في عين مستير، بالقرب من صونين بمحافظة بنزرت (61 كلم عن العاصمة التونسية شمالا)، تعانق الصخور الرمال، فترتطم الأمواج بالصخور. وبين سحر الجبال وجمال البحر، تنساب مياه باردة عذبة تنهمر من عمق الجبال، ويخرج من رحمها طين طبيعي، يأخذ منه الوافدون القليل، لطلي وجوههم المتعبة التي أرهقها صخب وتلوث المدينة، ودخان المصانع.
القليل من الطين الطبيعي كافٍ لإزالة الإرهاق. أما سحر المكان، فيبعد عنك الأرق، وينسيك الضوضاء، وحرارة الطقس، وبشاعة المباني المتراصة يمينا وشمالا.
هنا ومن عمق الجبال، تنهمر مياه عذبة، باردة، وتأسرك كهوف ومغاور من الحجارة، فقد نحتت الطبيعة مشهدا خلابا، فريدا من نوعه، بقي فيه المكان ساحرا جميلا، ذا مشاهد طبيعية عذراء، وكأنها تقول: من قال إن الجنة ليست على الأرض؟
يطلق على مدينة بنزرت اسم "بندقية أفريقيا"، لأنها تشبه مدينة البندقية الإيطالية، تطل بشموخ على البحر الأبيض المتوسط، وتحتوي على عدة مناطق ومدن جميلة تشتهر بشواطئها الخلابة، والساحرة كصونين وعين مستير، وكاف عباد، وغار الملح ورفراف وراس الجبل، وكاب زبيب ومامي...
خلال هذه الفترة من كل سنة، يكثر الإقبال على أغلب هذه المناطق، وتزدحم الشواطئ بالوافدين القادمين من عدة مدن تونسية، وحتى من بلدان مجاورة، فتنتشر المقاهي والمطاعم. أما على جوانب الطرقات، فيبرع السكان المحليون في شواء الذرة، وتفوح رائحة الأسماك، والغلال الصيفية التي يتم اقتطافها من البساتين الممتدة على عشرات الكيلومترات.
في عين مستير، وبعد أن ينعم المصطافون بالسباحة في المياه الصافية، يتجهون إلى الجبال، ليغسلوا أجسادهم بالمياه الطبيعية الباردة، المتدفقة من أعالي السفوح، والتي يبدو أنها تعالج عدة أمراض، كالبرد والروماتيزم.
يخيّر بعض الزوار بين التوجه إلى المغاور لالتقاط الصور التذكارية، وبين التجمل بالطين الطبيعي او الاستحمام بالمياه الباردة، خاصة بعد ساعات من السباحة في البحر.
مريم البوسعيدي، 70 عاماً، من محافظة باجة، كانت تجلس داخل إحدى المغاور التي تنسكب منها المياه العذبة، محاولة الاستحمام بالمياه الباردة، فهي تعتقد- كغيرها من الزوار- أنها شفاء من عديد الأمراض، وخير دواء للجسم.
تؤكد لـ"العربي الجديد"، أنها تزور هذا المكان للمرة الثانية، مبينة أن ما يميزها هو شواطئها التي تزخر بالعيون الطبيعية، كما أن هذا المكان أقل اكتظاظا من شواطئ أخرى كسيدي علي المكي ورفراف وغار الملح.
أما أماني بن محمود، ابنة الـ14 ربيعا، فقد كانت تحاول جمع بعض الطين. ورغم أن المكان كان لزجاً بسبب المياه المنهمرة من الجبال، إلا أنها بدت مصرّة على جمع بعض الطين، وسرعان ما وضعت قناعاً على وجهها، وكانت تبدو في قمة السعادة.
وتوضح أماني لـ"العربي الجديد"، أنها سمعت الكثير من الحكايات عن عين مستير، ولكنها لم تكن تتوقع أن تكون بهذا الجمال.
