مرزاق علواش: إدمان التطبيع

29 سبتمبر 2015
(لقطة من فيلم "مدام كوراج" لـ علواش)
+ الخط -

بعد أسابيع قليلة من مشاركته في فعاليات الدورة الثامنة والستّين من "مهرجان لوكارنو السينمائي" في سويسرا، الذي قاطعه سينمائيون عرب وأجانبه بسبب شراكته مع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" هذا العام، ها هو المخرج الجزائري المُقيم في فرنسا، مرزاق علواش، يشارك في مهرجان سينمائي إسرائيلي.

بحسب موقعي "المعهد الثقافي الفرنسي" في إسرائيل وما يسمى "مهرجان الأفلام الدولي" في مدينة حيفا المحتلة عام 1948، فإن فيلم علواش الأخير "مدام كوراج" (2015) الذي أُنتج بشراكة جزائرية فرنسية، يكون قد عُرض، أول أمس، ضمن الدورة الواحدة والثلاثين من "التظاهرة السينمائية" من الـ 26 أيلول/ سبتمبر الجاري وحتى الخامس تشرين أول/ أكتوبر المقبل.

عرُض الفيلم، الذي يتناول قصّة مراهق جزائري مدمن على حبوب مهلوسة يُسمّيها أبناء الأحياء الشعبية "مدام كوراج" (السيّدة شَجاعة)، ضمن فئة "الأبواب المفتوحة"؛ مُرفقاً بترجمة باللغتين العبرية والإنجليزية، على أن يُعاد عرضه مجدّداً بعد غدٍ الخميس.

ليست هذه المرّة الأولى التي يعرض فيها المهرجان عملاً من أعمال علواش الذي يحملُ رصيداً حافلاً بالمشاركات فيه، بدأت سنة 1994 بفيلمه "عمر قتلاتو" وتكرّرت في 1998 بفيلم "الجزائر بيروت".

على غير عادته، لم ينشر المخرج الأكثر تمثيلاً للسينما الجزائرية في التظاهرات السينمائية عبر العالم الخبر على صفحته في "فيسبوك"، إذ دأب على نشر أخبار مشاركات أفلامه في المهرجانات الدولية. أكثر من ذلك، عمد إلى نفي مشاركته أصلاً.

وقال علواش، في حديث إلى "الإذاعة الجزائرية"، اليوم، إن الخبر لا أساس له من الصحة، مؤكّداً أن كل فريق الفيلم موجود في الجزائر.

أدرج برنامج المهرجان الإسرائيلي "مدام كوراج" بوصفه فيلماً فرنسياً. لكن العمل الذي صُوّر بالكامل في مدينة مستغانم غربي الجزائر وأُنتج بشراكة بين شركتي إنتاج مستقلّتين من الجزائر وفرنسا، ساهمت وزارة الثقافة الجزائرية بجزءٍ من ميزانيته الني قاربت 600 ألف يورو.

وعادةً ما يُتّخذ من الإنتاج السينمائي المُشترك غطاءً للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كما حدث مع المخرج الجزائري (اليساري سابقاً) جان بيار ليدو الذي زار "إسرائيل" وعرض أفلامه فيها عدّة مرّات. وفي أيّار/ مايو الماضي، عندما أُعلن عن مشاركة الفيلم الجزائري الفرنسي "الوهراني" في منافسات "مهرجان البحر المتوسّط" في إسدود.

حينها، لم يُخفِ المخرج إلياس سالم سعادته بمشاركة عمله في المهرجان، واصفاً إيّاها بالحدث الهام، قبل أن يعود ويسحبه في اللحظة الأخيرة، بعد أن قوبلت خطوته باستياءً وانتقادات من الرأي العام الجزائري وزارة الثقافة (موّلت الفيلم بنسبة 21%) التي ندّدت بتصرّفه، معتبرةً أنه يتنافى والموقف الرسمي الجزائري.

وإن كان الكاتب بوعلام صنصال والمغنّي فرحات مهنّي يذهبان إلى إسرائيل باسميهما الشخصيين، فإن الأفلام السينمائية، التي تُشارك في إسرائيل أو في مهرجانات تطبّع معها، تحمل اسم الجزائر التي تُعلن رفضها لأيّ شكل من أشكل التطبيع مع الكيان الصهيوني.


اقرأ أيضاً: علي سالم: الموت تطبيعاً

دلالات
المساهمون