وقال رئيس قيادة سلاح الجو، العقيد تومر بار، صباح اليوم الأحد للإذاعة الإسرائيلية العامة: "لقد انتهى التصعيد على الجبهة الشمالية، لكن الجيش يواصل متابعة ما يحدث في سورية"، موضحاً أنه "يبدو الآن أن الحدث صار وراءنا، لكننا نواصل المتابعة والتخطيط للعمليات القادمة".
وأوضح العقيد بار: "بشكل عام نحن نمنع تكريس الوجود الإيراني، ونمنع نقل الوسائل القتالية لـ"حزب الله"، والجمهور الإسرائيلي غير مطلع دائماً على هذه النشاطات".
وبحسب ادعاء المسؤول الإسرائيلي، فإن "سلاح الجو الإسرائيلي مستعد طيلة الوقت لمنع تسلل الطائرات للأجواء الإسرائيلية، ومن اللحظة التي نرصد فيها دخول أي طائرة فإننا نملك الوقت الكافي لإسقاطها عند وصولها لأجوائنا".
وأقر المسؤول الإسرائيلي بأن دولة الاحتلال "لا تعرف بعد طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها الطائرة الإيرانية المسيرة داخل إسرائيل، وهي تشكل على كل حال خرقاً فظاً للسيادة الإسرائيلية، وقد أردنا أن نتأكد من أن الطائرة اخترقت أجواءنا حتى نضع أيادينا عليها، وقد حددنا توقيت وموقع إسقاطها وفقاً لما هو مريح لنا".
في المقابل، قلل المسؤول الإسرائيلي، كغيره، من التأثير والدلالات لإسقاط المقاتلة الإسرائيلية بصاروخ أطلقته الدفاعات السورية، ومن كون ذلك "رسم صورة نصر سورية وإيرانية"، قائلاً إنه "في ظروف أحوال جوية مقيدة للحركة، وفي ساعات الليل، وسط إطلاق عشرات الصواريخ المضادة، لا تزال مسألة إتمام المهمة في العمق السوري تشكل نجاحاً".
وسار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، الجنرال دان حالوتس، على خطى العقيد تومر بار، معتبراً أنه "يجب وضع الأمور في نصابها دون تهويل"، قائلاً: "لقد وقع حدث غير مألوف، ولكن ينبغي عدم تحويل أمر إسقاط طائرة إلى محور النقاش، فالافتراض أنه يمكن القيام بعمليات دون التعرض لأي إصابة هي فرضية منقطعة عن الواقع".
وزعم حالوتس، الذي شغل في السابق منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، ورئيس أركان الجيش، وخسر منصبه بسبب فشل العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، أن "الأمر المهم هو أن أمامنا مهام عديدة: حماية الأجواء، ومنع تسلح "حزب الله" كهدف متواصل، ومنع تكريس الوجود الإيراني في سورية، والامتناع عن الاحتكاك مع القوات الروسية في سورية، ولكن ليس على حساب الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، والحصول على دعم دولي واسع".
وخلافاً للمحللين الذين أبدوا خيبة أمل من الموقف الروسي، اعتبر حالوتس أن "الوجود الروسي في سورية، يخفف المهام على إسرائيل، لأن هناك من نتحدث معه لننقل له الرسائل، ويجب استغلال هذا الأمر لتحقيق مصالح إسرائيل الاستراتيجية".
واعتبر أن "النصر ليس مجرد صور، بل هو وقائع. لقد ردت إسرائيل بشكل صحيح عندما ضربت المنظومات الدفاعية السورية. لم تتضرر حريتنا بالعمل، كما لم تتضرر أي من قدرات سلاح الجو".
وجاءت تصريحات حالوتس خلافاً لتحليلات إسرائيلية أجمعت اليوم على أن ما حدث في سورية، أمس السبت، وخاصة إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 16"، يهدد حرية العمل التي يتمتع بها الطيران الحربي الإسرائيلي في سورية ولبنان.
من جهته، قال رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، إن احتواء حادثة إسقاط الطائرة الإيرانية وما تبعها من قصف إسرائيلي لمواقع إيرانية وسورية أمس، جاء بسبب رسالة واضحة وجهتها إسرائيل أمس لروسيا وإيران، مفادها أن "مشروع إنقاذ نظام (بشار) الأسد" معرض للخطر، في إشارة إلى الجهد الاستراتيجي الذي أداره الروس والإيرانيون وحزب الله في السنوات الأخيرة.
وبحسب يادلين الذي نشر مقالا بهذا الخصوص في "يديعوت أحرونوت" اليوم، فإنه يبدو أن هذه الرسالة الإسرائيلية تم استيعابها بسرعة ودخلت ضمن الحسابات التي أدت إلى احتواء الحادثة خلال وقت قصير. واعتبر أن إسرائيل ليست المعارضة السورية الضعيفة، بل إن بمقدورها أن تضرب النظام السوري وجيشه لحد إسقاطه.