لعلّ أكثر ما لفت انتباه زائر "المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء"، الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي، هو العدد الكبير لزائريه. عند مدخل المعرض، وجد كل واحد منهم نفسه أمام حقيقةِ إجبارية دفع ثمن تذكرة الدخول: عشرة دراهم للعموم وخمسة دراهم للأطفال والطلبة. يعبّر بعضهم عن تذمره في صمت، لكن ينتهي بشراء التذكرة فلا مفرّ من الدخول من دونها.
وبغض النظر عن تكرار عرض كتب بعينها في كل سنة، والغياب اللافت للإصدارات الجديدة في العالم العربي؛ لا يُمكن المرور على ارتفاع أثمان الكتب قياساً بالقدرة الشرائية للمواطن المغربي، ولا يمكن المرور عن المعرض من دون التساؤل عن الخيام والأكشاك التي انتصبت عند مدخله وكانت تبيع الطعام ولا تقدّم بالكاد لائحة بأثمانها ما يجعل الزائر يباغَت عند دفع السعر الذي يماثل أسعار أحسن مقاهي ومطاعم الدار البيضاء.
وككلّ سنة، يبقى الكتاب الديني هو الملك المتوَّج في المعرض؛ فحتى أروقة دور النشر التي تُعرف باهتماماتها بنشر الأدب تبيع كتباً دينية، ما يجعلنا نرجّح أنها الأكثر مبيعاً في المعرض.
"اللجنة المشرفة" على تنظيم المعرض كانت، بدورها، نشرت قبل بدايته ما سُمّي بقانون المعرض، والذي يبدأ بفقرة "أهداف المعرض"، وممّا جاء فيها: "التحفيز على القراءة وتقريب الكتاب من المواطنين. خلق فرص اللقاء والحوار بين الناشر والكاتب والقارئ. تنمية التعاون بين البلدان عن طريق إنعاش نشر وتسويق الكتاب. تشجيع الإنتاج المشترك وتيسير تداول حقوق التأليف والترجمة بين المهنيين المغاربة والأجانب".
كيف يمكن تحقيق أي من الأهداف أعلاه دون أخذ الجانب الاقتصادي للمواطن في الاعتبار، وكيف يمكن لمعرض أن يُدار بما يوحي لزائره أن الربح هو هدفه الأسمى؟
اقرأ أيضاً: شعراء "ثربانتس" في العربية: ترجمة باتجاه واحد