مصريون يشكون وقف أعمالهم بلا بدائل ولا مساعدات

20 مارس 2020
قطع رزق الآلاف من دون تخصيص مساعدات للأسر (Getty)
+ الخط -
أدى انتشار فيروس "كورونا" إلى غياب الإقبال على كافة المقاهي في المحافظات المصرية، وسط إقفال عدد منها بقرارات سيادية، خاصة الموجودة في الأحياء الشعبية. وسحبت السلطات جميع "الشيش"، لمنع انتقال العدوى وحصر التجمعات، لتصبح خاوية إلا من أصحابها وعمالها الذين جلسوا أمام أبوابها.

واشتكى أصحاب المقاهي، خاصة المرخصة منها من الأزمات المالية التي يواجهونها، مطالبين بسرعة التدخل لإنقاذهم منعاً لتشريد العمال. ولفت عدد من هؤلاء إلى أن أغلب المقاهي مشغولة بالإيجار، كما أنها لا تزال تدفع الضرائب وفواتير الكهرباء والمياه، على الرغم من الخسائر التي تتعرض لها يوميًا إضافة إلى سريان رواتب العاملين فيها.

وقال محمد منصور "صاحب مقهى" في إحدى المناطق الشعبية في القاهرة، إنه أغلق محله نهائياً، فيما لا يزال يدفع آلاف الجنيهات للإيجار، علاوة على أجور العاملين الذين يصل عددهم إلى سبعة أفراد يعولون أسرهم.

فيما رفض محمد أمين أسلوب شرطة المرافق العامة والأحياء خاصة الموجودة بالمناطق الشعبية، حيث تدخل إلى المقاهي بأسلوب هجومي وتجمع الشيش وترميها في عربات المرافق مما أدى إلى تكسيرها، وهو ما يعد خسارة لأصحابها، مؤكداً أن ما يحدث يعد "شو إعلامي" بأن الجهات الأمنية موجودة في الشارع.

ولفت طلعت مبروك إلى أن المقهى الخاص به مرخص، وتم منع "الشيش" طبقاً للقرار. وأضاف: "هذا عملنا ومورد دخلنا الوحيد. يجب على المسؤولين النظر إلى الناس وتوفير مداخيل خلال هذه الفترة لنستطيع تأمين حاجياتنا".

وفي السياق ذاته، قرر محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال غلق الأسواق الأسبوعية في القاهرة، التي تعد مقصداً كبيراً للتسوق لفئات مختلفة من المجتمع، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل. وتتميز هذه الأسواق برخص أسعارها، فيما تشكل مصدر رزق للعديد من البائعين، سواء كانوا من سكان المنطقة أو من محافظات أخرى خاصة القريبة من القاهرة.

ويشكو الباعة والتجار من خسائرهم وسط عدم وجود بدائل من الحكومة لتأمين موارد مالية وغذائية تساعدهم على البقاء في منازلهم للاتقاء من العدوى من فيروس كورونا المستجد.

وقال محمد التواب، وهو تاجر في أحد الأسواق الأسبوعية، إنه ورث مهنته من والده كي لا ينضم إلى جيش العاطلين عن العمل، مشيراً إلى أن الأسواق الأسبوعية الشعبية تعد "مول الفقراء"، إلا أن وبال الفيروس القاتل، وضعه وأسرته في مواجهة أزمة كبيرة بعد غلق الأسواق.

فيما شرح صبحي عبد السلام، وهو تاجر في العقد الخامس من عمره، أنه بغلق الأسواق "أصبحت منتجاتنا مكدسة في المخازن المستأجرة، ونخشى عليها من التلف، خاصة أننا لا نعلم ميعاد فتح تلك الأسواق مرة أخرى".

وقرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ‏الأربعاء، تحديد مواعيد إغلاق الأندية الرياضية، والشعبية، ‏ومراكز الشباب والأسواق ابتداء من الساعة السابعة مساءً، وحتى الساعة ‏السادسة صباحاً بكافة أنحاء الجمهورية حتى نهاية الشهر الحالي‏‎.‎

ونص القرار على أنه: "تُغلق ابتداء من ‏الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً أمام الجمهور، ‏بكافة أنحاء الجمهورية حتى يوم 31 /3 /2020 جميع المطاعم ‏والمقاهي والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والملاهي ‏والنوادي الليلية والحانات والمراكز التجارية (المولات التجارية)، ‏وما يُماثلها من المحال والمنشآت التي تهدف إلى بيع السلع ‏التجارية أو تقديم المأكولات أو الخدمات أو التسلية أو الترفيه، ‏ووحدات الطعام المتنقلة‎."‎

ولا يسري القرار على توصيل الطلبات للمنازل، والمخابز ومحال البقالة، ‏وكذلك الصيدليات والسوبر ماركت، سواء المتواجدة بالمراكز ‏التجارية أو خارجها‎."‎
المساهمون