مستغلاً الهدنة... النظام السوري يضغط على شباب السويداء للالتحاق بقواته

13 يوليو 2017
النظام يحاول تعويض خسائره البشرية (بولنت كيليش/ فرانس برس)
+ الخط -
نشط النظام السوري، خلال الأيام الماضية، عبر موالين له في محافظة السويداء جنوب سورية، مستخدما الترهيب والترغيب، في محاولة جديدة منه للضغط على شباب المحافظة للالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية، مستغلا الإعلان الأميركي - الروسي عن وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، والذي ضم القنيطرة ودرعا والسويداء، حيث تخلصت قواته من عبء جبهة كبيرة.


وتفيد مصادر مطلعة، من محافظة السويداء، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "النظام حرّك أزلامه في المحافظة للتواصل مع العائلات والشباب المتخلف عن الخدمة العسكرية، ضمن خطاب فحواه أن المعركة انتهت في الجنوب السوري، وأن النظام تخلص من عبء جبهة كبيرة، واليوم سيتفرغ لملاحقة من لم يقف معه، خلال السنوات الماضية، وهو يقصد الشباب الممتنع عن الخدمة العسكرية، قائلا إن كل من فر من الخدمة العسكرية سيُتهم بالخيانة العظمى، وكل من تخلّف سينال عقوبته بحسب القانون، إن لم يسارعوا إلى تسوية أوضاعهم والالتحاق بالخدمة العسكرية في صفوف القوات النظامية".

من جانبه، قال مصدر من الأمن الداخلي، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "وزارة الداخلية التابعة للنظام تعمم بشكل يومي وبنشرات شرطية، أسماء المطلوبين، إن كان للخدمة العسكرية أو لأسباب أمنية من محافظة السويداء"، لافتا إلى أن "هناك تحركات داخل أجهزة النظام تؤشر إلى أنهم يحضرون لشيء ما، عبر مسائل صغيرة كمصادرة الدراجات النارية غير المرقمة، والتي انتشرت بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة، لما شكلته من وسيلة نقل رخيصة التكلفة، وهي مقدمة لعمليات أكبر، بحجة مكافحة التهريب أو المخدرات أو السرقة وغيرها من المسائل المخالفة للقانون، والتي تمت رعايتها من أجهزة معينة ومليشيات أجنبية، تحت شعار إعادة فرض هيبة الدولة".

وتوقّع المصدر أن "تشهد السويداء، خلال المرحلة المقبلة، عمليات دهم للمحافظة تقوم بها قوات العمليات الخاصة والأجهزة الأمنية، وقد تكون مدعومة من مليشيات أجنبية تستهدف قرى على أطراف المحافظة، تتم فيها عمليات دهم وتمشيط للقرية بالحجج السابقة، المرفوضة مجتمعيا، فيعتقلون في طريقهم المطلوبين للخدمة العسكرية".

من جانبه، قال أحد الوجهاء المحليين في السويداء، في حديث لـ"العربي الجديد"، "نحن في محافظة السويداء أخذنا منذ بداية الصدام العسكري في سورية موقفا واضحا، وهو الحياد، وقلنا إن دم السوري على السوري حرام، ووقفنا مع أبنائنا لحمايتهم من أن يجبَروا على القتال، فبقينا في أرضنا نعمل ونحافظ على مؤسسات الدولة، كما استقبلنا عشرات آلاف العائلات من مختلف المناطق السورية، يقيم منهم أكثر من 18 ألف عائلة بشكل دائم في السويداء، التي مازالت المنفذ الرئيسي لاحتياجات أهلي درعا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام".

وتابع "ولموقفنا السابق، امتنع الشباب عن الخدمة العسكرية، ويقول النظام إن عددهم فاق الـ45 ألف شاب، ويحاول دائما عبر أجهزته المزايدة علينا والتلميح باتهامنا بالجبن والخيانة وغيرها من الصفات، ولكن يكفي أن نذكّره بتاريخ أبناء هذه المحافظة من مقاومة الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي وما قدمته المحافظة طوال الحروب التي شهدته المنطقة مع العدو الصهيوني، ليعلم ما هي خياراتنا".

وأضاف "طالما الوضع في سورية هكذا، سنكون بعيدين قدر ما نستطيع عن الصراع العسكري، وقد وأدنا الكثير من الفتن مع جارتنا درعا، لكي لا ننزلق في الصراع، وأرجو أن لا يجبرنا النظام على مواجهة معه، خاصة فيما يخص الخدمة العسكرية، وهو يعلم موقفنا اليوم. المحافظة تغص بالسلاح، وهناك توافق مجتمعي على رفض الخدمة العسكرية، وما زلنا في حال اعتقال أي شخص للتجنيد الإجباري نخرجه من أي فرع، ولا أحد يستطيع اليوم أن يعلم ما سينتج في حال قام النظام بمثل هذا الإجراء، لكن باعتقادي ستكون النتيجة بحجم السبع سنوات الماضية، واليوم عندما تسأل أي شاب مطلوب للخدمة عن مسألة اقتياده للخدمة العسكرية يقول لك إذا كان لا بد من الموت فسأموت في السويداء ولكن لست وحيدا، في إشارة إلى من سيحاول إجباره على الخدمة".

وختم المصدر حديثه "اليوم مسألة الخدمة العسكرية مختلف عليها، وقد تكون سببا لصدام جديد، أعتقد أنه من الأفضل اليوم تحويل الجيش إلى جيش محترف يقوم على نظام التطويع بكامل رغبته، فيكفينا تجربة 50 سنة من الفشل والفساد، أو أن يقر قانون البدل الداخلي بما يتناسب مع دخل العائلة السورية، فيخرج النظام نفسه من هذا المأزق ويجنبنا صراعا جديدا لا فائدة منه".

المساهمون