مجموعة من الأسئلة حول الثقافة في وقت الأزمات، طرحتها "المحطة الفنية" التونسية في قناتها على "يوتيوب" على مجموعة من الفاعلين في الثقافة التونسية انطلقت منذ عدّة أسابيع، ومن بين أحدثها سلسلة مقابلات مع الفنانة والباحثة التونسية المتخصّصة في الموسيقى الأندلسية مريم عزيزي.
تمحورت معظم اللقاءات التي جاءت تحت عنوان "الثقافة اليوم" حول الثقافة في زمن الأزمة، أهميتها، وحاجتها إلى الدعم، وسؤال التعليم والتربية والثقافة، بالنسبة إلى عزيزي فإنها ترى أن الثقافة في الفترات الحرجة كالتي نعيشها اليوم، هي شكل من أشكال المخرج، و"مقاومة هذا السياق من التوتر"، وهي بمثابة فرصة أيضاً.
تقول عزيزي "إذا تأملنا السياق التونسي، فالثقافة في أزمة بالفعل متعلّقة دائماً بالإدارة البيروقراطية، يجب الاعتراف بذلك، ومن ثم هي تُضعف موقف الفنان اليوم، خصوصاً أننا نعلم أنه في تونس ليس لدينا ما يسمح اليوم للفنانين لتجاوز الأزمة".
وبالنسبة إلى التعليم والثقافة، ترى الباحثة في "المعهد الموسيقي" في تونس، أن ثمة الكثير من الأشياء المفقودة في ما يخصّ التربية الثقافية في تونس خاصة في المدارس، وفي النظام المدرسي، وفي البرنامج المدرسي، وتشير على وجه الخصوص إلى تعليم التاريخ في هذه المرحلة، والذي لم تجر "دمقرطته" بعد، وبحسب عزيزي إنه لا يشجع الطالب على حب دراسة هذا التاريخ.
وتلفت عزيزي إلى مثال آخر على مستوى الدراسات الجامعية، قائلة "ألغي تدريس الوساطة الثقافية من الجامعات التونسية هذا العام، ليس لعيب في الموضوع نفسه، ولكن الخطأ يأتي من التواصل بين الدولة "في هذه الحالة، بين وزارة التربية والتعليم العالي، وبين المؤسسة الأكاديمية والأساتذة".
على صعيد مشاريعها الفنية، تقول عزيزي إنها تعمل حالياً على استئناف مشروعها "أندلادينو" الذي بدأته عام 2015 من البحث وتوثيق الموروث الموسيقي الأندلسي في تونس، وتتبع الغناء الذي نشأ في العصور الوسطى، كما أنها تعمل على مؤلفاتها الموسيقية الخاصة.
كذلك تفكّر في مشروع تحت عنوان "المتكلمات" تؤدّي فيه غناءً على العود قصائد الشاعرات العربيات ما قبل الإسلام، من خلال دمجها مع الموسيقى الإلكترونية. وعلى المستوى الأكاديمي تكمل حالياً دراسة حول الكلمات التونسية من جذور فرنسية، وترى أن التركيز كان دائماً حول الكلمات العربية في الفرنسية، وهي تقوم الآن بالبحث من الجهة الأخرى.