تعاني فايزة عاشور والمئات من المرضى من التهاب رئوي حاد، الأمر الذي يدفعهم لاستكمال جرعات العلاج داخل المستشفيات المحلية، في ظل صعوبات جمة تعترض المرضى، إلى جانب غياب كثير من أدوية الأمراض المزمنة في القطاع المحاصر.
وتتحدث عاشور لـ"العربي الجديد" والهزال بادٍ على ملامحها وجسدها جراء عدم تمكنها من تناول العلاج اللازم الذي بات معدوما بسبب عدم توفره داخل المستشفى. وتقضي أربع ساعات متواصلة على سرير الشفاء في عملية تُجريها ثلاث مرّات أسبوعيا، وتصفها بأنها صعبة وقاسية.
أما أم سراج النجار فتشير إلى أن المريض بحاجة إلى رعاية دائمة، فضلاً عن حاجته إلى توفير الراحة في مقابل المعاناة التي يكابدها في سبيل الحصول على العلاج. وتشير في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ نقص الأدوية المثبطة لضغط الدم فاقم معاناتهم، ولا سيّما أصحاب الأمراض المزمنة، كالضغط، بالإضافة إلى المرضى الذين يحتاجون مسيلات الدم، وحبوب الكالسيوم، غير المتوفّرة في المشافي بشكل دائم، ما يُجبرهم على شراء تلك الأصناف من الأدوية على حسابهم الخاص في حين أنها لم تعد متوفرة.
وتبين أم سراج أن الفقر وقلة الحيلة يحرم معظم المرضى من شراء الدواء، لذا فإن العشرات منهم لم يتناولوا الأدوية الخاصة بهم منذ ثلاثة أشهر.
وفي الأثناء، يحذّر رئيس قسم الكلى في مجمع ناصر الطبي، الطبيب رياض بربخ، من خطورة نقص الأدوية على أوضاع المرضى، مشيراً إلى أن هناك أدوية بات رصيدها صفراً داخل المستشفى.
ويشير بربخ لـ"العربي الجديد" إلى أن الأصناف غير الموجودة تتمثل في Caluiumcwrbonate وهو علاج لرفع مستوى الكالسيوم في الدم، ويستخدم أيضا لارتفاع نسبة الفوسفور في الدم، إلى جانب Kayexalate powder وهو علاج لارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم الذي يشكل خطراً على حياه المرضى إذا استمر في الارتفاع.
ويلفت إلى انقطاع هرمون Erythropietin الذي يوصف للحفاظ على ارتفاع مستوى الهيموغلوبين عند المريض، ويحميه من نقل الدم المتكرر وهو لم يعد متوفراً أيضاً، إلى جانب أصناف أخرى.
ويتحدث الطبيب الفلسطيني عن وجود 150 حالة من مرضى يتابعون علاجهم داخل القسم، وجميعهم يعانون من المراحل النهائية للمرض وحياتهم معرضة للخطر، لافتا إلى وجود 700 حالة أخرى تتابع في العيادات لم يصرف لهم الدواء منذ أربع سنوات.
ويناشد بربخ الجهات الرسمية ووزارة الصحة العمل على توفير العلاجات اللازمة، وضرورة إرسالها إلى مخازن الوزارة في غزة من أجل سرعة صرفها للمرضى، ومنع تدهور أوضاعهم الصحية أكثر.