وكشف سويدان في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ "الرئيس محمود عباس وجه رسالة لترامب شرح فيها خطورة نقل السفارة، وحذّر من تداعيات تنفيذ النقل، معرباً عن أمله في أنّ "يُحسن ترامب وفريقه الرئاسي قراءتها ويعيد النظر في وعوده وتهديداته".
وقدّر سويدان أنّ يستجيب ترامب "لخطاب العقل والحكمة وأن لا يدفع الأمور باتجاه انفجار سياسي وشعبي كبير ستتضرر منه أيضاً الولايات المتحدة الأميركية"، مؤكداً أنّ "الأمر ينطوي على خطورة بالغة، وفيه تجرُؤ على القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني وميثاق الأمم المتحدة".
ولفت القيادي في "فتح" إلى أنّ نقل السفارة للقدس "يهدد الأمن والسلم الدوليين، فقضية فلسطين قضية عالمية ودولية ومن شأنّ أي خطوة ضد الحقوق الفلسطينية أنّ تحدث أزمة عالمية، ويترتب عليها ردود فعل فلسطينية وعربية وربما دولية".
وقال سويدان: "شعبنا الفلسطيني لم يكن يوماً معدوم الخيارات، وجاهز لتقديم التضحيات، والمواجهة والدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة"، محذّراً كذلك من أنّ "أي خطوة أميركية في هذا الاتجاه "ستدمر عملية السلام وستعجلنا كفلسطينيين مرغمين على إعادة النظر في مجمل عملية السلام والاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي برعاية أميركية".
وشدد على أنّ نقل السفارة سيدفع الفلسطينيين إلى "إعادة النظر في مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة، وإعادة النظر في مجمل الاتفاقيات الموقعة معها"، لافتاً كذلك إلى ضرورة مجابهة وعد ترامب لإسرائيل بالحيلولة دون إصدار أي قرار في مجلس الأمن يدين الاحتلال.
وأكدّ أنّ القيادة الفلسطينية لن تعدم الخيارات، ولديها القدرة على التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة ودعوتها للانعقاد وفق القرار 377 تحت شعار "متحدون من أجل السلام" والذي يفوض الجمعية العامة بالنيابة عن مجلس الأمن في اتخاذ إجراءات وتدابير دولية.
وأضاف سويدان: "سنتوجه إلى مجلس حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية، وسندعم جماعات المقاطعة ضد إسرائيل والتي لوحظ نشاطها الكبير في الولايات المتحدة ونجاحها، وينبغي أنّ يتم تطوير عملها وتعزيز خطواتها لتشكيل حالة من الرأي العام الأميركي المناهض لسياسات ترامب وحكومة إسرائيل العدوانية".
ودعا مستشار الرئيس الفلسطيني إلى العمل الجاد من أجل الوصول إلى مصالحة فلسطينية حقيقية لمواجهة التحديات القائمة والمتوقعة، وحذّر من استغلال بعض الأطراف للانقسام الفلسطيني في تمرير خطوات تضر القضية الفلسطينية وثوابتها.