كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن تكثيف الوسطاء الدوليين للاتصالات خلال الساعات الأخيرة، لمنع انزلاق الأوضاع في قطاع غزة إلى حرب رابعة، في ظلّ التهديدات الإسرائيلية وإغلاق المعابر ووقف إدخال المواد الأساسية للسكان.
وقالت المصادر إنّ الأوضاع في غزة "مشحونة" للغاية، وأنّ الاحتلال يحشدُ قواته على الحدود منذ مساء أمس، الإثنين، وينصب مزيداً من بطاريات "القبة الحديدية"، استعداداً في ما يبدو لشن عدوان جديد على القطاع، لوقف إطلاق البالونات الحارقة.
وأغلقت قوات الاحتلال معبر كرم أبو سالم الحدودي بشكل شبه كامل بدءاً من اليوم وحتى إشعار آخر. وفي موازاة ذلك، أعلنت السلطات الفلسطينية المسؤولة عن معبر رفح أنها تبلغت إغلاق المعبر بدعوى وجود "خلل فني في الحواسيب".
وذكرت المصادر أنّ وسطاء أبلغوا فصائل المقاومة في غزة أنّ إسرائيل لديها مخطط للعدوان، وتشترط لوقف ذلك وقف إطلاق البالونات الحارقة التي تطلق من القطاع على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي باتت تشكل كابوساً للإسرائيليين في مستوطنات "غلاف غزة".
وكان المبعوث الأممي لعملية السلام، نيكولاي ميلادينوف، أبلغ الصحافيين قبل يومين أنّ غزة "كانت على وشك حرب" خلال الجولة الأخيرة من التصعيد الإسرائيلي، والذي ردت عليه المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ على مستوطنات الغلاف.
وكان المتحدث باسم حركة "حماس"، فوزي برهوم، قد اعتبر أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر كرم أبو سالم وحرمان غزة من أبسط مستلزمات ومتطلبات الحياة، "جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأهلنا في القطاع".
ولفت برهوم إلى أنّ الاحتلال تجرّأ على ذلك "نتيجة الصمت الإقليمي والدولي على جرائمه وانتهاكاته وغياب القرارات الرادعة بحقه"، موضحاً أنّ هذه الإجراءات الانتقامية "تعكس حجم الظلم وبشاعة الجريمة التي تتعرض لها غزة، والتي ستكون لها تداعيات خطيرة يتحمل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد المتحدث باسم "حماس" أنّ هذه الإجراءات "لن تفلح أبداً في التأثير على المواقف الوطنية لاستمرار النضال والمقاومة لانتزاع حقوقنا وإنهاء الحصار".