تكثر الاحتجاجات في السجون الأفغانية. فالسجناء يعانون الكثير من التهميش من طرف الحكومات المتعاقبة ومنظمات المجتمع المدني على حد سواء. وغالباً ما ينظم السجناء إضرابات عن الطعام، ويلجأون للفوضى، أو يتجهون إلى خياطة أفواههم. كما يسقط قتلى وجرحى في فضّ قوات الأمن تلك النشاطات.
من جهته، وعد الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، في اليوم الثاني من توليه الرئاسة، أثناء زيارته سجن بوليشرخي، أكبر سجن على مستوى البلاد في ضواحي العاصمة، بالاهتمام بقضية السجناء. وقال إنّ التعامل السيئ معهم يولّد حقداً يدفعهم للانضمام إلى صفوف الجماعات المتمردة، مما يربك أمن واستقرار البلاد، كما يخلّف آثاراً سيئة على سلوكهم.
ومنذ ذلك الحين لوحظ تغير في وضع السجون، إذ انخفضت وتيرة الاحتجاجات إلى حد كبير، وهو ما تشيد به المؤسسات الحقوقية والسجناء أنفسهم.
يقول محمد رقيب، الذي أمضى ثلاث سنوات في سجون مختلفة في العاصمة كابول، لـ"العربي الجديد": "وضع السجناء شهد تبدلاً كبيراً خلال الأشهر الماضية، فقد قلّتْ شكاوى السجناء من التعذيب، وتحسّن تعامل قوات الأمن معهم".
ومن الخطوات الإيجابية التي شهدتها السجون الأفغانية إقامة المدراس ودورات التعليم للسجناء، الأمر الذي أثار إعجاب كثيرين، خصوصاً أهالي السجناء والحقوقيين والمؤسسات التي تعنى بملفات السجون، لا سيّما أنّ وضع أفغانستان الحالي لا يتيح اتخاذ خطوات كهذه.
في سجن خرنة المركزي في إقليم بكتيكا جنوب البلاد، أقامت إدارة التعليم الإقليمية مدرسة خاصة للسجناء يستفيد منها عشرات السجناء الشباب، كما بدأت الإدارة دورات تعليمية للسجناء الأكبر سناً. وكان للخطوة آثار إيجابية كبيرة على سلوك السجناء، كما تمنح الشباب فرصة جديدة وأملاً لحياتهم بعد السجن.
محمد إسلام، من سكان مدينة خرنة، اعتقلته الشرطة المحلية المعروفة باسم الجيش القبلي الموالي للحكومة قبل عام، بتهمة الانتماء إلى حركة طالبان، وحكمت المحكمة المحلية بسجنه عامين. قبل السجن، كان إسلام يدرس في الصف الثاني الثانوي. لكنّ السجن قضى على طموحات أهله في إكمال تعليمه. ومع ذلك، وبفضل مشروع السجن، يواصل الشاب دراسته، ويتمنى أن يتخرّج من الثانوية عند انتهاء فترة السجن، كي يتمكن من الالتحاق بالجامعة.
بدوره، يعتبر السجين الآخر، الشاب عارف الله، خطوة الحكومة مفيدة ومن شأنها أن تقضي على كثير من الأمراض النفسية التي يعاني منها السجناء عادة. يقول: "كنت طالباً في الأول الثانوي عندما اعتقلتني قوات الأمن، وبتّ أمضي أوقاتي في السجن في أوهام فارغة تسببت في خلق الكثير من المشاكل النفسية لدي. لكن بعد بدء النظام الجديد للتعليم داخل السجن، أمضي النهار في الدراسة والمراجعة وأستريح في الليل". ويؤكد الشاب أنّ المدرسين الذين يأتون من إدارة التعليم يتعاملون معهم بأشد احترام، ويدرسونهم بطريقة سهلة مراعاة لحالتهم. كما يشيد بدور إدارة السجن، فقد تم الأمر كنتيجة للتنسيق بينها وبين إدارة التعليم المحلية.
في المقابل، يقدّر رئيس سجن خرنة، سردار أمير، الجهود التي تبذلها إدارة التعليم المحلية لتنظيم وترتيب الدورات التعليمية، ليس فقط للشباب المتعلمين بل حتى لكبار السن. ويوضح أنّ الإدارة توفر لهم جميع الاحتياجات التعليمية والمدرّسين، بشكل مستمر. كذلك، يؤكد أمير أنّ العاملين والموظفين داخل السجن يستفيدون كذلك من الدورات التعليمية، وليس السجناء فقط.
ومن الدورات التدريبية التي يتلقاها السجناء الأكبر سناً، دروس أخلاقية حول كيفية التعامل مع ما يواجهه المجتمع من فساد. ويشير رئيس إدارة التعليم المحلية في إقليم بكتيكا، زازي كوشي، إلى أنّ الإدارة تنظم دورات تعليمية للكبار، بالإضافة إلى صفوف الطلاب الثانويين، داخل سجن خرنة بناء على متطلبات العصر. ويعلل كوشي ذلك بأنّ "السجناء جزء من مجتمعنا ولا بد من التفكير في مستقبلهم، والعمل على خطط من شأنها أن تساهم في بناء حياتهم المستقبلية". ويشدد المسؤول على أنّ "استخدام العنف لإحداث تغيير في حياة السجين أمر غير مجد، وقد ثبت ذلك في كثير من الشواهد من أفغانستان وخارجها، وبالتالي لا بدّ من تغيير سلوكيات هؤلاء السجناء الذين يأتون من خلفيات متعددة من خلال التربية والتعليم".
