مصر: الدمرداش يستقيل بعد منع حوار جنينة

أفادت مصادر من داخل قناة "المحور" الفضائية المصرية، بتقدم المذيع المصري، معتز الدمرداش، باستقالته من القناة، عقب منع إذاعة حوار أجراه مع رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المقال، المستشار هشام جنينة.

وأكدت المصادر أن الدمرداش فوجئ برئيس القناة، حسن راتب، يطلب منه عدم عرض حلقة جنينة، واستبدالها بحوار مسجل سابقاً مع لاعب الكرة المصري السابق، حسام حسن، إلا أن الدمرداش اعترض، وأصر على إذاعة حوار جنينة في برنامجه "90 دقيقة"، وعندما لم تفلح محاولاته، تقدم باستقالته وغادر.

وأشارت المصادر إلى علم إدارة القناة بإجراء حوار جنينة، إذ إن المسؤول في القناة، وفيق راتب شقيق حسن راتب، كان على علم بكل التفاصيل، وتمت إذاعة فيديو الحلقة الترويجي على

" أشارت المصادر إلى علم إدارة القناة بإجراء حوار جنينة، إذ إن المسؤول في القناة، وفيق راتب شقيق حسن راتب، كان على علم بكل التفاصيل، وتمت إذاعة فيديو الحلقة الترويجي على مدار ثلاثة أيام متتالية على شاشة القناة "

مدار ثلاثة أيام متتالية على شاشة القناة، ما يتعارض مع رواية إدارة القناة بـ"عدم علمها بإجراء الحوار".

وكانت الحلقة الأولى من برنامج "90 دقيقة" ستذاع مساء أمس السبت، وكان مقرراً أن يحتوي نصفها الأول على تقرير عن كارثة "رأس غارب" بمحافظة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، بينما يتناول النصف الأخير من الحلقة حواراً مسجلاً مع جنينة من منزله.

وفي تصريحات صحافية له عقب قرار منع إذاعة البرنامج واستقالة الدمرداش، قال جنينة "إنه كان يتوقع عدم إذاعة الحوار"، وأضاف "أنا بلغتهم بأن الحوار قد يسبب حرجًا للبرنامج أمام الحكومة، لكنهم صمموا على إجرائه".

وتعد تلك المرة الثانية خلال أيام معدودة، التي تتدخل إدارة قناة فضائية في المحتوى الإعلامي المقدم، ويضطر المذيع لتقديم استقالته والرحيل.

فقد سبق الدمرداش، المذيعة رانيا بدوي التي تمت إقالتها من برنامج "كل يوم" المذاع على قناة "أون تي في" الفضائية المصرية مع الإعلامي عمرو أديب، عقب ظهورها في حلقة واحدة من البرنامج، انتقدت فيها وزيرة الاستثمار المصري، داليا خورشيد.

"أسوأ وزيرة استثمار عرفتها مصر"، تلك كانت العبارة التي أطاحت ببدوي، وترتب عليها إلغاء تعاقدها مع القناة وفق بيان رسمي من القناة في 16 أكتوبر/تشرين الجاري. إذ أجرى مالك القناة، أحمد أبو هشيمة الذي تربطه علاقة صداقة مع خورشيد، اتصالاً بالبرنامج، وطالب البدوي بالاعتذار، إلا أنها رفضت، فانتهت الحلقة بالإطاحة ببدوي.

وقالت شبكة قنوات "أون تي في" في بيانها حول الواقعة حينها: "تؤمن شبكة قنوات ONTV بأن المبادئ الإعلامية وقيم وشرف هذه المهنة لا يتجزأ، وتحمل القناة على عاتقها مهمة إعلامية وطنية تعتبرها تحدياً غير مسبوق في ساحة الإعلام التليفزيوني، من خلال الإصرار على تقديم إعلام حر ومستقل يحترم عقل المشاهدين بلا إسفاف أو إسراف أو إساءة أو خرق لأخلاقيات هذه الرسالة النبيلة، وقد نجحت ONTV في أسابيع قليلة في أن تحتل مكانة لدى المشاهدين".

وتابعت: "ارتباطاً بذلك فإن الشبكة تعتذر عما جاء في أحد برامجها من إساءة وتجاوز في حق إحدى الشخصيات العامة، وتؤكد شبكة قنوات ONTV أنها عازمة بكل إصرار على تقديم إعلام شديد الجاذبية والجدية والإمتاع في نفس الوقت الذي نلتزم فيه بالقيم والرقي واحترام المشاهدين، تم إلغاء التعاقد مع رانيا بدوي".

البدوي تم الإطاحة بها سابقاً من قناة "التحرير"، في عام 2013، عقب إغلاقها الهاتف في وجه السفير الإثيوبي في القاهرة الذي أجرى مكالمة هاتفية معها في إحدى فقرات البرنامج، ما تسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر وإثيوبيا في ظل أوضاع سياسية ودبلوماسية متأججة بسبب مشروع بناء سد النهضة الإثيوبي والمخاوف من تأثيره على حصة مصر في مياه نهر النيل.

يشار إلى أن مؤتمر الشباب الذي عقده الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، في شرم الشيخ خلال الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قد شهد مناقشات واسعة حول حرية الإعلام وضرورة إصلاح التشريعات المنظمة للإعلام.