مروان رشماوي.. عودة إلى خرائط فلسطين

17 يناير 2019
(من المعرض)
+ الخط -
يقتبس الفنان اللبناني المعاصر مروان رشماوي عنوان معرضه "إرث وطني" الذي انطلق مؤخراً في "دار النمر للفن والثقافة" في بيروت من كلمات جون فردريك سالمون، رئيس "لجنة مسح فلسطين" بين عامي 1933 و1938، والذي كتب: "يجب التعامل مع المساحة الطبوغرافية المتقنة كإرث وطني من الطراز الأول"، ساخراً من هذه العبارة التي تبجّل المساحة والوطن معاً، لا سيما وأن ماحدث لاحقاً في فلسطين من تجريف للإرث والأرض والإنسان، يجعل من العبارة مفارقة ساخرة.

يتواصل معرض رشماوي حتى السادس والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، وفيه يعود إلى سلسلة من الخرائط المفصّلة لفلسطين من فترة الانتداب البريطاني، ويستوحي منها التجهيز ثلاثي الأبعاد الذي يضمّ ثلاثين قطعة مشتقة من تلك الخرائط إلى جانب بيانات طوبوغرافية من "وكالة ناسا".

يضمّ المعرض أيضاً مطبوعات من سلسلة من الخرائط الأرضية تعود إلى أربعينيات القرن العشرين، وأعمالاً فوتوغرافية عن فلسطين ومنها، إلى جانب الاستعانة بمنصّة "خرائط فلسطين المفتوحة" التي تستكشف خرائط من ماضي فلسطين وحاضرها.

المشروع الفني يقام بالتعاون مع منصة "Visualizing Palestine" التي تأسّست في 2012، وتسعى، وفقاً للقائمين عليها، إلى تقديم سرد وقائعي حول فلسطين والفلسطينيين، يقوم على المواد الإعلامية البصرية والبيانات، بما فيها الرسوم المعلوماتية، والصور المتحركة، والتجارب التفاعلية.

ليست هذه المرة الأولى التي يتعامل فيها رشماوي مع الخرائط، فهو من الفنانين الذين اشتغلوا أكثر من عمل عن المدينة، ربما يكون أشهرها خريطة بيروت التي صنعها من الكاوتشوك، وكذلك عمل يعقوبيان.

يستقلهم رشماوي أعماله من الجغرافيا عموماً ومن التاريخ الغني ومتعدّد الثقافات، متأملاً ثيمات التمدن والديموغرافيا المعاصرة، اجتماعية كانت أم سلوكية. 

يضع الفنان خريطة جدارية ثنائية الأبعاد، تتضمن طوبوغرافيا فلسطين، وتوضّح الخريطة مدن وبلدات وقرى فلسطين قبل النكبة ومواقع المستوطنات. وتتدلّى كوفية فلسطينية في المعرض، وفيها بيانات 530 بلدة وقرية فلسطينية تم إخلاؤها عام 1948.

 

المساهمون