مثل هذا النظام التعليمي يرحب به المجتمع الأفغاني. كما يطالب بعضهم الحكومة بالتوسع فيه ليصل إلى سجون أخرى في جميع الأقاليم الأفغانية.
إقرأ أيضاً: مطالبات بتحسين أوضاع السجناء في أفغانستان
من جهته، وعد الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، في اليوم الثاني من توليه الرئاسة، أثناء زيارته سجن بوليشرخي، أكبر سجن على مستوى البلاد في ضواحي العاصمة، بالاهتمام بقضية السجناء. وقال إنّ التعامل السيئ معهم يولّد حقداً يدفعهم للانضمام إلى صفوف الجماعات المتمردة، مما يربك أمن واستقرار البلاد، كما يخلّف آثاراً سيئة على سلوكهم.
ومنذ ذلك الحين لوحظ تغير في وضع السجون، إذ انخفضت وتيرة الاحتجاجات إلى حد كبير، وهو ما تشيد به المؤسسات الحقوقية والسجناء أنفسهم.
يقول محمد رقيب، الذي أمضى ثلاث سنوات في سجون مختلفة في العاصمة كابول، لـ"العربي الجديد": "وضع السجناء شهد تبدلاً كبيراً خلال الأشهر الماضية، فقد قلّتْ شكاوى السجناء من التعذيب، وتحسّن تعامل قوات الأمن معهم".
ومن الخطوات الإيجابية التي شهدتها السجون الأفغانية إقامة المدراس ودورات التعليم للسجناء، الأمر الذي أثار إعجاب كثيرين، خصوصاً أهالي السجناء والحقوقيين والمؤسسات التي تعنى بملفات السجون، لا سيّما أنّ وضع أفغانستان الحالي لا يتيح اتخاذ خطوات كهذه.
في سجن خرنة المركزي في إقليم بكتيكا جنوب البلاد، أقامت إدارة التعليم الإقليمية مدرسة خاصة للسجناء يستفيد منها عشرات السجناء الشباب، كما بدأت الإدارة دورات تعليمية للسجناء الأكبر سناً. وكان للخطوة آثار إيجابية كبيرة على سلوك السجناء، كما تمنح الشباب فرصة جديدة وأملاً لحياتهم بعد السجن.
محمد إسلام، من سكان مدينة خرنة، اعتقلته الشرطة المحلية المعروفة باسم الجيش القبلي الموالي للحكومة قبل عام، بتهمة الانتماء إلى حركة طالبان، وحكمت المحكمة المحلية بسجنه عامين. قبل السجن، كان إسلام يدرس في الصف الثاني الثانوي. لكنّ السجن قضى على طموحات أهله في إكمال تعليمه. ومع ذلك، وبفضل مشروع السجن، يواصل الشاب دراسته، ويتمنى أن يتخرّج من الثانوية عند انتهاء فترة السجن، كي يتمكن من الالتحاق بالجامعة.
بدوره، يعتبر السجين الآخر، الشاب عارف الله، خطوة الحكومة مفيدة ومن شأنها أن تقضي على كثير من الأمراض النفسية التي يعاني منها السجناء عادة. يقول: "كنت طالباً في الأول الثانوي عندما اعتقلتني قوات الأمن، وبتّ أمضي أوقاتي في السجن في أوهام فارغة تسببت في خلق الكثير من المشاكل النفسية لدي. لكن بعد بدء النظام الجديد للتعليم داخل السجن، أمضي النهار في الدراسة والمراجعة وأستريح في الليل". ويؤكد الشاب أنّ المدرسين الذين يأتون من إدارة التعليم يتعاملون معهم بأشد احترام، ويدرسونهم بطريقة سهلة مراعاة لحالتهم. كما يشيد بدور إدارة السجن، فقد تم الأمر كنتيجة للتنسيق بينها وبين إدارة التعليم المحلية.
في المقابل، يقدّر رئيس سجن خرنة، سردار أمير، الجهود التي تبذلها إدارة التعليم المحلية لتنظيم وترتيب الدورات التعليمية، ليس فقط للشباب المتعلمين بل حتى لكبار السن. ويوضح أنّ الإدارة توفر لهم جميع الاحتياجات التعليمية والمدرّسين، بشكل مستمر. كذلك، يؤكد أمير أنّ العاملين والموظفين داخل السجن يستفيدون كذلك من الدورات التعليمية، وليس السجناء فقط.
ومن الدورات التدريبية التي يتلقاها السجناء الأكبر سناً، دروس أخلاقية حول كيفية التعامل مع ما يواجهه المجتمع من فساد. ويشير رئيس إدارة التعليم المحلية في إقليم بكتيكا، زازي كوشي، إلى أنّ الإدارة تنظم دورات تعليمية للكبار، بالإضافة إلى صفوف الطلاب الثانويين، داخل سجن خرنة بناء على متطلبات العصر. ويعلل كوشي ذلك بأنّ "السجناء جزء من مجتمعنا ولا بد من التفكير في مستقبلهم، والعمل على خطط من شأنها أن تساهم في بناء حياتهم المستقبلية". ويشدد المسؤول على أنّ "استخدام العنف لإحداث تغيير في حياة السجين أمر غير مجد، وقد ثبت ذلك في كثير من الشواهد من أفغانستان وخارجها، وبالتالي لا بدّ من تغيير سلوكيات هؤلاء السجناء الذين يأتون من خلفيات متعددة من خلال التربية والتعليم".
مثل هذا النظام التعليمي يرحب به المجتمع الأفغاني. كما يطالب بعضهم الحكومة بالتوسع فيه ليصل إلى سجون أخرى في جميع الأقاليم الأفغانية.
إقرأ أيضاً: مطالبات بتحسين أوضاع السجناء في أفغانستان