مصاريف التعليم تضغط على الأسر المغربية

09 سبتمبر 2016
ارتفاع تكاليف التعليم في المغرب (عبدالحق سنا/فرانس برس)
+ الخط -

لا يبحث مرتادو حي الأحباس عن الأكباش في هذه الأيام، حتى يظن البعض أنهم غير معنيين بأجواء العيد التي سكنت المدينة، فالجميع هناك منشغل بالبحث عن لوازم المدرسة.
وتجمع الناس في هذا الحي ذي الطراز الأندلسي، أمام المكتبات التي توفر جميع أنواع الكتب المدرسية في هذه الأيام، فلا يمكن ألا يعثر الآباء هناك على بغيتهم.
السعي من قبل الآباء إلى تأمين الكتب المدرسية، بدأ منذ شهر أغسطس/آب، خاصة للتلاميذ الذي يدرسون بالمدارس الخاصة، على الرغم من إعلان تأجيل السنة الدراسية الجديدة إلى ما بعد عيد الأضحى.

وتقول زينب بولمان، التي وقفت تنتظر دورها أمام إحدى المكتبات، إنها جاءت تبحث عن اللوازم المدرسية لطفلتها ذات الأربع سنوات، مؤكدة أن دخول السنة الدراسية شغل أسرتها عن العيد.
شهر سبتمبر/أيلول استثنائي هذا العام في حياة الأسر المغربية، فبعد العطلة، يتوجب عليها الإنفاق على الأضاحي واللوازم المدرسية، ومصاريف الدراسة.
وتؤكد بولمان، التي تقطن بحي شعبي غير بعيد عن حي الأحباس، أن المصاريف الشهرية لتعليم طفلتها تبلغ 100 دولار، بينما تصل كلفة لوازم الدراسة إلى 80 دولارا.
وتشير هذه الأم الثلاثينية، إلى أن أسرتها لن تسعى هذا العام إلى متابعة أسعار الأضاحي المرتفعة، فهي ستكتفي بما يساعد على سد الحاجة.

تكاليف اللوازم المدرسية غير موحدة، إذ تتراوح، حسب نوعية المدارس بين 60 و300 دولار، حسب ما يوضحه مساعد في إحدى مكتبات حي الأحباس، يدعى عبد القادر الصافي.
ويتحدث محمد بادي، العامل الكهربائي، بنبرة ملؤها المرارة حول تكاليف تعليم ابنه الصغير، فهو يؤكد أنه مضطر لتسجيله في مدرسة خاصة، مثل أبناء الجيران.
وتتراوح مصاريف التعليم الخاص في المستوى الابتدائي بين 40 و520 دولاراً في الشهر، حسب تقرير سابق شارك في إعداده العديد من المنظمات المغربية للجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التابعة للأمم المتحدة.

ويصل الحد الأقصى لتلك المصاريف إلى ضعف الحد الأدنى للأجر، الذي يصل في المغرب إلى 260 دولاراً، مما يدفع الكثيرين إلى التساؤل حول معايير تحديد تلك المصاريف.
وانتقلت حصة التعليم الخاص في التعليم الابتدائي من 4% إلى 14% بين 1999 و2013. ويُنتظر أن تصل تلك الحصة إلى نحو 33% بحلول عام 2030، حسب التقرير.
وانتقل إنفاق المغرب على التربية والتعليم من 2.5 مليارَي دولار في عام 2000 إلى 6.2 مليارات دولار في 2014، غير أن الكثيرين يعتبرون أن مستوى التعليم لم يتحسن.



المساهمون