"132 سنة": رؤية معاصرة لنصوص ولد عبد الرحمان كاكي

26 يوليو 2024
(من العرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يستند عرض "132 سنة، كي لا ننسى" للمخرج محمد تاكيرات إلى نصوص عبد القادر ولد عبد الرحمان كاكي، ويُحيل إلى فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1832-1962) من خلال لوحات كوريغرافية.
- يُبرز العرض نضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي وجرائم الحرب التي ارتكبها، ويُخصص لوحات لصمود الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
- العمل، الذي أنتجته "وزارة المجاهدين" بمناسبة ذكرى الاستقلال، يُقدَّم غالباً لمرة أو اثنتين فقط، ويعتمد على الاستعراض الفني لسرد محطات النضال.

يستند عرض "132 سنة، كي لا ننسى" للمُخرج محمد تاكيرات، والذي قُدّم أمس وأوّل أمس على خشبة "المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي" في الجزائر العاصمة، إلى ثلاثة نصوص مسرحية كتبها المسرحيُّ الجزائري البارز عبد القادر ولد عبد الرحمان، المعروف باسم ولد عبد الرحمان كاكي (1934 - 1995)، خلال أوّل سنتَين من الاستقلال، هي: "132 سنة" (1962) و"شعب الظلمة" (1963) و"أفريقيا" (1963).

بدايةً من عنوانه، يُحيل العرض إلى فترة الاحتلال الفرنسي للجزائري؛ حيث إنّ 132 هو عدد السنوات التي تفصل بين وصول الجيش الاستعماري الفرنسي إلى شاطئ سيدي فرج غربي الجزائر العاصمة عام 1832 واستقلال الجزائر عام 1962. وهذه الفترة الطويلة، التي شهدت عدّة ثورات شعبية وصولاً إلى الثورة التحريرية بين 1954 و1962، يعود إليها العرضُ من خلال مجموعة متتالية من اللوحات الكوريغرافية التي تُمثّل قراءةً فنّية مُعاصرة لمقتطفات من نصوص كاكي الثلاثة، التي اشتغل عليها تاكيرات خلال ورشة كتابة لإنتاج حبكة مسرحية من ثمانين دقيقة.

يجمع العرض عدداً كبيراً من الممثّلين والموسيقيّين والراقصين، ليُضيء على نضال الجزائريّين ضدّ الاستعمار الفرنسي الذي ارتكب خلال 132 سنة جرائم حرب أودت بحياة مليون ونصف مليون جزائري خلال آخر سبع سنوات من وجوده فقط، كما يُخصّص لوحات كوريغرافية لصمود الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزّة الذي يتعرّض لحرب إبادة منذ عشرة أشهر.

ينتمي العمل، الذي أنتجته "وزارة المجاهدين" لمناسبة ذكرى الاستقلال الثانية والستّين، إلى شكل من العروض مرتبط بالمناسبات الوطنية في الجزائر، يقوم غالباً على الاستعراض وإعادة سرْد محطّات النضال ضدّ الاستعمار في شكل لوحاتٍ فنّية تختلف بين عرض وآخر، لكنّها تتشابه في المحصّلة من حيث محاولتها تقديم "ملخّص" لفترة الاحتلال بأسلوب فنّي، لكن كثيراً ما تغلب عليه المباشَرة.

وعلى الرغم من الإنفاق الرسمي السخيّ عليها، لا تُقدَّم هذه العروض سوى لمرّة أو اثنتَين (وغالباً في العاصمة)، وهو ما ينطبق، مثلاً، على عرضٍ آخر أنتجته الوزارة نفسُها وأخرجه أحمد رزّاق بعنوان "قِبلة الأحرار"؛ حيث لم يقدَّم سوى لمرّة واحدة، قبل بضعة أيام، في "أوبرا الجزائر بوعلام بسايح".

المساهمون