وأطلق مزارعون محليون مشروعاً جديداً من خلال إحدى الشركات المحلية لتطوير حقول الأرز في قرى مدنية جوهر التي لم يزرع الأرز فيها مؤخراً نتيجة الجفاف الذي يضرب البلاد إلى جانب انعدام الإمكانات التي تتطلبها زراعته.
ويسعى القائمون على المشروع إلى إضافة 7 أصناف جديدة من أنواع بذور الأرز التي يتم جلبها من الفيليبين، فضلاً عن دعم النوعين المعروفين بالبلاد وهما (IR24) و(IR22) والذي يعرف محلياً بـ"بريس باروا".
تجارب ناجحة
يقول عبد الشكور أحمد، رئيس شركة تدعى "دان وداغ"، لوكالة "الأناضول"، إن "الأرز الصومالي بات مهدداً بالانقراض نتيجة عوامل عديدة، والجهود كانت محدودة للغاية لإنقاذه"، مشيراً إلى أن "الشركة ستعمل على إخراج هذا المحصول الزراعي من دائرة الانقراض بالتعاون مع الحكومة إلى جانب خبراء والدول المنتجة".
من جهته يقول محمد ياسين، مسؤول قسم الإعلام في وزارة الزراعة لإدارة هيرشبيلى، إن "إدخال محاصيل جديدة في هذا القطاع سيساهم بشكل كبير في سد احتياجات السوق المحلي، للاستغناء عن الأرز المستورد".
ويضيف أن الحكومة تسخر كل إمكاناتها للمزارعين، وتشجع الجهود المبذولة للكشف عن الجوانب الزراعية المخفية في البلاد، مشيراً إلى أن هذه المشاريع توحي بأن الصومال سيستعيد عافيته بعد سنوات عانى خلالها من ويلات الحروب الأهلية.
وبحسب الشركة فإن المعهد الدولي لأبحاث الأرز أوصى بعدم زراعة جميع هذه المحاصيل الجديدة باستثناء ثلاثة محاصيل فقط كمرحلة أولية، نظراً إلى ما تتطلبها المحاصيل وتماشياً مع التغييرات المناخية التي تشهدها البلاد حتى لا يجلب لأصحابه خسائر مادية كبيرة.
مخاطر محتملة
يقول عبد الله محمد (مزارع) إن "النتيجة فاقت توقعاتنا، إذ تنتج هذه الأنواع من محصول الأرز الجديد ما بين 10 إلى 11 طناً في الهكتار الواحد، بينما ينتج المحصول القديم من نوعي " ir22 وir24" ما بين 1 إلى 2 طن في الهكتار الواحد.
ويضيف أن تلك المحاصيل ستتم زراعتها الموسم الحالي على أكثر من ألف هكتار، على ضفاف نهر شبيلى الذي يمر بمدينة جوهر، إذ تشير التوقعات إلى أن حصاد الأرز سيكون الأكبر في تاريخ البلاد، ويتوقع أن يلبي احتياجات البلاد في المرحلة الأولى.
يؤكد عبد الله أن نحو ألف مزارع سيحصلون على البذور الجديدة، إذ من المتوقع أن تتم في الموسم الحالي الذي يبدأ في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل زراعة نحو 1000 هكتار في المرحلة الأولى.
وعلى الرغم من غياب الإحصائيات حول الإنتاج السنوي لقطاع الأرز في البلاد، فإن إنتاجية محصول الأرز القديم لا تتعدّى مئات الأطنان والتي قد تغطي احتياجات إقليم هيرشبيلى جنوبي الصومال فقط.
تقول مريمة حاج، رئيسة اتحاد المزارعين في مدينة جوهر لـ"الأناضول" إن "زراعة الأرز في البلاد تعيقها عقبات جمة، حيث لم يشهد هذا القطاع منذ أكثر من ثلاثة عقود أي استثمارات، سواء أكانت داخلية أم خارجية، وهو ما أدى إلى عزوف مئات المزارعين عن زراعته لكثرة خسائره المادية".
وتضيف إلى ذلك غياب الدعم الحكومي لهذا القطاع إلى جانب عدم توفر الاحتياجات الرئيسة لزراعة الأرز، كالأسمدة العضوية ومبيدات الحشرات.
وتوضح أن تذبذب مستوى هطول الأمطار وقلة خبرات المزارعين، إلى جانب عدم توفر المصانع والآليات لإنتاج الأرز، ستشكل تحدياً كبيراً أمام تطور هذا القطاع ما لم يجد سياسة مدروسة من خلال استثمارات داخلية أو أجنبية، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على الاعتماد على المنتوجات المحلية.
ويستخدم الأرز القديم "بريس باروا" كوجبة أساسية في المائدة الصومالية إلا أنه، وبعد تراجع إنتاجه، بات يُقتصر على تناوله كوجبة أساسية في مدينة جوهر موطن الأرز الصومالي والمناطق المحيطة به.
ويسعى المزارعون إلى نقل تجارب هذا المحصول إلى الأقاليم الزراعية الأخرى في البلاد، على أمل أن يتلاءم مع بيئاتها.