مساعي التهدئة: تقريب بين مبادرتي المقاومة ومصر

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
21 يوليو 2014
F58F1A80-757D-4320-B4E0-13BD2A704009
+ الخط -
نجحت قوى المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بإسقاط ما يُسمى "مبادرة التهدئة" في غزة، التي كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد قدمها بعد نحو أسبوع على بدء العدوان، وساوى فيها بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطينية.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى إن "مصر لا تمانع في إضافة بعض شروط حماس بشرط موافقة كل الأطراف المعنية" وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

كلام مصري جاء بعد سلسلة من الاجتماعات سعت إلى التوفيق بين مبادرة القاهرة ومبادرة المقاومة، مع إبقاء مصر في صدارة المشهد التفاوضي. غير أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عاد ليعلن، خلال مؤتمر صحافي جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن القاهرة لم تطّلع حتى الآن "على أي طرح يؤدي إلى أي نوع من التحول في الفكر الذي كان وراء صياغة المبادرة المصرية ‎لوقف إطلاق النار في غزة".

وعلم "العربي الجديد" أن لقاء ثلاثياً في الدوحة جمع شخصيات تركية وفلسطينية (سلطة) وقطرية رفيعة المستوى، تمخض عن جملة من النقاط تقوم على التقريب بين المبادرتين. وخلص المجتمعون إلى ضرورة العودة إلى اتفاقي 2011 الخاص بصفقة "الوفاء للأحرار" و2012 الخاص بالتهدئة بعد عدوان "عمود السحاب"، على أن تكون بنود الاتفاق الأخير الأرضية الأساسية للتهدئة.

وقالت مصادر قريبة من الاجتماع لـ"العربي الجديد" إن اتصالات جرت مع القاهرة اتسمت بالإيجابية، تم خلالها نقل الأفكار الجديدة إلى القيادة المصرية التي ستقوم بدورها بنقلها إلى إسرائيل.

وكانت مصادر في حركة "حماس" قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، عن سلسلة من الاتصالات دارت، السبت الماضي، بين نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، موسى أبو مرزوق، وقيادات في جهاز الاستخبارات المصرية، بشأن الاستفهام حول المبادرة الجديدة التي تقدمت بها الحركة، عن طريق دولة قطر، لوقف إطلاق النار.

وكانت المصادر قد أكدت أن أبو مرزوق شدد، خلال الاتصالات، على حرص الحركة على وجود الجانب المصري وعدم استبعاده، ولكن إلى جانب دولتي قطر وتركيا.

في غضون ذلك، نفى مصدر سياسي مقرب من الرئاسة الفلسطينية التوصل لإتفاقية وقف إطلاق نار بإجماع كل الأطراف.

وقال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنه "من الصعب الحديث عن أن الأطراف جميعها نجحت في بلورة إتفاق وقف إطلاق نار، لذلك الخروج من المأزق سيكون عبر إعلان هدنة انسانية طويلة الأمد".

وأكد أنه "لا يوجد أي نقطة لقاء بين الأطراف".

وكانت العديد من وسائل الإعلام قد سربت التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، على أن يعلن ذلك الرئيس محمود عباس من القاهرة، لكن في تطور غير متوقع تم إلغاء رحلة عباس إلى القاهرة وتوجه بدل ذلك إلى السعودية.

وتابعت المصادر أن "بعد السعودية سيتوجه أبو مازن إلى الكويت، مع ترجيح بقائه خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة لما بعد عيد الفطر".

وكان من المخطط أن ينهي أبو مازن جولته المكوكية، والتي ختمها بالحديث مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في الدوحة خالد مشعل، ويعود إلى القاهرة ليطلع السيسي على ما توصل إليه في جولته التي شملت تركيا، البحرين، وقطر، لكن تغيراً سلبياً مفاجئاً طرأ على محادثات وقف إطلاق النار، وغير عباس، وجهته بناء عليه.

 وقال المصدر السياسي، إن "(حماس) لن تعطي فرصة ورصيد للسيسي، وهي واقعة تحت تأثير تحالفات وقوى إقليمية مثل قطر وتركيا، ولن تخالفها الرأي".

