مشيرة منصور: عن الطبخ والفن

27 سبتمبر 2015
خلال رسمها إحدى الجداريات (فيسبوك)
+ الخط -
مشيرة منصور، فتاة شابة من رفح التي يطلق عليها قلعة الجنوب، ورغم انحدارها من أكثر بقاع غزة فقراً، إلا أن هذا لم يمنعها من أن تطور موهبة امتلكتها. ابنة التسعة عشر ربيعاً ترسم لوحات فنية جميلة مبهرة من حبات الفشار، وكذلك من حبات الرمان الحمراء. وترسم شخصيات كرتونية مثل "سبونج بوب" وكذلك الوجه الضاحك لفنان الكوميديا شارلي شابلن، وغير ذلك من اللوحات الفنية "الغذائية" فتعمل بالمثل القائل إن "العين تأكل قبل الفم"، وبأن أقرب طريق لقلب الرجل هو معدته، و"لكن الطريق يجب أن يمر بعينيه أولاً" تقول.
وتتحدث مشيرة عن حبها للفن والطبخ؛ ولذلك فقد استطاعت الجمع بين هوايتين مرة واحدة، بأن أصبحت فنانة طباخة أو طباخة فنانة. وهي ترى أن الأكلات الشعبية القديمة التقليدية، والتي تعبر عن الأصالة العربية قد أخذت بالاندثار أمام هجوم واكتساح الأكلات الجاهزة، ووصول المطبخ الغربي إلى المطبخ الشرقي الأصيل. وعلى ذلك فهي قد عمدت إلى تقديم المطبخ الشرقي بحلة جديدة تلفت انتباه الشباب والشابات؛ أي الجيل الجديد، إضافة إلى أن هذه الأكلات ذات قيمة غذائية عالية.
مشيرة منصور هي طالبة في سنتها الجامعية الثانية في كلية الفنون الجميلة؛ وهي على ذلك استطاعت أن تدرس موهبتها وتصقلها بالعلم، واتجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أفكارها على فئة الشباب ومن الجنسين، خاصة مع عزوف البنات عن دخول المطبخ، بحجة أنه يستهلك وقتاً طويلاً. كما أن توفر الأكل خارج البيت أسهم في عزوفهن عنه، ولكن استخدامها للفن، جعل منها أداة جاذبة للفتيات لتقليدها والتعلم منها، والاستفادة من أفكارها وخبراتها.
تصمم مشيرة لوحات فنية من الأكلات الشعبية التقليدية الفلسطينية والمعروفة عربياً، أيضاً أكلة الكسكي والفتة والكبسة؛ وهي أكلات تتفنن مشيرة في إعدادها لجذب الشباب لها خصوصاً، إضافة للكبار والصغار من كلا الجنسين. وهي ترى أن المطبخ هو ملعب المرأة والبنت خصوصاً، وليس عيباً أن تكون المرأة ناجحة في عملها ودراستها، وتكون أيضاً فنانة في تقديم الطعام لأسرتها وضيوفها .
مشيرة تفوقت في الرسم وبرعت فيه منذ صغرها، وحصلت على مراكز عالية في مسابقات الرسم التي كانت تقام على مستوى مدارس غزة، وقد بدأت بتزيين كعكة في البيت نالت إعجاب من حولها لتنطلق بعد ذلك بتزيين الأكلات، وتبدي استعدادها لتصميم أي طبق أو وجبة حسب ذوق جمهورها. وتأمل أن توسع نشاط عملها وتقوم بعقد دورات للفتيات لتعليمهن فن الطبخ العربي الأصيل، والعودة للمطبخ الشرقي الأصيل الذي أصبح يشكو الدخلاء من الأطعمة الغربية، ولكنهم حتما ومع فنانة شابة مثل مشيرة لن يجدوا لهم طريقا إلى القلوب والبطون.
يستغرق تصميم الطبق الواحد حوالي عشرين دقيقة من العمل السريع، مع خبرة مشيرة ودقتها؛ وهي تستطيع أن تنفذ عملا فنيا آنيا يخطر لها سريعا، وبدون تخطيط، وربما حسب مناسبة عامة أو خاصة.

اقرأ أيضاً: شموع العيد على اشكال خواريف
المساهمون