لا مشكلة بالنسبة للمعلمين في غزة في حرمان الطلاب داخل مدارسهم من حصص الرياضة والفن، ولا مشكلة بالنسبة لهم من تكدس أعداد الفصل الواحد وإن وصل إلى 45 طالبا في الصف، لأنهم في النهاية يودّون إنجاز المنهج الدراسي لكل مادة تحت أي ظرف كان، لكن المشكلة في الطالب الذي أصبح اليوم مشتاقا للحصص التي يجد فيها الترفيه والإبداع، بعد أن حُرم منها بداية العام الدراسي، في نهاية أغسطس/آب 2016 العام الماضي.
الصدمة كانت لطلاب مدارس "الأونروا" خصوصاً، في بداية العام، بعد أن وجد أكثر من 5000 طالب منهم في مدارس غربي مدينة غزة، دوامهم المدرسي بات أربع ساعات فقط، بينها فسحة واحدة (مدتها نصف ساعة)، على عكس الأعوام السابقة، عندما كان ست ساعات وفترتي فسحة، وذلك بسبب تجميد وكالة "الأونروا" عشرات المدارس من أجل إعادة بنائها وزيادة عدد الصفوف فيها، في ظل وجود مشكلة كبيرة في دخول 10 آلاف طالب جديد سنوياً على مدارس القطاع، وتكدس الأعداد خلال فترتين دراسيتين في غالبية المدارس.
لجأت "الأونروا" بالتالي إلى جمع تلاميذ كلّ ثلاث مدارس في مدرسة واحدة، مقسمة إلى ثلاث فترات دراسية؛ فتراكم العبء الدراسي بالمواد المختلفة، مما أزعج الطلاب بشدة، فالمدرسة من دون ترفيه، وهو أمر مكروه ومزعج بالنسبة لهم.
اقــرأ أيضاً
ندى رضوان (9 سنوات)، في الصف الرابع الابتدائي من الموهوبات في الرسم، وشاركت في مسابقات عدة للرسم بين المدارس، كما أنها حصدت العديد من الجوائز، لكن هذا العام لا تجد سوى أربع ساعات متواصلة بالدراسة، وحُرمت من تطوير موهبتها والمنافسة فيها.
تقول لـ "العربي الجديد": "يوم واحد في الأسبوع تسمح لي أمي برسم لوحاتي، لأن أمامي دروسا وست مواد يجب أن أنجز دراستها، لكن العام الماضي كنت أرسم في المدرسة وأجد تشجيعا من المدرّسات والمشاركة في المسابقات، لكن الآن المدرسة شيء أكرهه جداً".
أما آية صافي (12 عاماً) في الصف الثاني الإعدادي، فلا تذكر حتى ما هي أساسيات رسم النحت التي من المفترض أن تعرفها نظراً لتعلمها إياها بداية المرحلة الإعدادية، وهي ترى وبكل بساطة أن تلك الحصص بالنسبة للمعلمين عبء عليهم، لذا فقد وجدوا إلغاءها أمرا سهلاً، وتقول "كل عام نشعر بأن إلغاء حصص الفن والرياضة أمر سهل، وأن تحل مكانها معلمة مادةٍ ما لتعوّض تأخرها في تدريسنا إياها، وهذا العام وكأنهم ارتاحوا منها، والدروس تنهال علينا من دون راحة".
إلى مدرسة أخرى للذكور، فإلى جانب حرمانهم من حصص الرياضة والفنون، هم أيضاً محرومون من دخول مختبر المدرسة، لأن المدرسة لا تجد وقتاً لوضع خطة تنظيم الدروس التطبيقية فيها. يقول الطالب طارق الحطاب (14 عاماً) "واجهنا كثيرا من الدروس في التكنولوجيا والعلوم تحتاج إلى تجارب عملية، لكن المعلم لم يستطع أخذنا إلى المختبر، على أمل أن توفّر مدارس جديدة، في العام القادم، ونتوجه إلى المختبر بكل راحة".
المرشدة التربوية داخل مدرسة للأونروا، ريا العلمي، أشارت إلى أن حرمان الطلاب من حصص الرياضة والفن يحوّل الإنجاز العملي إلى أداء واجب غير مرض بالنسبة لهم، ولا يختلف كثيراً عن عملهم بشكل إجباري، نظراً لافتقاد التنوع بأساليب التعلم، وعدم توفير مساحة تفريغ لطاقات الطلاب بالرياضة أو الفن أو الأنشطة الأخرى، إلى جانب تقيدهم بساعات الدراسة والاستغناء عن أنشطة كثيرة مدرسية وإذاعية لعمل المدارس ثلاث فترات.
