وذكرت وسائل إعلام محلية عراقية في تقارير متطابقة لها نقلا عن مصادر مقربة من "حوزة النجف الأشرف" قولها إن "الشاهرودي وقع في حرج كبير حين رفض (علي) السيستاني ومراجع دينية أخرى استقباله رغم مكوثه عدة أيام في النجف محاولا لقاءهم".
وأكدت أن رفض الاستقبال من قبل المرجع الأعلى علي السيستاني والمراجع الثلاثة الأخرى كان عبارة عن رسالة واضحة وخروج مرحلة الخلافات إلى العلن مع إيران خاصة بين السيستاني والنظام الإيراني.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن أبرز نقاط الخلاف الحالية هي "دعم إيران لرئيس الوزراء السابق ونائب الرئيس الحالي نوري المالكي رغم معارضة مرجعيات النجف له وتحميله مسؤولية ما وصل إليه العراق حيث كان وما زال الشاهرودي يدعو إلى بقاء المالكي في السلطة في الوقت الذي كانت تشدد فيه مرجعية النجف على ضرورة تغييره".
ونقلت صحيفة "العالم الجديد" العراقية عن مصدر مقرب من المرجعية الدينية بالنجف قوله إن أبرز نقاط الخلاف أيضا موقف السيستاني الرافض لقتال عناصر مليشيا "الحشد الشعبي" في سورية، وصفقة "حزب الله" اللبناني الأخيرة مع تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيرا إلى امتعاض السيستاني من استغلال إيران لفتوى "الجهاد الكفائي" وتسخيرها لصالح فروعها في المنطقة من خلال زج العراقيين الذي لبوا نداء الفتوى بالقتال في سورية.
وبعد دخول تنظيم "داعش" الإرهابي إلى الموصل ومدن عراقية أخرى منتصف عام 2014، أصدر السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي" التي تشكلت بموجبها مليشيات "الحشد الشعبي" التي تقاتل بعض فصائلها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتابع المصدر "بعد أن هيمنت إيران على الحشد الشعبي، رأت المرجعية ضرورة تشكيل حشد موال لها وداعم للمؤسسة العسكرية والأمنية ومساند حقيقي في دحر (داعش) بالعراق، فكانت الفصائل التابعة للعتبات العلوية والحسينية والعباسية، ومن أبرزها فرقة العباس القتالية"، مؤكدا أن خامنئي أوفد الشاهرودي إلى العراق لترطيب الأجواء مع مراجع النجف، إلا أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني فوجئ بصعوبة الأمر، وغلق أبواب النجف بوجهه، كون الترويج لمشروع ولاية الفقيه في العراق قد تجاوز الخطوط الحمراء واخذ يهدد وجود المرجعيات العراقية.
ووصل الشاهرودي إلى العراق قبل عدة أيام والتقى عددا ومن المسؤولين العراقيين.
ولم يتحدث مكتبه عن تفاصيل الزيارة واكتفى ببيان مقتضب أمس الخميس قال فيه إن وجوده "في العراق هو لزيارة العتبات المقدسة" وإن الزيارة شخصية.