مرضى لا يستحقّون الحياة!

19 ابريل 2020
عبد الله أوعبي/ المغرب
+ الخط -

أسمَعُ فَحيحاً، ثُمَّ رَميَة سُمّ
وَبعدَها نَتَساقط جميعا كالرماد


■ ■ ■


قال لنا الأطبّاء لا تَتَصافَحوا،
لا تعانِقوا أحداً، فَفَعلنا
قال لنا الأطبّاء
احبِسوا أنفاسَكم في الداخل
وغَطّوا وجوهكم بِأقنعة،
فَفَعلنا
قالوا لنا أغلقوا أبوابكم ولا تَفتحوها اليوم،
فَفَعلنا
اليوم قالوا لنا إِنَّ بعضكُم لا يَستَحِقُّ الحياة!
فوداعاً لِموتى يَرحلون بِدون تلويحات وَداعٍ
وداعاً لِمرضى يَموتون وحيدين
وَداعاً لِأَحِبَّة لا قبور لهم
ارحَلوا أَيُّها الشامِخون ما أَجمَلَكُم
ارحَلوا أَيُّها الساكِنون في قُلوب أَحِبَّتكُم
فاليوم، السماء، العصافير، البحر
الشجرة المزهِرة، والفرحانةُ كعروسٍ بجوار بيتي
أجمل منّا جميعاً نحن الأحياء
اليوم سأغسِل أوراق النباتات
كما تَغسِلُ أُمٌّ رَضيعها،
وأُعَرِّضُها لِرقاقات الشمس
لِتنمو عُروشها كأصابِع طفل
وأسَمِّدُ تُربَتها، وَأَرُشُّها بالماء بِرِفقٍ
كما يَرُشُّ الله الجنة


■ ■ ■


اليوم جاءت لِزِيارتي نَحلَةٌ وَفَراشتان
أَعدَدتُ لهما لَحناً وَرَقَصنا حتى الصباح.


* شاعر وأكاديمي مغربي أميركي مقيم في مدينة نيو أورلينز الأميركية

المساهمون