وجّه رئيس حركة "حماس"، خالد مشعل، اليوم الأربعاء، رسالة واضحة إلى العدو الإسرائيلي أن المقاومة ماضية في معركتها في الدفاع عن الفلسطينيين في قطاع غزة حتى لو اضطرت لتقف وحدها، مشدداً على أن الكرة لوقف العدوان في ملعب الاحتلال.
وقال مشعل، في خطابه، "اليوم فرضت علينا الحرب ولم نخترها. أعطينا فرصاً عديدة. لم يبق أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا". وأضاف: "سنخوض واجبنا في الدفاع عن أرضنا في كل لحظة ولو وقفنا وحدنا". ومضى يقول: "يا شعب فلسطين العظيم، اليوم نتولى جميع أمرنا، حتى الشقيق ونحن نظر إليه خيراً لكننا لن ننتظر أحداً".
وتوجه إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: "لقد وقع العدوان علينا. يا أهل غزة أنتم شجعان طيبون وكذلك أهل الضفة وأهل 48 والشتات. لا يلومنا أحد فقد وقعت الواقعة".
كما وجه رسالة إلى المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "يا أبطال القسام (الجناح العسكري لحماس) والفصائل المقاومة، أنتم صبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، العدو جرّبنا ولن نخيب ظننا سيرى منّا ما توقع وما لم يتوقع".
وأضاف: "نعرف أن العدو أقوى منّا عسكرياً وتكنولوجياً وعنده سلاح الدنيا، ولا سيما الأميركي، ونعرف أنه قادر على السحق والقتل والإرهاب، نحن اليوم أمام معركة كبيرة نقاتل هذا العدو، فنحن نريد من شعبنا الصبر والصمود ومواصلة هذه المعركة المشروعة في وجه العدو الصهيوني". ومضى يقول: "العدو هو مَن يتحمّل المسؤولية، فأدعوكم يا أهل فلسطين، النصر صبر ساعة، لذلك أدعو فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة والقطاع الى أن تتحمل مسؤولياتها، والحمد لله أنتم عند حسن الظن".
وشدد على القدرة على مواجهة الاحتلال "لأننا أصحاب قضية عادلة"، مؤكداً أن "المقاومة أعطت رسائل عظيمة في الأيام الماضية وخاصة عملية "زيكيم"، والمقاومة لديها إرادة حقيقية وتستند الى أمة عظيمة، فلا أستغرب منها أي إبداع، وأدعوكم الى أن تتوحدوا في الميدان لننتصر على هذا العدو ونطهّر القدس والمقدسات". وأضاف: "أدعو جميع الفصائل الفلسطينية والقيادات السياسية أن تنسّق جهودها وتكون معاً في معركة الدفاع عن شعبها".
وفي ما يتعلق بمطالبة المقاومة، وتحديداً حركة "حماس"، بالتهدئة، قال مشعل: الذين يطالبوننا بالتهدئة مقابل التهدئة نقول لهم عودوا إلى الوراء، مشدداً على أنه "آن للاحتلال أن ينتهي والعدوان فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو علينا".
واعتبر مشعل أنه "لوقف شلال الدم يجب الضغط على نتيناهو وعصبته المجرمة لتوقف عدوانها على الأراضي الفلسطينية والضغط على نتنياهو ليغيّر سياسته".
وتوجه إلى الإسرائيليين قائلاً: "ألم تعلموا أن قيادتكم ضيّقت على الفلسطينيين ولم تترك لهم، حتى للمهجرين في الشتات، فسحةً أو شيئاً يندمون عليه أو يحرصون على بقائه؟ أنتم أوصلتم الناس إلى الحائط فلا تستغربوا اذا انفجر الشعب في وجوهكم". واعتبر أن الذين يتحملون مسؤولية الصواريخ وأن تضرب حيفا، السلطات الإسرائيلية.
وأضاف: "لوموا نتنياهو وحكومته المتطرفة، الذين قرروا وأمعنوا في سياسة القتل والعدوان. هم الذين أجبروكم أن تعيشوا هذه الحالة من الرعب".
ومضى يقول: "أنتم تقيمون على أرض ليست لكم، شعبنا حر لن ينكسر أمامكم، نتنياهو سيقودكم من فشل إلى فشل". وتابع: "منذ سنوات قياداتكم تهرب... وسيهرب نتنياهو. قياداتكم لن تقودكم إلا إلى الفشل والهزيمة ومن خراب إلى خراب".
وفي إشارة واضحة إلى التنازلات التي تقدم للاحتلال، قال مشعل: "هناك أطراف لا تزال تعرض عليكم أراضي 67 كحل، لن يطول الزمن حتى لن تجدوا فلسطينياً يجرؤ على تقديم هذا العرض".
وأضاف: "غيّروا قيادتكم، أجبروها على وقف العدوان، اعترفوا أن هناك شعب هو صاحب حق". وأكد أن الاحتلال يواجه مزيداً من الضغوطات بقوله: "العالم بدأ اليوم يتململ من جرائمكم".
أما في رسالته إلى السلطة الفلسطينية، فقال مشعل: "أدعو السلطة الفلسطينية والاخوة في الأجهزة الأمنية أن يقفوا مع شعبهم، فنحن واياكم في خندق واحد أمام هذا العدو الذي لا يفرّق بيننا".
وأضاف: "شعبنا يعرف طريقه الى المقاومة والمواجهة المفتوحة مع العدو".
وإلى الأمة العربية، قال مشعل: "لشعوبنا العظيمة، أعرف أن لديكم قضاياكم المحقة، لكن أهل غزة وأهل الضفة ومحمد أبو خضير، الفتى الذي حُرق يستصرخكم وغزة والقدس ويقولون اذهبوا إلى الميادين من أجل قضاياكم وقضية فلسطين ولنصرف عنّا كل الخلافات التي تجتاح الأمة".
كما وجه رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" "رسالة" إلى الزعماء العرب والمسؤولين في العالم كله، قائلاً: "كلٌ يقدم على نحو رجولته ومسؤوليته، نأمل في الامة خيراً وفي العامل الحر خيراً، لكننا لن ننتظر أحداً، لأن الله ناصرنا ونحن أصحاب قضية عادلة".