من المجموعة نفسها وبالطريقة عينها، ما يشير إلى أنها لم تكن مجرد جريمة واحدة بل منهج محدد لاستمتاع هؤلاء بالاغتصاب وإذلال البنات.

وكان من أبرز الأسماء المطروحة مع واقعة "جريمة الفيرمونت" عمرو فارس الكومي، عمرو السداوي، خالد محمود، عمرو حسين، وعمر حافظ، وتم تداول أسماء شباب آخرين منهم "بيبو" خميس، نجل محمد فريد خميس، رجل الأعمال المعروف صاحب شركة "النساجون الشرقيون"، وأحمد طولان، نجل الكابتن حلمي طولان مدرب الكرة السابق.

ويبدو أيضًا أن المتهمين في "جريمة الفيرمونت" بنفوذهم وآبائهم، حرصوا خلال الفترة الماضية على حذف مقطع الفيديو الذي يعد إلى الآن، دليل إدانة كافيا ضدهم من تلك الصفحات، ما دفع البعض للتحريض على نشر الفيديو بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا لفضح الضحية، ولكن لتصعيب الأمر على المتهمين بمحاولة محوه من نطاق واسع.

وسبق تحقيقات النيابة، نشر المجلس القومي للمرأة، بيانًا بشأن تعرض بعض الفتيات للتهديدات، جاء فيه "تابع المجلس خلال الفترة الأخيرة الموضوع المتعلق بالتهديد بارتكاب العنف والإيذاء من قبل بعض الأشخاص ضد مؤسسي صفحات التواصل الاجتماعي ومن بينها تطبيق (إنستغرام) والتي تنشر بعض الوقائع لفتيات تعرضن للإيذاء والاعتداءات الجنسية، وفي هذا الصدد، يؤكد المجلس القومي للمرأة أنه يقف بجوار كل سيدة وفتاة تتعرض لأي شكل من أشكال التهديد من خلال تقديم سبل الدعم اللازم، ويهيب المجلس بمن تتعرض لمثل تلك التهديدات بالتواصل معه من خلال رقم مكتب الشكاوى "15115" حتى يتم اتخاذ اللازم".

كما طالب المجلس، كل فتاة وسيدة تتعرض للمضايقات والتهديدات بسرعة الإبلاغ عن طريق آليات الإبلاغ الرسمية للأجهزة المختصة بوزارة الداخلية والنيابة العامة المصرية، والتي تقوم بدورها بالبحث والتحقيق في شأن تلك البلاغات.

المساهمون