أعلن وزير الدولة لشؤون الآثار المصري، خالد العناني، أمس السبت، أنّ الوزارة اكتشفت مقبرتين أثريتين بمنطقة القرنة في محافظة الأقصر جنوبي مصر، موضحًا أن بعثة مصرية من العاملين في وزارة الآثار اكتشفت المقبرتين بمساعدة من محافظة الأقصر.
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن "اكتشاف المقبرتين الأثريتين يعد اكتشافا مهما".
وقال العناني، في مؤتمر صحافي عقد أمس، إن "أجدادنا الفراعنة ما زالوا يقومون بدورهم في النهوض بالبلاد، فهم يقدموا لنا من خلال تلك الاكتشافات الحديثة يد العون في النهوض بالاقتصاد المصري، واستعادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر، لما لها من مردود إيجابي على الصعيد الخارجي".
من جانبه، أوضح مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المصرية التي قامت بالكشف، أن المقبرة المكتشفة لأول مرة تحمل اسم Kampp 161، حيث قامت عالمة الآثار الألمانية "فريدريكا كامب" في التسعينيات من القرن الماضي بترقيمها فقط ولم يتم العمل بها مطلقاً. أما المقبرة الثانية فتحمل رقم Kampp 150 وقد قامت "كامب" بترقيمها والعمل بها حتى وصلت إلى المدخل فقط، ولم يستكمل العمل بها نهائيأ حتى قامت البعثة الأثرية المصرية بإعادة اكتشافها مرة أخرى.
الجدير بالذكر، أن القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل المقبرة معظمها عبارة عن أجزاء خشبية لعدد من التوابيت منها (قناع خشبي كبير يمثل جزءا من التابوت ذي الشكل الأوزيري، وقناع خشبي صغير وملون، وجزء من قناع خشبي مطلي بلون ماء، و4 أرجل لكراسي خشبية خاصة بالأثاث الجنائزي، وقطعة خشب تمثل الجزء السفلي لتابوت بالهيئة الأوزيرية عليه منظر للإلهة "إيزيس" رافعة يديها".
وقالت وزارة الآثار إنه لم يتم العثور على اسم صاحب المقبرة في أي نقش داخلها، ولكن من المرجح أنها تعود للفترة من عصر الملك أمنحتب الثاني وحتى تحتمس الرابع.
أما المقبرة الثانية، فعثر بداخلها على (100 ختم جنائزي، وأقنعة خشبية ملونة، و450 تمثالا مصنوعة من مواد مختلفة، منها الفيانس والخشب والفخار، وصندوق صغير على شكل تابوت خشبي مكون من صندوق وغطاء مفرغ من الداخل غالباً كان مخصصا لحفظ تمثال أوشابتي طوله 17 سم وعرضه 6 سم، ومجموعة من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والأحجام، ومومياء محنطة وملفوفة بالكتان، يداها على الصدر وتأخذ الشكل الأوزيري، عثر عليها داخل الرديم في الصالة الطولية، ومن خلال الدراسة الأولية لها تبين أنها تعود لشخص ذي مكانة كبيرة، وجار الآن العمل على تحديد اسم صاحبها".
وقالت وزارة الآثار المصرية، في بيان، إن هذه المقبرة تعود إلى نهاية الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة، حيث عثر على خرطوش يحمل اسم الملك "تحتمس الأول" على سقف الصالة الطولية من المقبرة. ولم يتم العثور أيضا على نصوص تحدد صاحب المقبرة على وجه الدقة.