كما لاحظت التوتر الكبير بين طالبات المدرسة التي تشرف عليهم، هذا ما جعلها تقدم تقريراً إدارياً قامت برفعه لإدارة المشرفين والمراقبين في وكالة الأونروا، تشير فيه إلى حاجة الطلاب بإجماع من أكثر من مرشد ومرشدة في مدارس مختلفة لجلسات تفريغ نفسي، إلى جانب تعزيز التمارين الرياضية، في ظل تكدس الدروس والفصول داخل المدارس مع تأثرهم بالمشاكل الخارجية بمحيط المدرسة.
اقــرأ أيضاً
لجأت "الأونروا" بالتالي إلى جمع تلاميذ كلّ ثلاث مدارس في مدرسة واحدة، مقسمة إلى ثلاث فترات دراسية؛ فتراكم العبء الدراسي بالمواد المختلفة، مما أزعج الطلاب بشدة، فالمدرسة من دون ترفيه، وهو أمر مكروه ومزعج بالنسبة لهم.
ندى رضوان (9 سنوات)، في الصف الرابع الابتدائي من الموهوبات في الرسم، وشاركت في مسابقات عدة للرسم بين المدارس، كما أنها حصدت العديد من الجوائز، لكن هذا العام لا تجد سوى أربع ساعات متواصلة بالدراسة، وحُرمت من تطوير موهبتها والمنافسة فيها.
تقول لـ "العربي الجديد": "يوم واحد في الأسبوع تسمح لي أمي برسم لوحاتي، لأن أمامي دروسا وست مواد يجب أن أنجز دراستها، لكن العام الماضي كنت أرسم في المدرسة وأجد تشجيعا من المدرّسات والمشاركة في المسابقات، لكن الآن المدرسة شيء أكرهه جداً".
أما آية صافي (12 عاماً) في الصف الثاني الإعدادي، فلا تذكر حتى ما هي أساسيات رسم النحت التي من المفترض أن تعرفها نظراً لتعلمها إياها بداية المرحلة الإعدادية، وهي ترى وبكل بساطة أن تلك الحصص بالنسبة للمعلمين عبء عليهم، لذا فقد وجدوا إلغاءها أمرا سهلاً، وتقول "كل عام نشعر بأن إلغاء حصص الفن والرياضة أمر سهل، وأن تحل مكانها معلمة مادةٍ ما لتعوّض تأخرها في تدريسنا إياها، وهذا العام وكأنهم ارتاحوا منها، والدروس تنهال علينا من دون راحة".
إلى مدرسة أخرى للذكور، فإلى جانب حرمانهم من حصص الرياضة والفنون، هم أيضاً محرومون من دخول مختبر المدرسة، لأن المدرسة لا تجد وقتاً لوضع خطة تنظيم الدروس التطبيقية فيها. يقول الطالب طارق الحطاب (14 عاماً) "واجهنا كثيرا من الدروس في التكنولوجيا والعلوم تحتاج إلى تجارب عملية، لكن المعلم لم يستطع أخذنا إلى المختبر، على أمل أن توفّر مدارس جديدة، في العام القادم، ونتوجه إلى المختبر بكل راحة".
المرشدة التربوية داخل مدرسة للأونروا، ريا العلمي، أشارت إلى أن حرمان الطلاب من حصص الرياضة والفن يحوّل الإنجاز العملي إلى أداء واجب غير مرض بالنسبة لهم، ولا يختلف كثيراً عن عملهم بشكل إجباري، نظراً لافتقاد التنوع بأساليب التعلم، وعدم توفير مساحة تفريغ لطاقات الطلاب بالرياضة أو الفن أو الأنشطة الأخرى، إلى جانب تقيدهم بساعات الدراسة والاستغناء عن أنشطة كثيرة مدرسية وإذاعية لعمل المدارس ثلاث فترات.
كما لاحظت التوتر الكبير بين طالبات المدرسة التي تشرف عليهم، هذا ما جعلها تقدم تقريراً إدارياً قامت برفعه لإدارة المشرفين والمراقبين في وكالة الأونروا، تشير فيه إلى حاجة الطلاب بإجماع من أكثر من مرشد ومرشدة في مدارس مختلفة لجلسات تفريغ نفسي، إلى جانب تعزيز التمارين الرياضية، في ظل تكدس الدروس والفصول داخل المدارس مع تأثرهم بالمشاكل الخارجية بمحيط المدرسة.