تبدو الشابة الصغيرة مرتبكة وخجولة وهي تتحدث عن عملها الذي جلب لها شهرة طارئة. مع ذلك، تظهر ثقة كبيرة يندر أن تجدها في فتاة لم تصل بعد إلى المرحلة الجامعية. ثقة تستمدها مريم خريباني (17 عاماً) من موهبتها في الرسم، وقدرتها على لفت الانتباه إلى أعمالها، وكذلك من الدعم الذي يبديه أهلها لها. وهو ما يمكّنها من تجاوز أيّ عقبات في طريقها، لا سيّما الانتقادات القاسية واللاذعة من بعض الأشخاص، الذين يقفون دائماً في طريق من يسعى إلى نجاح شخصي، فكيف إذا كانت فتاة؟
على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تمكنت خريباني سريعاً من لفت الأنظار إلى أعمالها. فعدا عن كونها تعرض رسوماً متنوعة من إنجازها، فإنّها كذلك تطرق باباً فنياً غير مألوف في لبنان، وهو ماكياج الرعب السينمائي. الفكرة جاءتها قبل فترة من فيلم رعب هندي مليء بمشاهد الوحوش والدم. وهو ما جعلها تبدأ بتطبيق أفكارها الخاصة. هي عادة لا تضع إلا القليل جداً من الماكياج على وجهها، لكنّ فكرة المكياج المرعب أغرتها كثيراً، وبدأت بتنفيذها سريعاً. تتخصص في رسم الجروح والحروق والندوب على يديها، فتظهر حقيقية مائة في المائة، حتى إنّ بعض الأطباء علقوا على تلك الصور وأرشدوها إلى استخدام بعض الأدوية. كذلك أنجزت "وحوشاً" كاملة من ابتكارها. ومن ذلك تحويل شقيقتها إلى أحد تلك الوحوش. يومها صوّرت شقيقتها- الوحش بالفيديو وهي تسير قرب منزل العائلة في قريتها عدشيت (النبطية، جنوب لبنان)، لتثير رعب بعض الأطفال الذين شكلت لهم الحادثة مغامرة دفعتهم إلى المجيء مجدداً إليها في اليوم التالي.
لا اختصاص دراسياً لهذا الفن في لبنان خصوصاً لمرحلتها الدراسية. فمريم وصلت للتوّ إلى عامها المهني الثالث في التصميم الغرافيكي. وهي على عكس من يدخلون إلى الاختصاصات المهنية بعد رسوبهم في الشهادة المتوسطة، نجحت في تلك الشهادة، ودخلت إلى الاختصاص المهني عن سابق تصميم وموهبة في الرسم ترافقها منذ الطفولة. هي الأولى دائماً في فصلها. وتحضّر نفسها قبل الدخول إلى المرحلة الجامعية ودراسة الإخراج السينمائي للتفوق أكثر، وتطمح لنيل المرتبة الأولى على مستوى لبنان في شهادة البكالوريا الفنية في اختصاصها. وهو ما يثبته طلب أستاذها في المعهد منها تعريفه بتقنيات رسم الوجوه التي تستخدمها.
ترسم مريم صوراً شخصية للأصدقاء والمعارف. وتعتمد كثيراً تقنية رسم نصف الوجه ومقارنته بالصورة الفوتوغرافية الأصلية. حتى إنّ أحد الرسامين المعروفين طلب منها أن ترسمه، لما وجد في عملها من دقة. ترسم على كلّ شيء من الورق والملابس والزجاج والأواني. لكنّها تعاني من عدم توفر مواد الرسم في قريتها أو في مدينة النبطية حتى، حيث المعهد الذي تدرس فيه.
تتحدث مريم بشغف، رغم خجلها، عن طلب أحد المخرجين منها المشاركة في فيلم دعائي عن الإصابات والجروح. كما تنتظر موافقة بلدية مدينة النبطية على نيتها "تجميل" تمثال العالم والمخترع اللبناني حسن كامل الصباح (1894- 1935)، مع أنّها تنوي استخدام ألوان زاهية لـ"بث الحياة فيه"، كما تقول. وكذلك، عرضت على أصدقائها تشويه وجوههم من أجل المشاركة في نشاط شبابي يحتج على انتشار النفايات في شوارع لبنان.
نشاط الشابة كبير، لكنّها في المقابل، تواجه الكثير من الانتقادات ممن هم حولها، أو عبر صفحتها في "فيسبوك". ومن ذلك، انتشار اسمها في القرية ومحيطها كـ"فنانة"، ما دفع أحد أعضاء البرلمان اللبناني، وهو من المنطقة، إلى السؤال عن عملها بالضبط بعدما اقتصر لقب فنانة لديه، وفي ثقافة الكثيرين غيره، على الراقصة الشرقية. وكذلك اتهام البعض لها بـ"السادية". وإرسال أحد رجال الدين رسالة إليها عبر صفحتها، يسخر منها ومما تقوم به ويدعوها إلى "التوبة". كما أنّ البعض اتهمها بالقبح، ولذلك تحاول دائماً التغيير في شكلها. وهو ما دفعها إلى وضع صورة فوتوغرافية واضحة للمرة الأولى لها في حسابها الشخصي.
لا تهتم خريباني كثيراً بالانتقادات. تستمر في العمل وتصنع من أعمالها أغراضاً شخصية تستخدمها، كتحويل حقيبتها إلى قطعة فنية تجسد رسم إحدى الشخصيات التي ابتكرتها، أو الرسم على خلفية هاتفها المحمول وزخرفته. كما تلقى خريباني دعماً من والدها ووالدتها اللذين يقفان دائماً في صفها ويحثانها على المزيد.
