مسجد القبّة في غزّة يتحوّل إلى مزار

28 ابريل 2014
مسجد القبة .. "من المصدر"
+ الخط -

يتوقف الغزيّون والزوار أمام التصميم الهندسي لمسجد القبة الواقع على الطريق الساحلي غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. كيف لا، وقد بني على شكل قبة عملاقة. لطالما أراد المقاول عبد الله أبو طه (41 عاماً)، تصميم هذا البناء وتنفيذه، علماً أنه لم يدرس الهندسة المعمارية.

ورث أبو طه، هذا الشغف عن والده وجدّه، اللذين ساهما في بناء عدد من المساجد في غزة. يقول: أنجزت تصميم المسجد على شكل قبة واحدة، حتى تحول إلى بناء فريد لا مثيل له في فلسطين. بداية، عرض الفكرة على إخوته الذين شاركوه الحلم، بقي عليهم تحديد الموقع، فاختاروا منطقة المواصي الواقعة غرب مدينة خان يونس على الطريق، التي تصل شمال القطاع وجنوبه.

يلفت عبد الله، إلى أن "إقامة مسجد في منطقة سيطرت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة، وتحديداً منذ احتلال غزة عام 1967، كان يحتاج إلى إرادة قوية". وما تحقق هو مَعلم معماري مميز بقبة دائرية بمساحة 520 متراً، خالية من الأعمدة تماماً، بارتفاع 18 متراً وقطر 26 متراً.

ويؤكد أبو طه، تنفيذ المسجد بجهد شخصي، إضافة إلى بعض المبادرات الشخصية. ويضيف أنه "على الرغم من الظروف، خرج المسجد من قلب الحصار ليثبت قدرة الفلسطيني على التحدي والإبداع".
شهد بناء المسجد فترة توقف، استمرت ثلاث سنوات جراء الحصار وعدم توافر المواد الخام. ويشير أبو طه، إلى أن "جميع المواد المستخدمة في بناء مسجد القبة، وصلت إلى غزة عبر الأنفاق وبأسعار مضاعفة، ما زاد الكلفة الإجمالية للبناء، التي وصلت إلى 200 ألف دولار". وفي النهاية، تحقق حلمه الذي أراد من خلاله مقاربة تصميم قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.

يقول أبو طه: إن المسجد الخالي من الأعمدة يوفر مساحة كبيرة، حتى أنه يستوعب أكثر من ألف مصل. ويلفت إلى أنه "تمت مراعاة أمور عدة عند التنفيذ، لمنع صدى الصوت الناتج عن المساحة الكبيرة الفارغة، وذلك من خلال استخدام مواد معينة ساهمت في تكسير الموجات الصوتية، وتوزيعها في كل الاتجاهات بطريقة علمية.

ويشير عبد الله، أن هناك خطة لتطوير المسجد، ليضم مركزاً لتحفيظ القرآن، وإنشاء جمعية خيرية لمساعدة المحتاجين من أهالي منطقة المواصي. بات المسجد اليوم معلماً يعرفه الجميع في قطاع غزة، حتى أنه يستطقب الزوار الذين يأتون لرؤيته والصلاة فيه.

 

 

 

دلالات
المساهمون