ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط بشكل كبير مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من ثلاث سنوات، حيث تمكن اتفاق منظمة "أوبك" من خفض المخزونات العالمية بملايين البراميل، ويراهن المستثمرون على صعود كبير للأسعار لتتجاوز 80 دولاراً للبرميل، أو ربما تصل إلى 90 دولاراً هذا العام.
وتجاوز خام القياس العالمي مزيج برنت، وهو الخام المرجعي المسعر به ثلثا النفط العالمي، 78 دولاراً للبرميل مسجلاً أعلى مستوياته منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بينما سجلت العقود الآجلة للنفط الأميركي مستوى مرتفعاً عند أقل قليلاً من 72 دولاراً للبرميل.
لكن الأسواق الحاضرة لشحنات النفط تروي قصة مختلفة. فالأسعار الفورية للخام عند أشد مستويات الانخفاض في سنوات قياساً بالأسعار الآجلة، نظرا لضعف الطلب من المصافي في الصين وتراكم الشحنات في أوروبا.
ويواجه البائعون صعوبات في إيجاد مشترين لشحنات غرب أفريقيا وروسيا وكازاخستان، بينما تؤثر مشكلات خطوط الأنابيب على تدفق الإمدادات في غرب تكساس وكندا.
فالاختلاف ملحوظ نظراً لأن الأسواق الحاضرة عادة ما ينظر إليها على أنها مؤشر أفضل للعوامل الأساسية في الأجل القصير. ويقول تجار الخام الذين يبيعون شحنات إلى مصاف في مختلف أنحاء العالم، إن المضاربين لا يقفون على أرض صلبة وهم يدفعون أسواق العقود الآجلة فوق 70 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام، بفعل القلق من شح الإمدادات من فنزويلا والتأثير المحتمل لعقوبات أميركية على الإمدادات من إيران.
ووضع المستثمرون رهانات قياسية بملايين الدولارات في سوق الخيارات، على مزيد من الصعود على خلفية تنامي التوترات الجيوسياسية، وبصفة خاصة في إيران والسعودية وفنزويلا، والهبوط العالمي في الإمدادات.
وقال تاجر نفط من الولايات المتحدة، لرويترز، لدي شركة عالمية لتجارة السلع الأولية "من يتداولون العقود الآجلة لديهم اعتقاد بأنه سيكون هناك سحب من المخزونات، وسحب كبير في الطريق"، مضيفاً أن الطلب ربما يرتفع مع انتهاء فترات صيانة المصافي العالمية.
وتابع "خلال الأسابيع القليلة القادمة، يجب ألا نرى فائضاً في الأسواق العالمية، لكن إذا لم يتحقق ذلك، فسنواجه متاعب".
وقال جريج شيرناو، مدير محافظ السلع الأولية لدى بيمكو، التي تتوقع أن تتجاوز أسعار النفط 80 دولاراً في الأجل القصير، "من المرجح أن يفاقم أي خفض في الإمدادات الإيرانية العجز في السوق، وهو ما يشير إلى ضغوط صعودية على الأسعار".
وفي الأسابيع التي سبقت قرار ترامب، وضعت صناديق التحوط وآخرون كما قياسياً من الرهانات على صعود عقود الخيارات للنفط الخام.
ويحوز تجار الآن عقود خيارات بنحو 21.3 مليون برميل، ستحقق عائداً إذا بلغت عقود برنت للتسليم في ديسمبر/كانون الأول 90 دولارا للبرميل في أواخر أكتوبر/تشرين الأول. وستبلغ الرهانات على الخام الأميركي 85 دولارا للبرميل في منتصف يونيو/حزيران، وهي الآن عند مستوى قياسي فوق 14 ألف عقد. وقال سكوت شيلتون، سمسار العقود الآجلة للطاقة مع آي.سي.إيه.بي في دورهام بنورث كارولينا، هذه الرهانات تمت نظرا لطلب قوي، وليس فقط خشية عدم استقرار سياسي.
وبلغ خام الأورال الروسي أدنى سعر له في سبع سنوات مقابل خام برنت المؤرخ، بينما انهار خام كازاخستان هذا الشهر إلى أضعف مستوياته منذ منتصف 2012. فيما سجلت شحنات خام غرب أفريقيا المتجهة إلى آسيا في أبريل/نيسان أدنى مستوياتها في خمسة أشهر نظراً للتكدس في الموانئ الصينية.
(العربي الجديد، رويترز)