وقاطعتها قريبتها سعاد القادمة من إيطاليا في إجازة، لتقول إن المكان أعجبها كثيرا، وأنها بمجرد أن نشرت صورا لعين مستير عبر صفحتها في الفيسبوك، فإن عديد الأصدقاء شاركوها التعاليق التي أجمعت على روعة المكان، ونقاوة البحر، وسحر الجبال المحيطة به.
اقــرأ أيضاً
هنا ومن عمق الجبال، تنهمر مياه عذبة، باردة، وتأسرك كهوف ومغاور من الحجارة، فقد نحتت الطبيعة مشهدا خلابا، فريدا من نوعه، بقي فيه المكان ساحرا جميلا، ذا مشاهد طبيعية عذراء، وكأنها تقول: من قال إن الجنة ليست على الأرض؟
يطلق على مدينة بنزرت اسم "بندقية أفريقيا"، لأنها تشبه مدينة البندقية الإيطالية، تطل بشموخ على البحر الأبيض المتوسط، وتحتوي على عدة مناطق ومدن جميلة تشتهر بشواطئها الخلابة، والساحرة كصونين وعين مستير، وكاف عباد، وغار الملح ورفراف وراس الجبل، وكاب زبيب ومامي...
خلال هذه الفترة من كل سنة، يكثر الإقبال على أغلب هذه المناطق، وتزدحم الشواطئ بالوافدين القادمين من عدة مدن تونسية، وحتى من بلدان مجاورة، فتنتشر المقاهي والمطاعم. أما على جوانب الطرقات، فيبرع السكان المحليون في شواء الذرة، وتفوح رائحة الأسماك، والغلال الصيفية التي يتم اقتطافها من البساتين الممتدة على عشرات الكيلومترات.
في عين مستير، وبعد أن ينعم المصطافون بالسباحة في المياه الصافية، يتجهون إلى الجبال، ليغسلوا أجسادهم بالمياه الطبيعية الباردة، المتدفقة من أعالي السفوح، والتي يبدو أنها تعالج عدة أمراض، كالبرد والروماتيزم.
يخيّر بعض الزوار بين التوجه إلى المغاور لالتقاط الصور التذكارية، وبين التجمل بالطين الطبيعي او الاستحمام بالمياه الباردة، خاصة بعد ساعات من السباحة في البحر.
مريم البوسعيدي، 70 عاماً، من محافظة باجة، كانت تجلس داخل إحدى المغاور التي تنسكب منها المياه العذبة، محاولة الاستحمام بالمياه الباردة، فهي تعتقد- كغيرها من الزوار- أنها شفاء من عديد الأمراض، وخير دواء للجسم.
تؤكد لـ"العربي الجديد"، أنها تزور هذا المكان للمرة الثانية، مبينة أن ما يميزها هو شواطئها التي تزخر بالعيون الطبيعية، كما أن هذا المكان أقل اكتظاظا من شواطئ أخرى كسيدي علي المكي ورفراف وغار الملح.
أما أماني بن محمود، ابنة الـ14 ربيعا، فقد كانت تحاول جمع بعض الطين. ورغم أن المكان كان لزجاً بسبب المياه المنهمرة من الجبال، إلا أنها بدت مصرّة على جمع بعض الطين، وسرعان ما وضعت قناعاً على وجهها، وكانت تبدو في قمة السعادة.
وتوضح أماني لـ"العربي الجديد"، أنها سمعت الكثير من الحكايات عن عين مستير، ولكنها لم تكن تتوقع أن تكون بهذا الجمال.
وقاطعتها قريبتها سعاد القادمة من إيطاليا في إجازة، لتقول إن المكان أعجبها كثيرا، وأنها بمجرد أن نشرت صورا لعين مستير عبر صفحتها في الفيسبوك، فإن عديد الأصدقاء شاركوها التعاليق التي أجمعت على روعة المكان، ونقاوة البحر، وسحر الجبال المحيطة به.