كشف مسؤول جزائري، أن أكثر من 7 في المائة من الأزواج يعانون من مشكلة الصعوبة في الإنجاب، وهو ما يدفع بالعشرات منهم إلى اللجوء إلى الإنجاب الذي يعتمد على المساعدة الطبية.
وقال مدير السكان بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أعمر والي، إنّ صعوبة الإنجاب تزايدت خلال السنوات الأخيرة بالرغم من أنها ليست مقتصرة على الجزائر فقط، لافتاً إلى وجود مراكز طبية للمساعدة على الإنجاب وعددها ثلاثة تابعة للقطاع الحكومي، أهمها المركز الحكومي بحسين داي بقلب العاصمة الذي يستقبل أزيد من 15 ألف زوج في السنة، مما يشكل ضغطاً رهيباً على مصالح المساعدة الطبية على الإنجاب والتلقيح الاصطناعي، فضلاً عن مركزين اثنين آخرين في قسنطينة ووهران، بالإضافة إلى 15 مركزاً للمساعدة على الإنجاب تابعاً للقطاع الخاص.
وبخصوص المراكز الخاصة المعروفة بـ "مراكز أو مصحات المساعدة على الإنجاب"، قال البروفيسور المختص في علاج العقم والمساعدة على الإنجاب محمد بن ناجي، إن تكاليفها باهظة في القطاع الخاص وتتجاوز مليون دينار جزائري أي ما يعادل 6 آلاف يورو، مؤكداً أن العشرات من الأزواج يئسوا من العلاج في الجزائر، وتوجهوا إلى بلدان أخرى وأهمها تونس أو الأردن لتلقي العلاجات من هذا النوع وهي مكلفة جداً.
وأضاف بأن تكاليف إجراء مثل هذه العلاجات والعمليات "خيالية" قد تتجاوز الـ 50 ألف يورو، خصوصاً أن هناك عمليات تفشل في أول تجربة يقوم بها الزوجان بداية من التحاليل إلى غاية عملية الحقن أو التلقيح في مراحل قد تتطلب أشهراً طويلة، ويحتاج فيها المعالج الكثير من العناية.
ويفضل الكثيرون العلاج في المراكز الخاصة بالجزائر، لتجنب إنفاق مبالغ ضخمة، حسب السيدة حليمة لمداني (34 سنة)، التي ترى أن مراكز القطاع الحكومي لعلاج مشكلة الإنجاب "المنجى والمخرج بالنسبة للكثير من الأزواج ذوي الدخل المحدود"، على حد تعبيرها لـ"العربي الجديد" لافتة إلى أن المشكلة في القطاع الحكومي أنه يفرض على الأزواج الانتظار مدة طويلة قد تزيد عن سنة ونصف، بالنظر إلى الملفات المكدسة التي تتطلب العلاج، وهو ما يدفع البعض حسبها إلى اللجوء إلى القطاع الخاص ولكن بدفع فاتورة غالية جداً.
الوقت بالنسبة للبعض مهم جداً، حيث يتجاوز الأزواج انتظار فرصة العلاج في مستشفيات حكومية، وهو ما يدفعهم إلى اللجوء إلى القطاع الخاص، لكنه ليس الحل بالنسبة للعديد من الحالات المستعصية بحسب تصريحات نورالدين (46 سنة) وهو متزوج منذ 16 سنة لكنه لم يرزق لحد الآن بأولاد، وبالرغم من كثرة الأبواب التي طرقها بزيارته لمختلف العيادات الخاصة في عدة مناطق جزائرية، إلا أن "معظم محاولاته باءت بالفشل" على حسب تعبيره لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أنه قرر الذهاب إلى تونس أو تركيا أو بلجيكا لمواصلة العلاج.
ويلجأ الكثيرون للاقتراض بغرض العلاج، البعض يبيع كل ما يملك من أجل الأولاد والسفر للعلاج في الخارج، بحسب ما أكد نورالدين، الذي عزا ذلك إلى التكاليف الباهظة التي تتطلبها العديد من الحالات، حيث "ينبغي التسلح بالصبر والمال الكثير" للوصول إلى الهدف.
ويتفق الكثيرون ممن مروا على طريق العلاج في الخارج بأن ذلك "يتطلب أولاً حالة نفسية وجسدية جيدة، فضلاً عن أموال كافية لدفعها في كل مرة تتم فيها التحاليل والمتابعة إلى غاية حدوث الحمل، وهو ما يعني بذل الجهد في إيجاد فرصة للعلاج وعدم رمي المال من النافذة" كما يقال.
في سياق ذي صلة، تكشف إحصاءات وزارة الصحة الجزائرية أن نسبة العقم في الجزائر تجاوزت الـ 25 في المائة من الأزواج، ووصل عدد الأزواج المصابين بالعقم إلى أزيد من 500 ألف، فيما تستقبل المراكز العمومية لعلاج العقم ما يزيد عن 190 حالة يومياً.
وبلغت حالات الزواج في الجزائر خمسة ملايين زيجة، فيما أحصت وزارة الصحة الجزائرية مليون ولادة جديدة خلال السنتين الأخيرتين، فيما يستعمل أزيد من 57 في المائة من المتزوجين في الجزائر وسيلة من وسائل منع الحمل.