عقد مركز "معنى" للعلاج النفسي والإرشاد، يوماً دراسياً في مستشفى الناصرة، بعنوان "كلام الجسد جسد الكلام"، بمشاركة عشرات الاختصاصيين النفسيين من الداخل الفلسطيني ومناطق السلطة الفلسطينية.
وضم اليوم الدراسيّ نقاشاً لفهم الاتصال والانفصال بين الجسد والنفس، واختلاط لغاتهما في غرف العلاج النفسيّ والطبيّ على حدٍّ سواء، واقتراح حيّز للتأمّل والحوار المهني حول مكان ومكانة الجسد في العيادة النفسيّة.
وتزامن اليوم الدراسي مع انطلاق "معنى" كمركز معترف به في علم النفس العيادي داخل مستشفى عربي في الداخل الفلسطيني، وشارك فيه المحلّل النفسيّ البريطاني فخري دافيدس، الذي افتتح الجلسة الأولى باعتباره محاضراً ومشرفاً في جمعيّة التحليل النفسيّ البريطانيّة، فضلاً عن متحدّثين محليّين.
وقال الاختصاصي النفسي في مستشفى الناصرة، مصطفى قصقصي: "تناول اليوم الدراسي العلاقة المركبة والمثيرة للاهتمام بين الجسد والنفس، خاصة في سياق العلاج النفسي، وتم اختيار الموضوع لأهميته في النموذج الطبي للعلاج الذي تغلب عليه ثنائية غير متصلة بين الجسد والنفس، بحيث لا يتم النظر إلى المعاناة الجسدية ضمن إطار أوسع يشمل النفس، كما يشمل المجتمع".
وأضاف أن اليوم الدراسي "هدف إلى استكشاف الاتصال والانفصال بين الجسد والنفس، سواء في المعاناة النفسية أو الجسدية. نعرف أن هناك كثيراً من المعاناة الجسدية التي لا يتم الحصول على تشخيص طبي عضوي لها، وفي المقابل هناك العديد من الصعوبات النفسية التي يكون الجسد فيها لاعباً أساسياً ومؤثراً. هذا اليوم الدراسي يسعى إلى إعادة الاعتبار للجسد في الصحة النفسية".
وقالت مديرة مركز "معنى"، نجلاء أسمر: "هذا اليوم الدراسي الأول للمركز. الجسد هو اللغة الأولية لكينونتنا البشرية، ويحتضن كل الاضطرابات والعوارض، ولهذا اخترنا الموضوع لانطلاقتنا. نأمل أن نتمكن سنوياً من تنظيم مؤتمر لرفع الوعي بقضية الصحة النفسية".
وأضافت أسمر أن "هناك نقاشاً بين طبيب الجسد وطبيب النفس لكل الاضطرابات الجسدية التي لا يوجد لها تفسير. عملياً المؤتمر حول عوارض جسمانية لا يوجد لها تفسير طبي، وأجسادنا تعرضها لنا حتى تلفت انتباهنا لأمور لا نعيها".
وقال الاختصاصي النفسي إياد فهمي العزا، من مدينة الخليل: "حضورنا اليوم لهذا المؤتمر في مستشفى الناصرة كان بناءً على دعوة من رابطة السيكولوجيين العرب في الداخل الفلسطيني، ولمشاركة وتبادل الخبرات التي تركز على مواضيع الصحة النفسية وقضاياها، ووقاية العقل بالجسد، والعلاقة المتبادلة بينهما".