مسيرات حول العالم ضد دونالد ترامب

21 يناير 2017
إحدى المسيرات الكبرى ضد التهميش والتفرقة(واين تايلر/Getty)
+ الخط -
نحو 2.2 مليون شخص خرجوا إلى الشوارع في 600 مسيرة انطلقت في عواصم ومدن العالم، منها 400 في الولايات المتحدة، والتي أجمعت كلها على مناهضة أفكار وطروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمييزية والعنصرية ضد المهاجرين والأقليات والأعراق وحقوق النساء التي أطلقها وكررها في خطاباته خلال حملته الانتخابية.

وانتقدت المسيرات النسائية نظرة ترامب للنساء وتصريحاته المهينة واللامبالية عن التحرش. إلا أن المشاركين فيها كانوا من الجنسين ومن مختلف الأعمار والأطياف والأعراق.

مسيرات جماهيرية واسعة، لم يشهد العالم مثيلاً لها بعد تنصيب رئيس أميركي، انطلقت فكرتها من أميركا عشية انتخاب ترامب رئيساً، لكن انتشارها واتساع رقعتها في كل القارات، والتجاوب العالمي معها دليل على معارضة الناس لسياسات دولهم في قضايا مصيرية مختلفة، داخلية وخارجية.


وغطت وسائل الإعلام العالمية الحشود الرافضة للتمييز والعنف والحروب، ولخطابات ترامب وتصريحاته التي أقلقت فئات كثيرة من الشعب الأميركي، وأخافت المهاجرين والأقليات من الترحيل أو إعاقة تسوية أوضاعهم القانونية، وسط مخاوف في أميركا حيال السياسات المتعلقة بالصحة والتوظيف والرعاية.

 



أستراليا ونيوزيلندا


ودشن آلاف الأستراليين والنيوزيلنديين نساء ورجالاً مسيرات اليوم. إذ تظاهروا بالآلاف في سيدني وملبورن في أستراليا، وفي ولينغتون وأوكلاند في نيوزيلندا في "مسيرة النساء" الرافضة لما أبداه ترامب من "ازدراء إزاء النساء".

مشاركون يؤكدون ضرورة استقبال المهاجرين في أستراليا(ريسيب ساكار- الأناضول) 



وقف الحرب والعنصرية

بلغت ذروة المسيرات في واشنطن التي تعتبر واحدة من أكبر المظاهرات السياسية التي تشهدها العاصمة الأميركية على الإطلاق، وتجمع فيها نحو ربع مليون شخص في باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) حيث تم تنصيب قطب العقارات ترامب أمس.

كما انطلقت نحو 300 "مسيرة شقيقة" في مدن أخرى في الولايات المتحدة بينها نيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو وأوكلاند ولوس أنجليس وسياتل. وأعلن شعراء وكتاب في نحو ثلاثين ولاية أميركية ومدن في العالم عن قراءة نصوص أمام الحشود لإدانة ترامب.

ولفتت وسائل الإعلام إلى اختلاف الأعمار والأجيال المشاركة في المسيرات، حتى إن بعض الأسر كانت تشارك بثلاثة أجيال متعاقبة فيها. واعتبرت أن الشعارات المرفوعة توحد الناس جميعاً، لأنها تشدد على حقوق الإنسان من دون تمييز من أي نوع.

مسيرة مركزية في واشنطن (آرون برنشتاين/Getty) 


"باريس ضد ترامب"

هذا نموذج من اللافتات التي رفعها مشاركون في مسيرة احتجاجية ضد تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في العاصمة الفرنسية باريس.

وقالت صحف فرنسية إن نحو ألفي سيدة شاركن في هذه المسيرة دعما لـ"مسيرات الأخوات" ورفضا لأفكار وطروحات ترامب، خصوصا إزاء النساء والمهاجرين.

كما تظاهر المئات، معظمهم نساء، أمام مبنى الأوبرا في مدينة ليون الفرنسية للتعبير عن رفضه لترامب.


لندن... حقوق الإنسان وإنصاف المرأة

المسيرة الأكبر التي ضمت نحو 200 ألف متظاهر في العاصمة البريطانية لندن بحسب تقديرات الشرطة، شهدت تجمعاً كبيراً أمام السفارة الأميركية. واحتشدت تجمعات في نقاط أساسية من مناطق مختلفة، وانضم بعضها للمسيرة الأساس.

كما شارك رئيس بلدية لندن، صديق خان، في المسيرة، معرباً للصحافة عن فخره بالسير إلى جانب النساء والرجال للتأكيد على مدى تقديرنا لحقوق المرأة التي يجب أن تنالها.

من المسيرات في لندن  (دان كيتوود/Getty) 



برلين... التعددية أساس قوتنا

وأمام بوابة براندنبورغ التاريخية في مدينة برلين، احتشد المئات من النساء والرجال أمام البوابة الشهيرة حاملين لافتات تندد بالكراهية ونشر الخوف والخطاب السياسي الشعبوي، ورفض أفكار اليمين المتطرف المعادية للمهاجرين والأقليات.

وحمل بعضهم صورًا ذات وجهين، الوجه الأول لسيدة محجبة بعلم الولايات المتحدة تعبيراً عن الدفاع عن المسلمين، والوجه الثاني يعبر عن تضامن مع السود الذين كانوا هدفًا للتشويه خلال الحملة الانتخابية. كما حمل آخرون لافتات مكتوب عليها: "التعددية هي أساس قوتنا".


وفي أفريقيا، انطلقت العديد من المسيرات، إحداها مسيرة في العاصمة الكينية نيروبي التي توضح أسباب مشاركة الأفريقيات في مسيرات من هذا النوع، مؤكدة رفضها للعنف الذي يطاول النساء الأفريقيات جسدياً ونفسياً، إضافة إلى تهميشها وإبعادها عن مواقع القرار في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية.


ولم تقتصر المسيرات على المدن المأهولة، بل وصل التأييد والمشاركة إلى القطب الجنوبي.


 
وتوجهت منافسة ترامب الديمقراطية، هيلاري كلينتون، بالشكر للمشاركات والمشاركين في المسيرات في أميركا والعالم، وكل من وقف وعبر عن رأيه، وقالت في إحدى تغريداتها على صفحتها على "تويتر": "أؤمن بحق أن قوتنا في اتحادنا".



وكانت المسيرات سلمية على عكس المظاهرات التي خرجت في شوارع واشنطم أمس خلال وبعد حفل تنصيب دونالد ترامب، والتي شابها اعمال فوضى وتكسير لواجهات المحال التجارية.

وتصدت الشرطة للمتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه.

(العربي الجديد)