كشفت جمعية الجليل في مؤتمر بعنوان "مرض السكري المستجدات والتحديات في المجتمع العربي"، عن تضاعف نسب الإصابة بالسكري ثلاث مرات خلال الـ15 عاما الأخيرة بين الفلسطينيين في الداخل، وأن هناك 107 آلاف مريض سكري حاليا، ونسبة النساء بينهن أعلى من نسبة الرجال.
وقال مدير جمعية الجليل، بكر عواودة": "نتيجة الإحصائيات تشير إلى انتشار المرض. نتحدث عن أكثر من مائة ألف عربي مصاب بمرض السكري داخل الخط الأخضر، والجمعية تنبه من خلال المؤتمر المسؤولين والقيادات والمهتمين من أننا مقبلون على وضع خطير يجب علينا التعاون فيه، الطبيب والمريض والعائلة والسلطات والناشطين".
وتناولت الجلسة الأولى للمؤتمر ملامح التغير في نتائج المسح الصحي لعام 2016، وقال الباحث في "ركاز" للأبحاث الاجتماعية، أحمد الشيخ محمد: "في 2004 كان يوجد 34 ألف مريض سكري من العرب الفلسطينيين بالداخل. اليوم عندنا 103 آلاف، والزيادة بنسبة ثلاثة أضعاف، ونتحدث عن الفئة العمرية فوق عشرين سنة. هناك زيادة 40 في المائة في عدد السكان، لكن نسبة زيادة الإصابة بالسكري بلغت 300 في المائة".
وأضاف الشيخ: "نسبة الإصابة في إسرائيل 8.6 في المائة، وفي الضفة وغزة النسبة كانت 6.4 في المائة، ارتفعت إلى 10 في المائة، والتركيبة العمرية للمجتمع الفلسطيني في الداخل لا تختلف عن التركيبة العمرية في الضفة وغزة، أما نسبة مرض السكري لدى الفلسطينيين في الداخل فتبلغ 12.8 في المائة، وهي من أعلى النسب في الشرق الأوسط".
وتناولت الجلسة الثانية استكشاف عوامل خطر مرض السكري من النوع الثاني في المجتمع العربي، وقال الباحث في ركاز، محمد خطيب: "المرض مشكلة مجتمعية، ونحن نتحدث عن نمط مجتمعي كامل يتسبب في السكري بسبب كل الأبعاد على المستوى الشخصي والاقتصادي، ونتحدث عن 650 مليون دولار تصرف على مرض السكري في العالم".
وأكد مدير معهد أمراض الغدد الصماء والسكري في مشفى رمبام بحياف، نعيم شحادة، أن "الجينات لها تأثير على الإصابة بمرض السكري، وكذا نوعية التغذية، وعاداتنا وتقاليدنا لها تأثير. اليوم بين أعلى عشر دول في نسب السكري بالعالم خمس دول عربية، ونحن نحمل جينات متشابهة ونمارس عادات متشابهة، وتغذية متشابهة".
وأوضح شحادة أن "السكري مرض طبقي. الأغنياء وضعهم أفضل، والفقراء وضعهم أصعب، وهذا يلقي بظله على تعقيدات العلاج والرعاية، وعلى نسب الموت بسبب السكري".