صحيح أنّ والدها المصوّر محمد خريباني يشجعها كثيراً في مجال الدخول إلى عالم السينما، لكنّها تنوي الذهاب أبعد من ذلك بكثير. فهي ستسعى يوماً ما إلى إخراج فيلم رعب سينمائي من عملها بالكامل، حتى في أدق تفاصيله. هي لا تحلم بذلك، كما تقول، بل تهدف وتسعى للوصول إلى هدفها.
على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تمكنت خريباني سريعاً من لفت الأنظار إلى أعمالها. فعدا عن كونها تعرض رسوماً متنوعة من إنجازها، فإنّها كذلك تطرق باباً فنياً غير مألوف في لبنان، وهو ماكياج الرعب السينمائي. الفكرة جاءتها قبل فترة من فيلم رعب هندي مليء بمشاهد الوحوش والدم. وهو ما جعلها تبدأ بتطبيق أفكارها الخاصة. هي عادة لا تضع إلا القليل جداً من الماكياج على وجهها، لكنّ فكرة المكياج المرعب أغرتها كثيراً، وبدأت بتنفيذها سريعاً. تتخصص في رسم الجروح والحروق والندوب على يديها، فتظهر حقيقية مائة في المائة، حتى إنّ بعض الأطباء علقوا على تلك الصور وأرشدوها إلى استخدام بعض الأدوية. كذلك أنجزت "وحوشاً" كاملة من ابتكارها. ومن ذلك تحويل شقيقتها إلى أحد تلك الوحوش. يومها صوّرت شقيقتها- الوحش بالفيديو وهي تسير قرب منزل العائلة في قريتها عدشيت (النبطية، جنوب لبنان)، لتثير رعب بعض الأطفال الذين شكلت لهم الحادثة مغامرة دفعتهم إلى المجيء مجدداً إليها في اليوم التالي.
لا اختصاص دراسياً لهذا الفن في لبنان خصوصاً لمرحلتها الدراسية. فمريم وصلت للتوّ إلى عامها المهني الثالث في التصميم الغرافيكي. وهي على عكس من يدخلون إلى الاختصاصات المهنية بعد رسوبهم في الشهادة المتوسطة، نجحت في تلك الشهادة، ودخلت إلى الاختصاص المهني عن سابق تصميم وموهبة في الرسم ترافقها منذ الطفولة. هي الأولى دائماً في فصلها. وتحضّر نفسها قبل الدخول إلى المرحلة الجامعية ودراسة الإخراج السينمائي للتفوق أكثر، وتطمح لنيل المرتبة الأولى على مستوى لبنان في شهادة البكالوريا الفنية في اختصاصها. وهو ما يثبته طلب أستاذها في المعهد منها تعريفه بتقنيات رسم الوجوه التي تستخدمها.
ترسم مريم صوراً شخصية للأصدقاء والمعارف. وتعتمد كثيراً تقنية رسم نصف الوجه ومقارنته بالصورة الفوتوغرافية الأصلية. حتى إنّ أحد الرسامين المعروفين طلب منها أن ترسمه، لما وجد في عملها من دقة. ترسم على كلّ شيء من الورق والملابس والزجاج والأواني. لكنّها تعاني من عدم توفر مواد الرسم في قريتها أو في مدينة النبطية حتى، حيث المعهد الذي تدرس فيه.
تتحدث مريم بشغف، رغم خجلها، عن طلب أحد المخرجين منها المشاركة في فيلم دعائي عن الإصابات والجروح. كما تنتظر موافقة بلدية مدينة النبطية على نيتها "تجميل" تمثال العالم والمخترع اللبناني حسن كامل الصباح (1894- 1935)، مع أنّها تنوي استخدام ألوان زاهية لـ"بث الحياة فيه"، كما تقول. وكذلك، عرضت على أصدقائها تشويه وجوههم من أجل المشاركة في نشاط شبابي يحتج على انتشار النفايات في شوارع لبنان.
نشاط الشابة كبير، لكنّها في المقابل، تواجه الكثير من الانتقادات ممن هم حولها، أو عبر صفحتها في "فيسبوك". ومن ذلك، انتشار اسمها في القرية ومحيطها كـ"فنانة"، ما دفع أحد أعضاء البرلمان اللبناني، وهو من المنطقة، إلى السؤال عن عملها بالضبط بعدما اقتصر لقب فنانة لديه، وفي ثقافة الكثيرين غيره، على الراقصة الشرقية. وكذلك اتهام البعض لها بـ"السادية". وإرسال أحد رجال الدين رسالة إليها عبر صفحتها، يسخر منها ومما تقوم به ويدعوها إلى "التوبة". كما أنّ البعض اتهمها بالقبح، ولذلك تحاول دائماً التغيير في شكلها. وهو ما دفعها إلى وضع صورة فوتوغرافية واضحة للمرة الأولى لها في حسابها الشخصي.
لا تهتم خريباني كثيراً بالانتقادات. تستمر في العمل وتصنع من أعمالها أغراضاً شخصية تستخدمها، كتحويل حقيبتها إلى قطعة فنية تجسد رسم إحدى الشخصيات التي ابتكرتها، أو الرسم على خلفية هاتفها المحمول وزخرفته. كما تلقى خريباني دعماً من والدها ووالدتها اللذين يقفان دائماً في صفها ويحثانها على المزيد.
صحيح أنّ والدها المصوّر محمد خريباني يشجعها كثيراً في مجال الدخول إلى عالم السينما، لكنّها تنوي الذهاب أبعد من ذلك بكثير. فهي ستسعى يوماً ما إلى إخراج فيلم رعب سينمائي من عملها بالكامل، حتى في أدق تفاصيله. هي لا تحلم بذلك، كما تقول، بل تهدف وتسعى للوصول إلى هدفها.