وأضاف أن "هناك تعنت ورفض من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بأن لا يتم الحديث إلا من خلال مصر، وهذا ما يريده أيضا عباس، لكن (حماس) لن تعطي الموقف المصري هذه الشرعية، وتصر على تدخل دولي على أساس أن مصر لم تستطع ضمان الإتفاقيات السابقة مع الإحتلال الإسرائيلي، وأبرزها صفقة (وفاء الأحرار) الخاصة بالأسرى".

وخلص للقول، إنه "تبدو الهدنة الإنسانية طويلة المدى التي ينادي بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من القاهرة، هي خلاص كل الأطراف للنزول عن الشجرة التي صعدوا إليها، فالإحتلال الإسرائيلي بات على قناعة أنه يريد الخلاص من وحل غزة وحرب المقاومة الشرسة، و(حماس) لديها ورقة الجندي الإسرائيلي الأسير لتستخدمها وقت ما تشاء".

من جهته، نفى عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، عزت الرشق، موافقة الحركة على هدنة إنسانية طويلة المدى في غزة.

وقال الرشق، لـ"العربي الجديد"، إنه لا صحة للمعلومات عن مثل هذه الهدنة، وإن "حماس" لا زالت ملتزمة بمطالبها المعلنة للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.

بدوره، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن وزير الخارجية سيضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار.

وفي محاولة منه لتسويق المطلب الأميركي بإيقاف إطلاق النار، اعتبر أوباما أن "إسرائيل ألحقت أضراراً كبيرة بالبنى التحتية" لحركة "حماس" في غزة، مضيفاً أنه أرسل كيري إلى المنطقة لكي "يضغط من أجل وقف الأعمال العدائية على الفور".

وعلى الرغم من تشديده على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، إلا أن الرئيس الأميركي جدد إعرابه عن مخاوف كبيرة بشأن تزايد عدد القتلى من المدنيين جراء المواجهة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وقال أوباما، اليوم الاثنين، إن لدى بلاده "مخاوف كبيرة بشأن تزايد عدد الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين، وإزهاق الأرواح الإسرائيلية، ولذا ينبغي أن يكون تركيزنا، وتركيز المجتمع الدولي على وقف لإطلاق النار ينهي القتال، ويمكن أن يوقف سقوط القتلى بين المدنيين الأبرياء".

وأمام المعطيات الجديدة، شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، لقاءً بين رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، خالد مشعل، تكتمت الأطراف المعنية عن كشف ما دار خلاله، ولم يُعقد مؤتمر صحافي في ختامه.

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، قد أوضح، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر منظمة التحرير في رام الله، أنه "سيجري البحث مع مشعل من أجل أن يكون هناك توافق وطني فلسطيني على موقف واحد، وبهدف العمل على ضمان توفير أقصى الضمانات لفك الحصار عن قطاع غزة، ولا نجد أي تعارض بين الأمرين".

وأوضح عبد ربه أن "أموراً كثيرة سيعاد فيها النظر، ومرحلة ما قبل العدوان على غزة لن تشبه الأيام التي تليها؛ سيكون هناك إعادة نظر في العلاقات الوطنية الفلسطينية، وإزالة لكل العوائق".

وأكد عبد ربه أن "الأمن الفلسطيني لن يقف عائقاً أمام الحراك الشعبي المساند لقطاع غزة"، موضحاً أن "مؤامرة عزل غزة، والاستفراد بها، لن تنجح، لأن انكسارها سيشكل بداية تدمير المشروع الوطني الفلسطيني"، مشدداً في الوقت نفسه على أنه "لن يتم السماح لأحد أن يدخل غزة في نفق وصراع القوى الإقليمية".

ذات صلة

الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
متطرفون إسرائيليون يعيقون دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، 13 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

سمحت الولايات المتحدة وإسرائيل بتقديم تبرعات تستحق إعفاء ضريبياً لمجموعات اليمين المتطرف التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.