وفي التفاصيل، يحكي والد المريض، أنّ البداية كانت عندما انتبه إلى وجود جروح متعددة على جسم نجله (32 عاماً)، غير متزوج، فقام بعرضه على عدد من الأطباء، ليتم في النهاية تشخيص مرضه، حين أبلغه أحد الأطباء أنه مريض بالإيدز، ولا بد من نقله إلى المستشفى بسرعة.
نزل الخبر على الأسرة كالصاعقة، لتبدأ رحلة البحث عن علاجه، فتم عرضه على عدد من المستشفيات الخاصة والاستثمارية بقصد علاجه وحجزه، من بينها مستشفى القصر العيني "الفرنساوي"، إلا أنها كلها رفضت استقباله، خوفًا من العدوى وانتشار المرض، كما أن أفراد أسرته بدؤوا ينفرون منه.
وبحسب رواية الوالد، فإن أحد الأطباء نصحه بنقل ابنه إلى مستشفى الحميات بالعباسية شرق القاهرة، لكونه متخصصاً في تلك الحالات، وبعد نقله بـ 48 ساعة وحجزه، قامت إدارة المستشفى بإخراجه، حيث تم نقله بسيارة إسعاف إلى مقر سكنه من جديد، ما أثار موجة من الخوف والقلق في صفوف ساكنة العمارة، بعدما انتشر خبر إصابته بالإيدز.
لم يكن أمام الأب خيار سوى حبسه داخل الشقة التي يقيم بها، كما قام معظم سكان العقار بترك المكان، وبقي الأب يتردد بين الحين والآخر على ابنه لجلب الطعام له، بعد تحصين نفسه بوضع "قفازات" بيده و"كمامات" على وجهه، خوفاً من العدوى.
وإزاء هذا الوضع، تقدم الأب بعدة بلاغات للمسؤولين لإنقاذ ابنه وتوفير ظروف علاج لحالته، كما حاول التواصل مع القنوات الفضائية، لكن دون الوصول لحلول من الجهات المسؤولة.
يذكر أن هناك تقارير طبّية، تؤكد أن عدد مرضى الإيدز في مصر تخطى الـ 11 ألف مريض، فيما ترى وزارة الصحة أنّ عددهم 8 آلاف فقط، من بينهم 82 في المئة للرجال و18 في المئة للسيدات، وغالبية المصابين ما بين 15 و50 عامًا، ولا توجد سوى 4 مستشفيات حكومية فقط مهيأة لاستقبالهم، وهي الحميات بالعباسية وحميات إمبابة والإسكندرية وطنطا، حيث تم إنشاء تلك المستشفيات بمنحة من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، إلا أن أقسام تلك المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى الإيدز تحولت إلى خرابة، في ظل عدم وجود أدوية ولا أسرّة أو أطبّاء وممرضين لاستقبال الحالات.