تشهد العلاقات التونسية المغربية منذ فترة حالة من البرود السياسي، بعدما أشيع عن رفض الملك المغربي محمد السادس، استقبال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أثناء زيارته للمغرب نهاية الشهر الماضي، بسبب رفض الأخير إدراج فقرة في البيان المشترك تؤيد مغربية الصحراء. ولم تُبد تونس أي موقف رسمي تجاه هذا الأمر، وكذلك المغرب، بما فهم أنه محاولة لتطويق أزمة محتملة. وتعمل الدبلوماسية المغربية على رتق الصدع الذي أحدثته زيارة الشاهد خلال شهر يونيو/حزيران الماضي إلى المغرب، فعلى الرغم من توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين البلدين، إلا أن رفض ملك المغرب محمد السادس استقبال رئيس حكومة تونس أثار تساؤلات كثيرة، في غياب أي توضيح يذكر من الديوان الملكي أو الخارجية المغربية.
وكان الشاهد قد اكتفى في زيارته بلقاء نظيره المغربي سعد الدين العثماني، ورئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، قبل العودة إلى تونس بنقاط استفهام كثيرة. كما بيّن مصدر من وزارة الخارجية التونسية، أن "الشاهد رفض إدراج فقرة تتضمن اعترافاً تونسياً ضمنياً بمغربية الصحراء الغربية، أصرّ الطرف المغربي على تضمينها في البيان الختامي للجنة العليا التونسية المغربية. وهو ما أثار حفيظة الملك محمد السادس واعتبره انحيازاً مبطّناً للجزائر".
وبدا وكأن الشاهد تفادى أي إشارة إلى موضوع الخلاف التاريخي المغربي الجزائري، وذلك مراعاة للعلاقات التونسية الجزائرية، التي تعتبر متميزة بالإضافة إلى التزامه الموقف الدبلوماسي التونسي التاريخي، المتمثل في عدم الانحياز إلى أي طرف في ما يتعلق بقضية الصحراء.
وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر تونسية لـ"العربي الجديد"، عن أن "سفيرة المغرب في تونس، لطيفة أخرباش، تكثف تحركاتها لتوضيح الموقف المغربي من هذه الأزمة". ولفتت المصادر إلى أن "سفيرة المغرب توجّهت إلى البرلمان التونسي وشرحت الأسبوع الماضي، موقف المغرب مما حدث"، معتبرة أن "تهويلاً إعلامياً أحاط بالزيارة التي كانت إيجابية". وبيّنت أخرباش أن "العبارة التي وردت في نصّ البيان، تتمثل في تحية تونس لجهود المغرب لإيجاد حلول سياسية وحوار تحت رعاية الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن "البيان لم يتضمن أي محاولة لاقتلاع اعتراف تونسي بسيادة المغرب على الصحراء". وأعربت سفيرة المغرب عن احترام بلادها لموقف تونس إزاء النقطة الخلافية بين الجزائر والمغرب، معتبرة أن "البرلمان يمكن أن يؤدي دوراً مهماً في تنشيط الدبلوماسية بين البلدين".
من جانبه، أكد رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، لضيفته، أن "علاقات الأخوة التاريخية والعريقة التي تربط الشعبين التونسي والمغربي لا يمكن أن تتأثر وهي علاقات متواصلة"، مؤكداً على "نجاح الزيارة التي أداها رئيس الحكومة إلى المغرب". ودعا إلى "ضرورة أن تبصر الاتفاقيات الـ18 التي توصل إليها الطرفان النور قريباً، وأن يسعى الطرفان الحكوميان إلى تنفيذها".