مرر الكرة لصلاح.. خلطة مصرية تواصل السقوط الكبير

06 سبتمبر 2014
منتخب مصر في مباراة الأمس (Getty)
+ الخط -

خسر المنتخب المصري أولى مبارياته ضمن جولة التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا 2015، وشهد اللقاء إعادة لأخطاء الماضي، وكأن مباراة غانا تعاد من جديد خصوصاً في الشوط الأول أمام المنافس السنغالي السريع الذي لقّن الفراعنة درساً قاسياً في فنون كرة القدم والنقل السريع والتحولات الخاطفة من الدفاع إلى الهجوم، ليصل إلى المرمى في أكثر من محاولة، ويسجل هدفين مع الرأفة في أسوأ 45 دقيقة يخوضها فريق المدرب الجديد شوقي غريب.

تغيّر الأمر بعض الشيء في الشوط الثاني مع تغييرات الجهاز الفني وإشراك حازم إمام وعمرو جمال، وكاد المنتخب المصري أن يسجل هدفاً واثنين لكن رعونة صلاح وسوء توفيقه حالا دون تضييق الفارق وكسر الحاجز النفسي الآخذ في الاتساع أمام منتخبات القارة السمراء.

ويبقى عمرو جمال هو الاسم الأكثر انتشارا بين الجماهير المصرية خلال لقاء السنغال بسبب جرأته أمام المرمى ورغبته في فعل شيء مختلف عن زملائه، وربما تألق الناشئ الصغير سيساعد المدير الفني في إضافة أسماء أخرى جديدة والإتيان بأفكار غير متوقعة خارج الديار، لكن هناك بعض السلبيات الواجب ذكرها خصوصاً على الصعيد التكتيكي خلال أول تسعين دقيقة من عمر المشوار الصعب

ثلاثي بدون "ليبرو"
لعب منتخب مصر بطريقة لعب 3-4-3 صريحة بتواجد ثلاثي دفاعي أمامهم رباعي بالوسط وثلاثي هجومي متقدم. والخطأ الأول في تكتيك شوقي غريب، اعتماده على ثلاثي خلفي بدون ليبرو صريح قادر على بناء الهجمة من الخلف وتوقع هجمات المنافس وقراءة التمريرات البينية والتغطية خلف زملائه، لذلك ظهر دفاع الفريق بشكل سيئ للغاية وتعامل لاعبوه مع هجمات السنغال بسذاجة الوديات والمباريات المحلية.

أشرك لويس فان جال، ثلاثياً دفاعياً مع المنتخب الهولندي بينهم دي فريج، اللاعب الأقرب إلى دور الارتكاز المتأخر، يصعد للوسط ويضغط للأمام، ويمنع أي خطأ خلف بقية اللاعبين، لكن في تشكيلة الفراعنة، وصلت السنغال إلى مرمى إكرامي بنفس الطريقة، وهي تمريرة بينية من المنتصف خلف الدفاع المتمركز على خط واحد، فسجل الفريق المضيف هدفين وأضاع مثلهما وسط غياب كامل للجهاز الفني.

دفاع متقدم بدون ضغط
ليس من العيب أبداً اللعب بدفاع متقدم بعض الشيء، فيلجأ المدربون إلى استخدام فكرة الخط الخلفي الأقرب للمنتصف من أجل صنع مصيدة التسلل وإجبار هجوم الخصم على التراجع بعيداً عن المرمى، ومع التوليفة المصرية، فإن خط الدفاع المتقدم لم يصنع شيئا يذكر بسبب انعدام الضغط من جانب لاعبي الوسط، لذلك تحرك نجوم السنغال بأريحية تامة في منطقة المنتصف ولم يجدوا أي رادع لإيقافهم أو منعهم من التمرير.

احترف النني في سويسرا منذ فترة طويلة، لكنه حتى الآن لا يجيد التمرير أو التمركز، مجرد ارتكاز عادي يدافع ويقطع الكرات، ولا يصنع أي زوايا للتمرير أو الضغط، أما حسام غالي فاستمر في حالة الغياب التام عن مستواه المعهود خلال المواجهات الصعبة، وبدون المساندة من المدافع الثالث أوكا، أصبح الوسط المصري يقابل نظيره السنغالي بثنائي من اللاعبين أمام ثلاثة وأحياناً أربعة، مما جعل اللقاء يبدو وكأنه حصة تدريبية بين الفريقين.

فتحي والظهير الأيسر!
أما أحمد فتحي فبدا غريباً في مركزه الجديد، بعدما دفع به شوقي غريب كظهير أيسر، لأنه واجه جناحاً تقليدياً ينطلق بسرعته على الخط أي في مواجهة القدم اليسرى للظهير المصري فأصبحت الأمور على مصراعيها تماماً، تهاجم السنغال من الأطراف دون أي مواجهة حقيقية من جانب المصريين، مما أرهق خط الدفاع كثيراً.

افتقاد صانع اللعب
استمرار الفريق السنغالي في ضرب الأطراف المصرية، أجبر الجناحين على التراجع لمساندة الدفاع، مما جعل أحمد حمودي ثابتاً تماماً على الطرف رفقة أحمد فتحي تاركاً الثلث الهجومي الأخير. كذلك ضعف المساندة من المنتصف، أمور جعلت حسام غالي يدافع فقط ويترك مهمة صناعة اللعب للفريق المنافس، لتتعقد الأمور أكثر ويفشل الفرعون المصري في صناعة هجمة واحدة منظمة طوال الشوط الأول.

إشراك حازم وتحول غزال للطرف الأيسر، تغيير تكتيكي وضع أحمد فتحي في خانة الارتكاز ليتحرر غالي قليلاً ويصعد للأمام من أجل صناعة اللعب، وهذا ما حدث بالنص في نهايات الشوط الثاني، لنشعر بفارق بسيط في السيطرة والاستحواذ وخروج الكرة من الخلف إلى الأمام.

شخصية الفريق الكبير
فاز المنتخب المصري بثلاث بطولات إفريقية متتالية أعوام 2006، 2008، 2010 بجيل مختلف ونجوم لا تٌنسى، والأهم شخصية الفريق الفائز القادر على تحدي المنافسين والتغلب على كافة المعوقات، لكن الفريق الحالي يضم مجموعة كبيرة من صغار السن، ومن الصعب أن يتم الاعتماد الكامل على محمد صلاح فقط، فاللاعب الذي أرهقته الضغوط يحتاج إلى أسماء أخرى تسانده وتحمل الفريق معه خلال المواجهات المصيرية.

ما زال الفريق يفتقد إلى أبو تريكة ورفاقه، ومن الواضح أن العزلة ستطول بعض الشيء، لذلك يجب على شوقي غريب، إضافة أفكار كروية جديدة، ومحاولة تغيير البوصلة قبل فوات الأوان، لأن الحل في الجماعية لا في المقولة الشهيرة، في الاعتماد على النجم الأوحد.

المساهمون