مصر: إحالة يحيى القزاز للتأديب في جامعة حلوان... بسبب منشورات "فيسبوك"

07 اغسطس 2018
يحيى القزاز (فيسبوك)
+ الخط -

قررت جامعة حلوان المصرية، إحالة أستاذ الجيولوجيا المتفرغ في الجامعة الدكتور يحيي القزاز، إلى مجلس تأديب الجامعة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية بناء على مذكرة تتبُّعٍ من عميد كلية علوم حلوان الدكتور ماهر حلمي هلال.

ونشر القزاز عبر حسابه الخاص على "فيسبوك" نص مذكرة إحالته، التي تدّعي أنه "خالف ضوابط وقواعد المهنة وقام بسبّ رئيس الجمهورية عبر صفحته على فيسبوك ورسائل واتساب".

وطبقاً لنص المذكرة، فإن الواقعة بدأت عندما أعلن عميد كلية العلوم الدكتور ماهر حلمي هلال، أنه عند دخوله على حساب القزاز فوجئ بنشره العديد من العبارات المسيئة لرئيس الجمهورية، ووصفه بألفاظ نابية، "لا تليق به وتقلل من شأنه".


وأكد يحيى القزاز خلال التحقيقات طبقاً لما ورد بالمذكرة "أنه لم يخالف القيم الجامعية، وأنكر مخالفته القيم والأخلاق الجامعية، وأنكر توجيه تهم مسيئة لرئيس الجمهورية أو التحريض عليه، أو مؤسسات الدولة، وأن هذا الاتهام محله النيابة العامة وليس التحقيقات الجامعية، وأن رئيس الجمهورية هو المنوط بالإبلاغ في هذه الحالة بنفسه أو بوكيل عنه". وأعلن القزاز طبقاً لمذكرة الإحالة بأن "ما نُسب إليه يخرج عن إطار عمله الوظيفي كأستاذ في الجامعة".

وانتهى التحقيق إلى إحالة يحيى القزاز لمجلس التأديب، بناء على نص المادتين 105 و110 من قانون تنظيم الجامعات، على اعتبار أن ما كتبه "إخلال بالقيم والتقاليد الجامعية، وينال من سمعة عضو هيئة التدريس، ويخرج عن إطار النقد المباح في حق الموظفين العموميين".

وعلق القزاز على الواقعة، وكتب عبر "فيسبوك"، "أنتم من يهين رئيس الجمهورية يا سعادة عميد الكلية لا أنا. زميلي العزيز ماهر حلمي هلال عميد كلية العلوم بجامعة حلوان، بعد ما اشتكاني واتهمني بإهانة الرئيس السيسي ظلماً، وتمت إحالتي لمجلس التأديب -بناء على بلاغه لرئيس الجامعة- أظن تمهيداً لعزلي عن الوظيفة، سعادة العميد زعلان مني ويتهمني أنني أشهّر به على فيسبوك وأكتب أنه يتتبعني ويبلغ عني، وهو المسؤول عن الكلية ولازم يحافظ عليها من أمثالي. والحقيقة أنني لم أتهم الزميل العزيز الفاضل عميد الكلية بشيء، بل الشكوى التي قدمها هي التي تتهمه لأنه جاء فيها بالنص -وهو منشور على صفحتي- أنه وبالدخول على صفحتي الشخصية".

وتابع "عفواً.. وحضرتك مالك ومال صفحتي وتدخل عليها ليه وهل هي من ضمن مسؤوليات سعادتك يا سعادة العميد المحترم.. هو يراها من ضمن مسؤولياته!".

وأضاف "أنا الحقيقة لا أحب الإساءة لأحد ولا أتلصص على أحد ولا أقلب في الدفاتر القديمة لأحد، فلكل منا عورة كبرت أو تناهت في الصغر، وملفاتنا في الجامعة موجودة وشاهدة علينا.. مَن الذي فرّط ومن الذي باع ومن الذي أعطى دروساً خصوصية وسرّب الامتحان في كلية من كليات القمة وضُبط وأخد جزاءً وتم ترقيته بغض النظر عن الأمانة والجزاء. والله لا أحب الفُجر في الخصومة ولا أحب الإساءة لزملائي حتى لمن يتجاوزون في حقي. الطيب أفضل".

وتابع "نقطة هامة زميلي العزيز أ.د. ماهر حلمي هلال عميد كلية العلوم، أنت من أسأت للرئيس ولست أنا، فأنت من قمت بتجميع كلام سيئ كثير متناثر على صفحات الفيس يسيء للرئيس، وقدمته في بلاغ ضدي لرئيس الجامعة لفضح رئيس الجمهورية والحطّ من قدره أمام شعبه، وكأن بينك وبينه ثأراً تريد أن تنتقم منه وتصوّره في صورة غير لائقة للتشهير به والنيل منه بطريقة فنية مستترة تنسبها لي ظلماً، تدوّنها وتحفظها محاضر التحقيقات كوثيقة تسيء للرئيس مستقبلاً".



يشار إلى أنه بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2017، قررت نيابة استئناف القاهرة، إخلاء سبيل القزاز وهو مناضل وعضو في حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وعضو حركة "كفاية" سابقًا، في تحقيق أمام النائب العام المصري، في اتهامه بـ"إهانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، بكفالة 10 آلاف جنيه مصري.

كان المحامي المصري الدؤوب على ملاحقة رموز ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، سمير صبري، قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام والمحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا طوارئ، ضد القزاز، بعد أن اتهمه بإهانة السيسي والتشكيك في وطنيته.

واتهم وقتها البلاغ القزاز، بـ"تحريض الأقباط ضد الدولة، ساعياً لإحداث فتنة طائفية بين أبناء الوطن الواحد ولزعزعة الأمن والاستقرار والاستقواء بالخارج وتحريضه للتدخل في الشأن المصري واستعداء الخارج ضد مصر".