مسلسل "لو": فشل المخرج ونجح الممثّلون

16 يوليو 2014
مشهد من مسلسل "لو"
+ الخط -
تتّجه أحداث مسلسل "لو" إلى التصعيد مع اقتراب نهاية شهر رمضان. إذ تقع الأعمال الدرامية، المُحاصَرة بثلاثين حلقة، أسيرة في يد المخرج، الذي تحوّل إلى اختراع الأحداث الإضافية لضرورات مدّ عمله إلى ثلاثين حلقة.
ووقع المخرج وفريق العمل كلّه، في فخّ التطويل الذي لم يعد يستهوي متابعي الدراما الرمضانية. لأنّ الأحداث تدور بين نماذج فهمها أو تعرّف إليها في الحلقات الأولى من المسلسل، مقرونة بنهايات واضحة معروفة سلفاً، بعدما تبيّن أنّ المسلسل مقتبس من فيلم Unfaithful لريتشارد غير، من إنتاج العام 2002.

ويبدو أنّ الشركة المنتجة تقع مرّة جديدة في ورطة استسهال الأعمال الدرامية، أو حتّى نقل السيَر الذاتية. وربما هذا ما يقلّل من أهمية أعمالها الخفيفة التي يتقبّلها المشاهد البسيط، لكنها تبقى دون المستوى البنائي للقصة والسيناريو والحوار، وحتّى دون المستوى في معالجة التفاصيل الدرامية.
فبعد انتقادات لاذعة طاولت شركة الصبّاح وفشلها في تقديم وجبة متكاملة بعد مسلسل"ليالي" في العام 2009 (بطولة زينة، وسيناريو مشوّه حول جريمة قتل الفنانة اللبنانية الراحلة سوزان تميم)، وبعد وقوعها، لاحقاً، في فخّ الاستخفاف بسيرة حياة الفنّانة صباح عبر مسلسل "الأسطورة" في العام 2011، اتّجهت هذا العام إلى مسلسل "لو". وعوّلت على نجومية الفنان عابد فهد، بعد نجاح تجربته في "لعبة الموت" العام الماضي، وتحقيق المسلسل نجاحاً كبيراً في لبنان والعالم العربي. ووظّفت، إلى ذلك، حضور الممثل يوسف الخال، واستعانت بقدرات نادين نسيب نجيم. إلا أنّها وقعت مرّة ثالثة ضحية سوء الاقتباس، من خلال الأحداث التائهة، والربط غير المقنع في نقل مجريات الأحداث من العمل الأصلي.

بدا المسلسل مقبولاً لدى المشاهد العادي، وحقّق نسبة مشاهده جيّدة. فالقصة والتصوير والهدوء في الأحداث دون تعقيدات متعبة، كان لصالحه. لكنّه افتقد في المقابل إلى الحبكة التقنية الإنسانية في تعامل الشخصيات مع بعضها البعض. وكان هناك خلل في النصّ وطريقة الإخراج التي اعتمدها سامر البرقاوي، الذي حوّل العمل عن مساره، لكنّه لم يقلّل من أهمية الممثلين، وأداء أدوارهم التي بيّنت احترافاً عالياً قوّضه تحريك المخرج لهم بصورة غير متماسكة، مملّة أحياناً.
أبطال العمل نفّذوا كلّ ما طُلِبَ منهم بالحرف، ولا علاقة لهم بما كُتِب، أو بما أضافه المخرج أو السيناريست. وهم قبلوا بأدوارهم وبنوا "كاراكتيراتهم" على الرسم الهندسي للنصّ، فانتهوا ضحايا سوء الاختيار. إذ فات المخرج اكتساب تجربة جديدة من جمع فنانين مصريين وسوريين ولبنانيين تحت سقف عمل درامي واحد.
كما راح المخرج يعالج الخيانة الزوجية داخل المجتمع العربي، رغم أنّ القصة مقتبسة من فيلم أميركي، حيث المجال مفتوح أكثر لطرح الخيانة بكثير من الانفتاح. وفي النسخة الهوليودية تمّ نقل الإشكالية بأمانة، من واقع أميركي ورؤية غربية لينتهي الفيلم الأصلي بأن يقتل الزوج المغدور عشيق زوجته المتيّم.
دون شكّ فإنّ ضعفاً واضحاً خرج به "لو" في المعالجة الدرامية، والطرح، وحتّى الالتزام الذي يُفترَض أن يُراعي أحداث القصّة الحقيقية، أو على الأقلّ أن يقلّل من الهفوات التي تنتج عن الاستنساخ. وكل هذا انعكس سلباً في طريقة اجترار الأحداث وتوظيفها. 

دلالات
المساهمون