في عام 1927 بني هذا البيت الحجري في رام الله. وكان اسم مالكه خليل سالم صلاح. ترأس خليل بلدية رام الله عام 1947، أي قبل النكبة بعام واحد. لم يمض خليل أكثر من أربع سنوات في رئاسة البلدية.
كل شيء يعطب الروح تحت الاحتلال، كذا قيّض لهذا البيت الحجري أن يصاب كأهل البلاد بالعطب. بيد أن مؤسسة رواق (مركز المعمار الشعبي الفلسطيني) التي تأسّست في تسعينيات القرن المنصرم، وتعنى بالحفاظ على الهوية المعمارية الفلسطينية، التفتت إلى البيت الحجري ورممته عام 1995.
يشبه البيت فيلا صغيرة، فهو مؤلّف من طابقين وعلّية، وتحيط به حديقة صغيرة. صحيحٌ أن للبيت بوّابة حجرية تطلّ على الطريق العام، إلا أن واجهته الخلفية المطلة على الحديقة تتميّز بدرج حجري. فموقع البيت صخري متدرّج.
لن يفوت الناظر إلى البيت ملاحظة امتزاج العمارة المحلية المشرقية، مع أثر العمارة الأجنبية الوافدة إلى فلسطين في النصف الأوّل من القرن العشرين. يظهر هذا في تيجان الأقواس الحجرية المحيطة بالنوافذ. نوافذ البيت كالقناطر على عادة البيوت المشرقية. بيد أن التشكيل المعماري الخارجي الخاص ذا الشكل المثمن، يحمل كذلك أثر المعمار الأجنبي. ويستطيع المرء أن يقيس كيف انتقل البناء المشرقي المميّز بقناطره وأقواسه إلى هذه الفيلا الصغيرة، من خلال وضعها في المنتصف تمامًا بين البيوت الموجودة في أماكن أخرى من فلسطين، تلك التي تشبه الخانات والأحواش، وبين الفلل التي ستنتشر مثلًا في حي البقعة في القدس.
اقرأ أيضاً: الأرض بتتكلم عَرَبي
رمّم البيت، وفي بال مؤسسة رواق أنه سيغدو مركزًا ثقافيًا، بمعنى أن فراغاته ستكون مكانًا للقاء والتلاقي بين الناس. كذا تمّت الإفادة من الحديقة، ومن كلّ غرفة فيه. فالأصل أن الغرفة ستخرج من وظيفتها البيتية، لو جاز التعبير، لتستطيع النهوض بمهمتها الجديدة؛ حاضنة لمعرض أو محاضرة.
وضع الزجاج داخل الأقواس الحجرية الكبيرة، المحاذية لمدخل البيت المطلّ على الشارع الرئيس، للإفادة من كلّ مساحة ممكنة. وثمة رواق في البيت/المركز، لا بدّ من أنّه كان شرفة داخلية، كما يظهر من الصور، استفيد من فراغه بوضع الزجاج أيضًا داخل الأقواس الحجرية. ترميم أنيق وخفر، نجده من خلال الاهتمام بالألوان، فحديد النوافذ رمادي مخضرّ، أما الدرج الداخلي، فما زال على حاله، حديداً أسود بسيطاً يعلوه الخشب. في كلّ مكان هنا، سيجذبك البلاط الملوّن، ذاك البلاط الرائج في المدن المشرقية، الذي دخل إلى فلسطين في عشرينيات القرن المنصرم.
كل ما في البيت الحجري ينضح بأناقة الترميم وخفره، شيءٌ يشبه زهر اللوز الموجود في الحديقة؛ جمالٌ مشعّ بهدوء وسكينة. وكيف لا؟ والبيت الحجري يحمل اليوم اسم خليل السكاكيني رائد الأدب والتعليم في فلسطين. وكيف لا؟ ثانيةً. لأن في البيت الحجري الجميل، مكتب الشاعر محمود درويش.
كل شيء يعطب الروح تحت الاحتلال، كذا قيّض لهذا البيت الحجري أن يصاب كأهل البلاد بالعطب. بيد أن مؤسسة رواق (مركز المعمار الشعبي الفلسطيني) التي تأسّست في تسعينيات القرن المنصرم، وتعنى بالحفاظ على الهوية المعمارية الفلسطينية، التفتت إلى البيت الحجري ورممته عام 1995.
يشبه البيت فيلا صغيرة، فهو مؤلّف من طابقين وعلّية، وتحيط به حديقة صغيرة. صحيحٌ أن للبيت بوّابة حجرية تطلّ على الطريق العام، إلا أن واجهته الخلفية المطلة على الحديقة تتميّز بدرج حجري. فموقع البيت صخري متدرّج.
لن يفوت الناظر إلى البيت ملاحظة امتزاج العمارة المحلية المشرقية، مع أثر العمارة الأجنبية الوافدة إلى فلسطين في النصف الأوّل من القرن العشرين. يظهر هذا في تيجان الأقواس الحجرية المحيطة بالنوافذ. نوافذ البيت كالقناطر على عادة البيوت المشرقية. بيد أن التشكيل المعماري الخارجي الخاص ذا الشكل المثمن، يحمل كذلك أثر المعمار الأجنبي. ويستطيع المرء أن يقيس كيف انتقل البناء المشرقي المميّز بقناطره وأقواسه إلى هذه الفيلا الصغيرة، من خلال وضعها في المنتصف تمامًا بين البيوت الموجودة في أماكن أخرى من فلسطين، تلك التي تشبه الخانات والأحواش، وبين الفلل التي ستنتشر مثلًا في حي البقعة في القدس.
اقرأ أيضاً: الأرض بتتكلم عَرَبي
رمّم البيت، وفي بال مؤسسة رواق أنه سيغدو مركزًا ثقافيًا، بمعنى أن فراغاته ستكون مكانًا للقاء والتلاقي بين الناس. كذا تمّت الإفادة من الحديقة، ومن كلّ غرفة فيه. فالأصل أن الغرفة ستخرج من وظيفتها البيتية، لو جاز التعبير، لتستطيع النهوض بمهمتها الجديدة؛ حاضنة لمعرض أو محاضرة.
وضع الزجاج داخل الأقواس الحجرية الكبيرة، المحاذية لمدخل البيت المطلّ على الشارع الرئيس، للإفادة من كلّ مساحة ممكنة. وثمة رواق في البيت/المركز، لا بدّ من أنّه كان شرفة داخلية، كما يظهر من الصور، استفيد من فراغه بوضع الزجاج أيضًا داخل الأقواس الحجرية. ترميم أنيق وخفر، نجده من خلال الاهتمام بالألوان، فحديد النوافذ رمادي مخضرّ، أما الدرج الداخلي، فما زال على حاله، حديداً أسود بسيطاً يعلوه الخشب. في كلّ مكان هنا، سيجذبك البلاط الملوّن، ذاك البلاط الرائج في المدن المشرقية، الذي دخل إلى فلسطين في عشرينيات القرن المنصرم.
كل ما في البيت الحجري ينضح بأناقة الترميم وخفره، شيءٌ يشبه زهر اللوز الموجود في الحديقة؛ جمالٌ مشعّ بهدوء وسكينة. وكيف لا؟ والبيت الحجري يحمل اليوم اسم خليل السكاكيني رائد الأدب والتعليم في فلسطين. وكيف لا؟ ثانيةً. لأن في البيت الحجري الجميل، مكتب الشاعر محمود درويش.